بعد انكسارها بحريب وعين.. مليشيا الإمارات في شبوة تواجه بوادر انتفاضة قبلية مسلحة في بيحان

شبوة – المساء برس| تقرير: يحيى محمد|

يبدو أن انتفاشة جناح الإمارات في حزب المؤتمر بسيطرة مليشيا الإمارات في الجنوب المسماة بـ”العمالقة” على المناطق الشمالية لمحافظة شبوة لن تدوم طويلاً بسبب عدة عوامل رئيسية ووجود مؤشرات قوية على ذلك آخرها ما حدث اليوم في مديرية بيحان شمال شبوة.

قبائل بيحان تعقد اجتماعاً قبلياً رفيعاً وتدعو رجال القبائل لحضور الاجتماع حاملين أسلحتهم الشخصية لمناقشة الانتهاكات التي طالت قبائل بيحان من قبل القوات المدعومة من الإمارات “العمالقة” التي تنتمي لمحافظات جنوبية ومعظم منتسبيها من التيار الديني السلفي المتشدد مع وجود عدد كبير من القيادات بهذه القوات معروف بارتباطهم بشكل مباشر وغير مباشر بالتنظيم الإرهابي المحظور دولياً، تنظيم القاعدة وأيضاً تنظيم داعش، هذه الانتهاكات من وجهة نظر القبائل تحولت من تصرفات فردية إلى استراتيجية عامة لألوية العمالقة التي استباحت لنفسها مصادرة ممتلكات أبناء قبائل مديريات بيحان الثلاث – ليس جميعهم وإنما من يتم تصنيفهم بأنهم (متحوثين) في بيحان وعسيلان وعين وهي مديريات شبوة الشمالية التي سيطرت عليها مليشيا العمالقة بعد أن كانت هذه المديريات وقبائلها قد دخلت في صلح مع قوات صنعاء أواخر العام الماضي – ومن ذلك على سبيل المثال قتل من يتم تصنيفهم بأنهم موالين لأنصار الله أو مناهضين للاحتلال السعودي الإماراتي لليمن وفرض حصار عليه والذين يتم اتهامهم بأنهم (متحوثين) وهي تهمة اتخذت منها العمالقة مبرراً وذريعة لاستباحة ممتلكات أبناء مديريات بيحان الثلاث شمال شبوة من مصادرة ممتلكاتهم من سيارات ومواشي ومجوهرات، بالإضافة لانتهاكات أخرى كان آخرها قيام مليشيا العمالقة بقتل 5 من أبناء قبيلة بلحارث وسط مدينة بيحان منهم الموطن صلاح عبدربه الحبيشي وأخيه سامي في سوق القات وهو ما عزز من السخط القبلي والشعبي ضد مليشيا العمالقة ودفع القبائل للتحرك لوقف ما تمارسه هذه المليشيا المدعومة من الإمارات ضدهم.

وعلى الرغم من أن قيادات من ألوية العمالقة قامت بتحكيم قبائل بيحان في قضية مقتل أبناء الحبيشي، إلا أن المليشيا المدعومة من الإمارات ذاتها قامت باقتحام منازل مواطنين في بيحان ونهب محتوياتها بعد يوم واحد فقط من عملية التحكيم ما دفع بالقبائل لعقد اجتماع برئاسة قبائل بلحارث والخروج بقرار مهم وهو الدعوة لخروج مليشيا العمالقة بالكامل من مناطق قبائل بيحان.

القبائل استعرضت خلال اللقاء القبلي المسلح كل انتهاكات ألوية العمالقة بدءاً باقتحام المنازل وانتهاك حرماتها في بيحان بعد السيطرة عليها خلال الأسابيع الماضية ومروراً بالانتهاكات التي طالت المواطنين من قتل ونهب ممتلكاتهم ومصادرة حرياتهم وصولاً إلى إقرار منع القبائل حمل سلاحهم الشخصي في الأسواق على الرغم من أن المناطق التي يتواجدون فيها تستدعي من القبائل فرداً فرداً حمل أسلحتهم الشخصية لحماية أنفسهم من الانفلات الأمني الذي يصيب كل المناطق التي تسيطر عليها أي مليشيات مسلحة أو قوات تتبع التحالف السعودي الإماراتي إضافة إلى أن مناطقهم هي مناطق حرب وبالتالي يصبح من الضرورة حمل السلاح لدفاع القبائل عن منازلهم ومناطقهم تجاه أي اعتداء وهو ما جعل من قرار العمالقة بمنع حمل السلاح والتهديد بمصادرة من يتم القبض عليه مرتدياً سلاحه من أبناء القبائل بأنه قرار هدفه إذلال وإهانة قبائل بيحان ولا علاقة له بمسألة الإجراءات الأمنية فالإمارات التي تقف خلف المليشيات التابعة لها المسماة العمالقة هي من تهدف لسلب سلاح قبائل شبوة من أيدي أبنائها لتجنب حدوث أي ثورة قبلية مسلحة ضدها أو ضد المليشيات التابعة لها سواءً كانت مليشيا العمالقة أو مليشيا النخبة الشبوانية.

أمور أخرى سبقت هذا التحرك القبلي لقبائل مديريات بيحان الثلاث يمكن القول إنها كانت السبب في تشجيع القبائل على الوقوف بحزم تجاه ما تمارسه مليشيا العمالقة، أبرز هذه الأحداث والتطورات هو الانكسار الكبير الذي تعرضت له مليشيا العمالقة في أطراف مديرية حريب جنوب محافظة مأرب، بالإضافة إلى عدم قدرة مليشيا العمالقة على إكمال سيطرتها على كامل الجغرافيا الشمالية لمحافظة شبوة خاصة مع بقاء معظم مناطق مديرية عين التابعة لشبوة تحت سيطرة قوات صنعاء حيث لا يزال القتال بين قوات العمالقة وقوات صنعاء مستمراً في هذه المديرية حتى اليوم، ما يعني أن ادعاء العمالقة بالسيطرة على كامل مديريات شمال شبوة غير صحيح.

كل ذلك وبالإضافة إلى انتهاكات مليشيا العمالقة التي مورست ضد قبائل مديريات بيحان الثلاث مثل أسباباً قوية ودافعاً للقبائل لإعلان ما يمكن تسميته بأنه انتفاضة قبلية مسلحة ضد مليشيا العمالقة الموالية للإمارات والذي قد يحدث تغييراً هاماً في مسار المعارك في شمال شبوة ويقلب الأمور رأساً على عقب.

قد يعجبك ايضا