حوار: المساء برس ينفرد بنشر تفاصيل الوضع العسكري للتحالف في مأرب.. يكشفها أحد القادة المنشقين (1)

حوار خاص – المساء برس|

أجرى “المساء برس” مقابلة صحفية مع أحد القيادات العسكرية الموالية للتحالف السعودي التي أعلنت انشقاقها قبل مدة عن التحالف وعادت إلى صنعاء.

وبناءً على طلب القائد العسكري، يعتذر الموقع عن كشف هويته حيث تضمنت تصريح القيادي معلومات خطيرة تتعلق بالتفاصيل الدقيقة لطبيعة الوضع العسكري الذي تعيشه القوات الموالية للتحالف السعودي الإماراتي في مأرب.

كما تكشف المعلومات عن سبب تسارع الانهيار بصفوف القوات الموالية للتحالف بمقابل تقدم قوات صنعاء بشكل يومي وتمكنها من إسقاط مواقع عسكرية تباعاً كانت تحت سيطرة مسلحي التحالف.

وعلى الرغم من كثافة المعلومات التي سردها القائد العسكري المنشق، إلا أن بعض هذه المعلومات سبق أن تم تسريبها من أروقة المنطقة العسكرية الثالثة التابعة لقوات هادي في مأرب والتي يتم تسريبها لناشطين موالين لتيار سياسي معين داخل قوات هادي في سياق ضرب التيار الآخر كما يحدث بين تياري المؤتمر والإصلاح.

اللافت أن المعلومات التي وردت في سياق الحوار مع القائد العسكري لا تزال حديثة والبعض منها لم يمضِ على حدوثها سوى أيام قليلة داخل مأرب، وليست معلومات لأحداث ووقائع حدثت أثناء ما كان القائد العسكري لا يزال بصفوف قوات هادي وهو مطلع عليها بحكم وجوده بصفوف القيادات.

“الجيش الوهمي”

يمكن القول أن مصطلح “الجيش الوهمي” هو المصطلح الأنسب الذي يمكن أن نطلقه على قوات هادي الموالية للتحالف، فالمعلومات الواردة على لسان القائد العسكري المنشق تكشف أن كل الألوية العسكرية والمناطق والهيئات العسكرية تحت ما يسمى “وزارة دفاع الشرعية” مجرد ألوية ومناطق عسكرية وهمية، يقول القائد العسكري “صحيح كل شيء موجود على الورق بما في ذلك كشوفات بمئات بل آلاف الأسماء، لكن على أرض الواقع هناك ألوية لا يوجد من اسمها سوى قائد اللواء ومجموعة من مرافقيه فقط وبقية أفراد اللواء مجرد أسماء في كشوفات وهمية بعض هذه الأسماء وجدنا أنها مكررة ومدرجة ضمن أكثر من كشف في أكثر من لواء ومنطقة عسكرية، وفي نهاية المطاف يتبين أن هذا الشخص المدرج اسمه ضمن كشوفات اللواء يعمل تاجراً داخل مدينة مأرب أو شبوة أو حضرموت أو يعمل بمحل صرافة أو مهنته الأساسية مدرس ولم يلتحق بالعسكرية وخضع للتجنيد والتدريب بشكل رسمي”.

ويضيف القائد العسكري “انتم تلاحظون الآن كيف أن التحالف السعودي يستخدم مقاتلين جنوبيين للقتال على أبواب مأرب، لماذا؟، لعدم وجود قوة عسكرية بشرية حقيقية لدى ما تسمى الشرعية”، هذا الوضع، حسب ما يقول القائد العسكري، سبب مشاكل كبيرة داخل القوات الموالية للتحالف خاصة داخل الصف القيادي، بل وتسبب بمشاكل كبيرة وخلافات وتبادل اتهامات فيما بينها البين، كما تسبب هذا الوضع بوقوع مشاكل بين قيادة التحالف والقيادة العسكرية لما تسمى الشرعية، ويقول القائد العسكري إن ملف الأسماء الوهمية بقوات الشرعية كشف للتحالف ملفات أخرى، منها الأسلحة والذخائر، والمرتبات، والتغذية، واعتمادات البترول والديزل.

وعلى سبيل المثال وليس الحصر، يذكر القائد العسكري معلومة تخص القوة العسكرية لوزارة الداخلية بحكومة هادي، حيث يكشف القائد العسكري أن هناك المئات من الأسماء المدرجين بكشوفات الداخلية على اعتبار أنهم يتبعون الأمن العام والأمن المركزي “القوات الخاصة”، لكن في حقيقة الأمر تبين أن هؤلاء الأشخاص موجودين ويعيشون بمناطق سيطرة حكومة صنعاء منذ بداية الحرب، يقول القائد العسكري “المصيبة أن هؤلاء الأشخاص محسوبين من ضمن القوة الأمنية للشرعية وعلى هذا الأساس يتم اعتماد موازنة مرتباتهم شهرياً من قبل الحكومة في الرياض وتصرف مالية الشرعية هذه المرتبات لكن الأشخاص المدرجة أسماءهم لا يستلمون شيئاً، هذا يعني أن هذه المرتبات تذهب لجيوب القيادات الأمنية للشرعية” ولهذا – يؤكد القائد العسكري – طالبت قيادات عسكرية من هادي تحويل مخصصات المنتسبين للداخلية سواء الوهميين أو الموجودين في مناطق حكومة صنعاء إلى حساب وزارة الدفاع للاستفادة منها في تمويل العمليات العسكرية بمأرب، وأكد القائد العسكري أن هذا الطلب تم رفعه خلال الأيام القليلة الماضية في اجتماع عسكري لمناقشة الوضع العسكري للشرعية في مأرب.

“تجارة الحرب”

يكشف القائد العسكري أن هناك نشاطاً تجارياً يتعلق بالحرب وجبهات القتال، ويضيف “تخيل نفسك أن تكون تاجراً في هذا المجال، فمثلاً هناك تقريباً 100 قائد عسكري برتب ومناصب رفيعة من الموالين للتحالف يكرّسون كل نشاطهم وجهدهم لتحقيق صفقات تجارية بمئات الملايين من الريالات لكن هذه التجارة ليست سلع غذائية أو مواد استهلاكية بل تجارة مناطق ومواقع عسكرية معينة، يعني مثلاً هناك قيادات عسكرية يذهبون للاتفاق مع قيادات قبلية في مناطق سيطرة التحالف للاشتراك في صفقة بيع جبهة عسكرية معينة لقوات صنعاء ومهمة الأطراف القبلية فقط عدم القتال مع التحالف في حال دخول قوات صنعاء بمقابل مبلغ أو نسبة معينة من الصفقة، فإذا تم ذلك تقوم هذه القيادات العسكرية بالاتصال بقيادات في صنعاء وعقد اتفاقات سرية معها على تسليم مبلغ معين مقابل إرسال الخرائط العسكرية لهذه الجبهة بما في ذلك معلومات وبيانات شفرات الاتصال العسكرية والعدد الحقيقي للقوة البشرية ومراكز أو نقاط توزيع المدافع أو منصات الكاتيوشا أو الدبابات إن وجدت وكذا بيانات الأفراد التابعين للشرعية الموجودين والموزعين على هذه الجبهة ومواعيد إرسال الإمدادات الغذائية لهم وخرائط الطرق والمسارات التي تسلكها وحدات الإمداد سواءً الغذائي أو العسكري وليس ذلك فقط بل تقوم هذه القيادات – بعد إتمام الصفقة وأثناء تحرك قوات صنعاء للسيطرة على الجبهة – برفع إحدايثات الغارات الجوية التي يشنها طيران التحالف حيث يتم رفع هذه الإحداثيات لقوات صنعاء قبل تنفيذ الغارة الجوية وهو ما يمكن مقاتلي قوات صنعاء من مغادرة موقع الإحداثية خلال دقائق قبل تنفيذ الغارة وبالتالي تفادي وقوع قتلى أو جرحى من قوات صنعاء”.

يتبع.. ينشر “المساء برس” بقية تفاصيل الحوار لاحقاً.

قد يعجبك ايضا