السعوديه …”الغريق” الذي لايملك قرار التسلق بقشة !

احمد الكمالي – وما يسطرون – المساء برس|

كل يوم يمضي منذ شن السعوديه حربها ضد اليمن وهي تغرق أكثر وأكثر في مستنقع الفشل والعجز والتخبط والتكلفة والهزيمة وتفلت زمام المبادرة من بين إيديها وهي تدرك ذلك جيدا، فما الذي يمنعها كغريق من التسلق بقشي !؟

قد يختلف معي الكثير في تشبيه ماوصلت إليه السعوديه من تخبط وفشل وغياب للأفق وانكسار للهيبة بالإضافة إلى ما صاحبته فترة الحرب من تخلل وتغيير في بنية المملكة بالغريق لكن ما يمكنني أن أوافقهم عليه فقط، هو أنها غريق ولكن مازال في أمامها مراكب لنجاة وليس قشة فقط ولكن العجيب أنها تخرقها في كل مرة !

من هنا يأتي طرح تسائل لماذا لا تتجه السعودية إلى لملمة ما يمكن لملمته من أوراقها باليمن والدفع بها نحو إتفاق سلام يحافظ لها على ماأمكن المحافظه عليه من مكتسبات سياسية ويريحها ويريح الجميع من أرق هذه الحرب التي لن تنتصر بها ولو واصلت أضعاف مضاعفة من ضرب النار وإنفاق المال وهدر الزمن، بل لماذا تتجه نحو إثارة التخبط والفوضى أكثر وأكثر في المناطق التي يسطر عليها حلفائها وتستميت لتغيير ما يمكن تغييره من ديموغرافية اليمن وتفكيك ما تبقى من نسيجها الإجتماعي في تلك المناطق !؟

الحقد والغرور السعودي، التخبط وغياب الرؤية، الرغبة في تفكيك اليمن وتقسيمه فهو الهدف الأبرز للملكة وغيرها من الإجابات الكثيرة التي يمكن أن تحتشد كإجابة عن هذا السؤال وهي منطقية وصحيحة في جزء كبير منها لكن الأهم لو وازنا بين ما تحققه الرياض سواء من مكاسب في الارض أو إرضاء نزغات الحقد في العقلية السعودية المتغطرسة مع حجم ما تلقته المملكة من ضربات عسكرية موجعة والتي لن تكون عملية #توازن الردع الرابعة الأخيرة منها أو حتى الصفعات السياسية التي تنهال عليها طيلة الحرب يجعل من الأفضل والأضمن لها هو أن تدفع نحو السلام مهما كانت نتائجه ومكاسبه !

لذلك يكون العامل الأهم_ع عدم إهمال تلك العوامل_الذي يمنع السعوديه من التحرك نحو السلام وترتيب أوراقها للخروج من الحرب والتعلق بمراكب السلام وتسيرها، هو ببساطة أنها دخلت ومازلت في هذه الحرب وهي لاتملك قرارها منذ البداية !

فالحرب التي شنها “التحالف” ضد اليمن منذ مايقارب ستة أعوام لم تكن قرار سعودي خالص وإنما نزغة سعودية خالصة بينما القرار “إسرائيلي امريكي ” بكل معنى الكلمة للعديد من الأهداف والتي لايسعنا هنا ذكرها وأهمها تهيئة المنطقة للتطبيع وتكيفها لذلك، وضرب محور المقاومة وإشهار العصر “الإسرائلي” الذي يتربع به بني صهيون في خارطة الشرق الأوسط المقسمة إلى
كتيونات والمشتتة إلى ملل وطوائف وعقائد ومشاريع وخرافات متناحرة !

لذلك هاهي السعودية تغرق لكنها لاتملك اليد التي تمدها لصعود إلى المركب، ومع ذلك مازال الامريكي يفرض عليها صفقات السلاح الكافي لخرقه !

قد يعجبك ايضا