أبو ظبي تدفع لإعادة نجل عفاش للواجهة.. هل انتهى زمن الانتقالي؟

خاص – المساء برس|

كثفت دولة الإمارات، مساعيها، مؤخرًا، لإعادة أهم أوراقها، أحمد عفاش، نجل الرئيس اليمني الأسبق، علي عبدالله صالح، إلى الواجهة، وسط أنباء عن تحركات دولية بضوء أخضر سعودي لإزاحة هادي من المشهد وتنصيب نجل صالح خليفة له، فما انعكاس هذه الخطوة على الانتقالي الذي واجه ويواجه تحديات كبيرة على رأسها بقائه في المشهد السياسي كمكون لعب دورًا هامًا في الفترة الماضية بدعم إماراتي غير محدود بدأ يضمحل مؤخرًا.

وبدأت أبو ظبي، في مسار إعادة أحمد عفاش إلى الواجهة مجددًا بالتزامن مع هذه التحركات الدولية للإطاحة بهادي، تمهيدًا لتنصيبه رئيسًا مواليًا لها، بعد فشل كرتها الآخر الجنوبي المتمثل في الانتقالي الذي أثبت فشله على الأرض، رغم الدعم الكبير الذي حظي به عسكريًا وسياسيًأ وماليًا، إلا أنه فشل في السيطرة على المحافظات الجنوبية كما كان مخطط له، وبات متقوقعًا في رقعة جغرافية صغيرة محصورة بعدن وأجزاء من أبين ولحج وسقطرى.

وفشل الانتقالي في سيطرته على المناطق الاستراتيجية النفطية في الجنوب التي طمحت الإمارات لإبقائها تحت نفذها ممثلة بشبوة وحضرموت، الخاضعتان لسيطرة خصومها المدعومين من قطر وتركيا، دفع الإمارات، خاصة مع ارتفاع الزخم الدولي الدافع نحو حل سياسي ينهي الحرب في اليمن، لاستبدال المجلس الذي أنهكها في الجنوب دون تقديم ما كان يرجو منه، بنجل صالح الذي تسعى حاليًا لإعادته إلى المشهد من خلال محاولات حثيثة لتنصيبه رئيسًا للمؤتمر الشعبي العام، تمهيدًا للخطوة الأكبر بإعلانه رئيسًا توافقيًا للبلاد وفق خطة مشتركة بينها وبين الرياض مدعومة من جهات دولية.

وتداولت وسائل إعلامية مختلفة عن خطة تدفع بها الإمارات دوليًا عبر بريطانيا وأمريكا باتجاه إيجاد صيغة حل جديدة في اليمن تتضمن نقل صلاحيات هادي لنائب توافقي أو مجلس رئاسي، وهو ما كشفه وزير الخارجية الأسبق والقيادي البارز في حزب المؤتمر، أبو بكر القربي، المحسوب على الإمارات.

وتحاول الإمارات في الوقت الراهن، استقطاب قيادات المؤتمر المتباينة والمتعددة الولاءات لجمعها في نقطة توافق واحدة تضمن التفافهم حول أحمد علي، وتنصيبه رئيسًا للحزب، وإعادته إلى المشهد تمهيدًا لاستواء الطبخة التي تعد للإطاحة بهادي وتعيينه خلفًا له.

ومع هذه التحركات والخطوات المتسارعة من قبل الإمارات نحو إعادة أحمد علي إلى المشهد وتسليمه ملف اليمن، يبقى السؤال الأبرز هو: هل انتهى زمن الانتقالي، وآن الوقت لتجاوزه وإخراجه من المشهد اليمني؟ وبإلقاء نظرة بسيطة على الأوضاع في مناطق سيطرة الانتقالي، وما آلت إليه أحوال الناس من سوء وتردٍ معيشي مهول، وانهيار لكافة القطاعات الخدمية وعجزه عن إيجاد أية حلول إزاء التدحرج المتسارع الكارثي لكرة الاقتصاد، وتصاعد السخط الشعبي ضده، في ظل صمت وتجاهل الإمارات الداعمة الأساسية له، تكمن الإجابة.

في هذا السياق، علق نائب وزير الخارجية في حكومة صنعاء، حسين العزي، متوقعًا أن رحلة تلاشي الانتقالي قد بدأت.

وقال العزي، في تغريدة على حسابه بتويتر: إن الانتقالي كان يبرر خنوعه بأنه ضروري لبناء نفسه وكان يقنع أتباعه في البدايات، لكنه منذ فترة فقد قدرته على التبرير وبدأ المزاج العام يتغير.

وبحسب العزي، فإن المجلس “بدلًا من أن يهرب للأمام ويستيعد الثقة، يواصل الهروب للخلف ما يعني أن رحلة التلاشي قد بدأت”، مشيرًا إلى أن لدى “الانتقالي مقاتلين لكنه يفتقر لشجاعة القرار وهذا هو “سر انهياره المحتمل”، حد تعبيره.

 

قد يعجبك ايضا