الوهابية في يوم التأسيس.. تسريح بإحسان

وما يسطرون – إسحاق المساوى – المساء برس|

ليست المفارقة الغريبة في نسيان السعودية فضل الوهابية عليها، بل في تقبل الوهابية حالتها كطليقة ملك محرومة من حياة زوجية أخرى.

يتساءل حفيد مؤسس المملكة الثالثة: ما هي الوهابية نحن لا نعرف أي شيء عنها؟ بينما يتمادى أباه في تناسى ذاكرة الشركاء الذين أورثوه ملكاً، محيلاً الذهنية الجمعية إلى يوم وطني مستحدث، أسماه يوم تأسيس المملكة على يد مانع المريدي عام 850ه / 1446م، والذي تزامن الاحتفال به لأول مرة في الـ 22 من فبراير الماضي.

يوم التأسيس صمم للتخلص من شركاء المؤسس الأول للمملكة السعودية قبل نحو قرنين ونصف القرن. بينما ظروف استجلابه عنوة من تاريخ غير معروف، تحكي قصة لبرلة سعودية لمناجاة الغرب، لا يصلح معها الحفاظ على تاريخ الشيخ كشريك مؤسس، ولا على أدبيات فكره الثقيل في زمن الحاجة لوجبة استهلاكية خفيفة تقود القطيع، وتذهب به بعيداً عن أسوار القصور العالية، وقضايا الإنسان الوجودية في الأرض.

السعودية تقود عملية تسريح -لتركة عصور حكمها الثلاثة – من الوهابية. وهي عملية مستحيلة قد تستحث الوهابية أن تعود إلى التاريخ مطالبة بحقها في الشراكة، فتثير تساؤلاً مقابلاً للتساؤل الأول: ما هي السعودية نحن لا نعرف أي شيء عنها؟

الوهابية مع متغيرات سعودية صارمة للتخلص من إرث “الشيخ” تصبح أمام اختبار تاريخي عصيب للوثوب على أقدامها، أو التعثر إلى الأبد. فالعالم الإسلامي إما ينساق مع الرواية السعودية بكون الوهابية أداة انتهى الغرض منها، بما لذلك من تبعات لن يكون للوهابية أثر بعدها، وإما أن يشهد صحوة تحيي بنود الاتفاق التاريخي عام 1744م، بين محمد بن عبد الوهاب وبين محمد بن سعود، على شرط أن تعيد النظر بحساباتها الخاطئة لتضمن لنفسها حاضنة وبقاءً، فتصبح جزء من النسيج الإسلامي وأمته.

وثمة احتمال ثالث يعيدنا مع الأسف لمقدمة المقال، إذ يسهل على صانع الوهابية استبدال-كما يحدث الآن -هيئاتها الدينية والعلمائية، بهيئات ترفيهية منحلة تديرها أسرة آل الشيخ نفسها، وتشرعنها وزارة الشئون الإسلامية المستحدثة بهيئة إدارية من آل الشيخ أيضاً. وبالتالي يتحقق التسريح بإحسان ويتشرعن البغاء المفروض بموانع الزواج من طليقة الملك.

المصدر: مقال للكاتب منشور في موقع “المسيرة نت”

قد يعجبك ايضا