آخر آخبار ومستجدات إنفجار مرفأ بيروت “بالتفاصيل”

بيروت-المساء برس|

تعبيرا عن حالة الانقسام في لبنان، وميل جناح 14 آذر للغرب وثقته في ما يسمى بالمجتمع الدولي(العديم الثقة) والذي يغطي على جرائم وحشية ارتكبت بحق البشرية في وضح النهار، سارع رؤساء حكومات سابقون في لبنان وعلى رأسهم رئيس الوزراء السابق سعد الحريري وقيادات في تحالف 14 آذار، الأربعاء، بالمطالبة بتشكيل لجنة تحقيق دولية”الأمم المتحدة” أوعربية”جامعة الدول العربية” لتحديد أسباب انفجار مرفأ بيروت الكارثي، الذي سقط فيه 135 قتيلا ونحو 5 آلاف جريح، إضافة إلى عشرات المفقودين تحت الأنقاض (كحصيلة غير نهائية)، بجانب دمار مادي هائل.

وعقد رؤساء الحكومات السابقون، نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة وتمام سلام وسعد الحريري الذي يعتبر أحد المسؤولين عن دخول شحنة (نترات الأمونيوم) التي يعتقد أنها سبب الانفجار الكبير في مرفأ بيروت، حيث دخلت هذه الشحنة المشبوهة إلى مرفأ بيروت في الوقت الذي كان فيه رئيسا لوزراء لبنان، ومكثت منذ العام 2014 م في المرفأ حتى حدوث الفاجعة لأسباب غير واضحة.

غير أن الحكومة اللبنانية، صادقت أمس الأربعاء، على قرار المجلس الأعلى للدفاع، بإعلان حالة الطوارئ في البلاد على خلفية الانفجار،كما قررت الحكومة، إثر جلسة عقدتها في قصر “بعبدأ” الرئاسي، وضع كل المسؤولين المعنيين بملف المواد المتفجرة في المرفأ المنكوب قيد الإقامة الجبرية، إلى حين تحديد المسؤولين عن الحادث.

ورفض وزير الداخلية اللبناني محمد فهمي أي تحقيق دولي كونه يمس السيادة اللبنانية، معتبرا أنه لا يوجد مسوغ قانوني لتدخل خارجي للتحقيق في هذه الحادثة، فيما اعتبر مراقبون أن مسارعة تحالف 14 آذار للمطالبة بجهة تحقيق دولية أو عربية، كالأمم المتحدة أو جامعة الدول العربية، محاولة مفضوحة للطمس على هوية المجرم، والمسؤولين عن حدوث هذه الفاجعة بحق لبنان والعالم بأسره.

وفي إطار الاستغلال الرخيص للكارثة، وفقا لمراقبين استنكروا قيام قناة العربية التابعة للنظام السعودي الداعم الأول لتيار سعد الحريري، بإلصاق التهمة لحزب الله اللبناني، باعتبار المخازن المنفجرة، هي مخازن أسلحة خاصة بالحزب.

واعتبر المراقبون مسارعة قنوات تابعة للنظام السعودي، بتحميل حزب الله اللبناني مسؤولية الانفجار، قبل قيام وسائل الإعلام الإسرائيلية بذلك، صورة تعبر عن مدى ارتماء السعودية في أحضان العدو الصهيوني، الذي من المفترض أن توجه أصابع الاتهام نحوه بارتكاب هذه الجريمة الوحشية بشكل أو بآخر، لا سيما وأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكد في أول موقف له من الحادثة أنه “اعتداء”، قبل أن يقوم مسؤولون في البنتاغون بالتأكيد على أنها حادثة، وبأن ترامب عبر عن رأيه البعيد عن الواقع، على الرغم من أن ترامب في تصريح صحفي في البيت الأبيض أكد أن هذا رأي جنرالات عسكريين أمريكيين أخبروه بأن انفجار بيروت هو هجوم تم بقنبلة من نوع ما”.

وفي السياق قالت وزيرة الإعلام اللبنانية منال عبد الصمد، في مؤتمر صحفي عقب جلسة الحكومة، إن الاجتماع صدّق على قرار المجلس الأعلى للدفاع، الثلاثاء، إعلان حالة الطوارئ في بيروت لمدة أسبوعين (من تاريخ 4 أغسطس) قابلة للتجديد.

وأوضحت عبد الصمد، أنه في هذا الإطار، ستتولى السلطة العسكرية العليا فورا صلاحية المحافظة على الأمن بالعاصمة، مع وضع تحت تصرفها جميع القوات، بما فيها قوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة والجمارك وقوات الموانئ والمطار، ورجال الإطفاء.

الرئيس اللبناني العماد ميشال عون كان قد قال في مستهل الجلسة الحكومية الطارئة في قصر بعبدا: “إننا مصممون على السير في التحقيقات، وكشف ملابسات ما حصل في أسرع وقت ممكن، ومحاسبة المسؤولين والمقصِّرين، وإنزال أشد العقوبات بهم، وسنعلن بشفافية نتائح التحقيقات التي ستجريها لجنة التحقيق”.

ويستمر وصول المساعدات الطارئة من العديد من دول العالم، عبر مطار بيروت، كما أعلن الرئيس الفرنسي أنه سيزور بيروت اليوم الخميس بالتزامن مع وصول العديد من الطائرات الفرنسية المحملة بالأدوية والفرق الطبية المتنقلة.

ومن المنتظر وصول طائرات تحمل المساعدات الطبية والغذائية من إيران والإمارات وإسبانيا وقطر وروسيا إلى مطار بيروت خلال الساعات المقبلة.

إلى ذلك أعلن محافظ بيروت القاضي مروان عبود، أن التقديرات الأولية للخسائر المادية جراء انفجار مرفأ بيروت تتراوح بين 3 وخمسة مليار دولار، وأضاف أن “الشوارع الداخلية لبيروت، التي أعلنت مدينة منكوبة، نصفها مدمر ومئات الآلاف من سكانها لن يتمكنوا من العودة إلى منازلهم قبل شهرين أو ثلاثة”.

وكان من المقرر أن يلقي الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله كلمة أمس الأربعاء، لكن وسائل إعلام لبنانية أفادت عقب الحادثة أن السيد نصرالله أجّل كلمته إلى إشعار آخر، التزاماً بالحداد الوطني.

قد يعجبك ايضا