على نفسها جنت براقش

هاشم الدرة-ومايسطرون-المساء برس|

اختزل بيان مجلس الأمن الدولي اليمن في مدينة واحدة، واعتبر وقف تحرير مأرب من أدواته التكفيرية المجرمة، ومنع إعادتها للحضن اليمني، مدخلا لرفع اليد التي تخنق وتقتل الشعب اليمني، بالحصار والسلاح.

ووفقا للبيان فإن الدفاع عن النفس، والرد على العدوان الذي استباح الأرض والإنسان جريمة في عرف هذا المجلس، والمفارقة أن هذا المجلس استنكر وأدان بشدة استهداف قوات صنعاء لمواقع عسكرية واقتصادية في عمق السعودية، أما قتل أطفال اليمن وتحويل البراءة إلى أشلاء، أمور عارضة وليست جريمة في قواميسه.

هذا البيان ليس إلا صورة طبق الأصل لبيانات وإحاطات سابقة أدلى بها العدو السعودي على لسان المبعوث الأممي مارتن غريفيث في محافل دولية خاضعة للمال السعودي والسطوة الأمريكية، تم رفضها جميعها، كونها تمس السيادة اليمنية التي سالت في سبيلها أنهار من الدماء الطاهرة، وتحمل الأحرار من أجلها العناء، طيلة ست سنوات من العدوان والحصار، وليس من المعقول أن يقبل اليمنيون هذه المساومة لا سيما وقد أصبحت اليد الطولى لهم، والعدو يتجرع الهزائم على امتداد الجبهات.

فشلت المحاولة الأمريكية في إظهار نفسها كوسيط في اليمن، كما فشلت في تحسين صورة أدواتها في العدوان على أبناء اليمن، ما دفعها لرفع عصاها الدولية، المتمثلة في مجلس الأمن، حيث جدد مساومته لليمنيين، في أول بيانه، أوقفوا تحرير مأرب، نرفع الحصار عنكم وتنجون من المجاعة التي تسببنا فيها، هكذا دون خجل تتم المساومة على الملف الإنساني، مقابل تسجيل انتصارات عسكرية للعدو بعد فشله وهزيمته المخزية.

وبين الموت جوعا أو الموت بسلاح العدو، أو الرضوخ له تتم المساومة، فبيان مجلس الأمن يؤكد انعدام المعايير والقيم الإنسانية فيه، ويؤكد الانحياز المستمر للجلاد والوقوف ضد الضحية لتعميق جراحها.

غير أن الأمر الذي لا شك فيه أن الرد اليماني على بيان المجلس الدولي هذا، سيكون أكثر إيلاما للسعودي بصورة يستحيل عليه أن يخفيه، كما يفعل في كل ضربة توجعه، ولن يستطيع أن يكتم عويله، وعلى نفسها جنت براقش.

 

قد يعجبك ايضا