“العواضي” ضحية حساباته الخاطئة

عبدالرحمن الأسودي – وما يسطرون – المساء برس|

مع إعلان الشيخ ياسر العواضي الحرب على جماعة الحوثي، اليوم، والبدء بإشعال شرارة الحرب بالاعتداء على نقاط ومواقع تابعة للجماعة في مديرية ردمان، وما صاحب ذلك من حملة إعلامية كبيرة تدفع العواضي لمزيد من الحماقات، نستذكر ما حدث في ديسمبر 2017 مع علي صالح، الذي أعلن الحرب حينها والانتفاضة ضد الحوثيين “حلفائه” بإيعاز من دول التحالف، وجوقة كبيرة من الإعلاميين الإخوان والمؤتمريين.

لم يحسب حينها عفاش حساب تكافؤ القوى، وميزان القوة والفارق في التسليح والتحشيد العسكري بينه وبين القوى المقابلة له، بل اتكأ على القوة الإعلامية ووعود بالإسناد والدعم من التحالف، والتي تبخرت مع بدء إطلاق أول رصاصة.

يعيد العواضي اليوم نفس السيناريو، إلا أن وضع العواضي اليوم، أسوأ بكثير من وضع صالح حينها، إذ أن وضع العواضي في قبيلته اليوم لا يساوي وضع صالح ومكانته لدى القبائل اليمنية التي ظل يغدق عليها بالأموال والمناصب طوال فترة حكمه، فالعواضي لا يملك من التأييد القبلي في محافظته نفسها إلا القليل، وهذا القليل اعتمد في تحشيده عن طريق استفزاز واستجلاب النعرات العصبوية، لكن ذلك تبخر مع إعطاء الحوثيين كل الضمانات لحل الإشكال الذي حدث في مقتل الشهيدة جهاد الأصبحي.

وإذا ما نظرنا إلى ما ينتظر العواضي بعد الدخول في الحرب من مساندة من الحلفاء المزعومين، فكل الحلفاء يكنون له العداء، ابتداء من طارق صالح الذي خذله وتركه في صنعاء يواجه الحوثيين وحيدًا رفقة عمه، ومرورًا بالإخوان الذين يرونه أحد أعمدة النظام السابق الذي ثاروا ضده وسعوا وما زالوا إلى استئصاله، وانتهاء بالتحالف الذي لم يفد كل فصائل الشرعية التي قدمت من أجله الكثير، بل أنه من حين لآخر جازاهم بقصف قواتهم وبعثرة أشلائهم.

معركة العواضي، هي آخر مسمار في نعشه، والذي طرقه بيده متأملًا بإشعاله لشرارة الحرب أنه سيحظى بنصيب من التركة التي يتم تقاسمها اليوم بين فاسدي الشرعية، إلا أن وضع الأخيرين مختلف عنه، فهم يخوضون الحرب من غرف مكيفة في فنادق سبعة نجوم من عواصم دول عربية وغربية، بينما هو فستكون أول رصاصة تطلق على رأسه، ليخسر بذلك كل شيء.

ونستذكر أيضًا ما جرى لزعكري حجور، وحجم التحشيد الإعلامي الذي حظي به في تلك الفترة، ولكنه في نهاية الأمر انتهى بـ”تسجيلات صوتية على (واتس أب)” يشكو فيها الخذلان والغدر الذي حدث له من رفاق السلاح الذين تركوه وحيدًا في مواجهة جيش أنصار الله.

قد يعجبك ايضا