العميد عبدالله بن عامر: اليمن أحد نقاط الصراع الأمريكي الصيني ونتيجة مواجهتنا للتحالف ستحدد موقعنا بالمنطقة

صنعاء – متابعات: المساء برس|

أكد مسؤول عسكري رفيع في صنعاء أن أحد أسباب الحرب على اليمن هي منع الصين من إستكمال طريق الحرير .

وقال العميد عبدالله بن عامر نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي في صنعاء ان اليمن بموقعه الجيوستراتيجي نقطة إتصال مهمة في الطريق الصيني الذي سيغير الكثير من المفاهيم الاقتصادية والسياسية على حد سواء ويجعل التنين الصيني يتربع على عرش العالم .

واضاف العميد بن عامر خلال محاضرة امام منتدى اليمن الإستراتيجي , ان مراكز الدراسات الإماراتية بذلت جهداً كبيراً في محاولة إثبات الفرق الكبير بين القوة الصينية الصاعدة وما وصلت اليه الولايات المتحدة الأمريكية كقوة عظمى وحيدة في هذا الكون لا يمكن منافستها لدرجة أن هناك من حاول التأكيد ان عصر القرن الواحد والعشرين هو العصر الأمريكي بإمتياز.

وتابع ” اليوم اختصرت الصين ما كانت ستصل اليه خلال ثلاثة عقود بأربع الى خمس سنوات ليصل صراعها مع الأمريكي الى نقطة خطيرة للغاية سيكتب نتائجها فيروس مرعب يسمى كورونا “.

ولفت الى ان الأرقام الاقتصادية كانت منذ عدة سنوات كفيلة برؤية عالم ما بعد الهيمنة الأمريكية فنسبة النمو في الصين تجاوزت 6% فيما لا تزال في الولايات المتحدة الأمريكية عند 2% وعلينا أن لا ننسى هنا أن الصين غير مرتبطة بالدولار وبعيدة تماماً عن الهيمنة الأمريكية رغم الشراكات التجارية الكبيرة بين البلدين والمصالح الاقتصادية , وان ذلك سيؤدي الى أن يصبح الاقتصاد الصيني نهاية العقد الحالي هو الأقوى عالمياً وهو ما يعني أن الصين ستتسلم قيادة العالم من واشنطن سلماً أو حرباً والحرب هنا قد لا تكون عسكرية بمفهومها التقليدي فقد يحسم كورونا عملية الإستلام والتسليم بين العاصمتين قبل انتهاء ولاية ترمب الثانية.

وزاد المسؤول العسكري اليمني بالقول ” الخيارات لدى الإدارة الامريكية لا تزال مفتوحة بإتجاهين كلاهما يؤدي الى القبول بالصين كقوة أولى وفي احسن الأحوال التشارك معها في قيادة العالم وهو ما يعني عودة الثنائية القطبية بموجب تسوية أمريكية صينية سيكون لها أثر إيجابي على مستقبل التنافس العالمي “.

مضيفا ” اليوم أصبح الحديث عن الحرب أمر مستبعد لا سيما بعد تكفل كورونا في صياغة العالم الجديد ما وصلنا اليه هنا ليس إلا تقارير سبق لمراكز أمريكية أن أشارت اليها خلال السنوات الماضية وهي بصدد قراءة مستقبل التنافس على المركز الأول عالمياً خلال العقود المقبلة ، فمؤشرات التراجع الأمريكي بدأت بالفعل وقد تستمر إذا لم تتمكن الولايات المتحدة من إيقاف الصين عند مستوى معين يفرض عليها القبول بنظام عالمي ثنائي القطبية ما لم فستتراجع واشنطن الى المركز الثاني “.

واوضح بن عامر في محاضرته ان التراجع الامريكي يعني هيمنة صينية ستستهدف بالمقام الأول نقاط الإتصال البحري عبر العالم وسيصبح الباب مفتوحاً أمام طرق الحرير الصينية البحرية والبرية لتغزو قارات العالم القديم ما لم يكن هناك تحالفات عالمية مضادة الى جانب الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على فرض تسوية شاملة تعيق الهيمنة الأحادية للصين الشعبية” .

وتطرق العميد عبدالله بن عامر في محاضرته الى موقع اليمن من الصراع الصيني الأمريكي , حيث قال : سيصبح الدور الذي تلعبه امارات ساحل القراصنة (التسمية القديمة للساحل الممتد من هرمز حتى قطر) أقل قدرة على مواكبة المتغيرات الدولية فلا يمكن تجاوز الموضع اليمني في مشاريع الحرير الصينية وهو ما قد يدفع أمراء العهد الجديد الى خيارات التسوية مع الصين أو مع اليمن بما قد يحفظ بعض الإمتيازات الاقتصادية لمجموعة بن زايد وإخوانه التجارية “.

واضاف ” الصين خلال السنوات الماضية كانت تدرك ان التحرك العسكري الخليجي ضد اليمن لم يكن إلا تنفيذاً لأجندة أمريكية لتحقيق عدة أهداف منها كما أسلفنا إعاقة مشروع التمدد الصيني وهو ما كان يعني لدى أوباما وخلفه ترمب إفشال أحد عوامل تحقيق الهيمنة الصينية عالمياً من خلال الوصول العاجل الى أفريقيا وأوروبا عبر الخط الذي ظل محتكراً لأبناء سبأ طوال الألف الأولى قبل الميلاد قبل أن تنتهي تلك الحقبة بإكتشاف الرومان سر الرياح الموسمية “.

وزاد بالقول ” سيظل اليمن البحري نقطة حساسة في خارطة النفوذ لكافة القوى العالمية عبر التاريخ وستضع بكين الخط البريطاني الساخن الممتد من عدن حتى الحديدة تحت الرقابة الدائمة بإنتظار حسم الصراع إقليمياً غير أن حسمه عالمياً بات أقرب الى التحقق ، وما على تحالف أولياء العهد إلا التسليم إثر محاولاتهما العبثية إعاقة التمدد الصيني في اليمن والعراق ولبنان كان منها جولة عبثية إضافية خاضتها التحالفات الإقليمية في حوض البحر الأحمر “.

وأكد المسؤول اليمني انه وفي كل الجولات والميادين يظل اليمن الجيوبوليتيكي حاضراً وبقوة في كافة حفلات التنافس الأقليمية والدولية.

وجاء في محاضرة بن عامر ” مهما يكن الموقف اليمني خلال السنوات القادمة فهذا لا يعني أن الدول الإقليمية ستتوارى بعيداً فثروتها النفطية ستكون أكثر أهمية للتنين الصيني ولهذا لن نتوقع إنحياز صيني لليمن بل قد نشهد هيمنة عالمية جديدة كما كان في العصرين البريطاني والأمريكي تتولى إدارتها الإقليمية السعودية والإمارات لا سيما وتاريخ الأولى في إدارة الملفات بالوكالة أصبح عريقاً منذ ما قبل معركة تربة التي بموجبها فصل المؤرخون بين التاريخين الحديث والمعاصر وقبل ذلك الدور في الصراع بين بريطانيا الإستعمارية وفرنسا نابليون خلال العقد الأخير من القرن الثامن عشر زمن ما قبل تفشي الكوليرا في جزيرة العرب “.

وتابع بالقول ” لن نتفاءل كثيراً فقد يكون موقع بن سلمان (الملك القادم) جاهزاً بجوار الرئيس الصيني الذي قد يقول له إدفع … عليك أن تدفع ولو بشكل أكثر تأدباً من ترامب ، وسيكون المقابل أن تنظر الصين الى اليمن بعيون سعودية كما فعلت واشنطن خلال العقود الماضية وقبلها لندن وهنا يكون مستقبلنا مرهوناً بمستوى نتائج صراعنا التاريخي مع الشقيقة الكبرى التي ترى الينا كمشكلة فيما نحن نرى اليها كحل ” .

واعتبر بن عامر ان ما يقوم به التحالف السعودي الإماراتي اليوم هو لإعاقة الوصول الصيني الى المركز الأول عالمياً واحتواء العالم القديم بحروب وصراعات الشرق الأوسط (المنطقة المخترعة أمريكياً وبريطانياً).

متطرقا خلال محاضرته الى الدور السلبي للعرب في الحروب بالوكالة لصالح البريطانيين بالأمس والأمريكيين اليوم ومعظمها صراعات طرق وخطوط إتصال بأبعادها الإستراتيجية (الجغرافية والعسكرية والإقتصادية) , وكذا ماقام به العرب من ما قال عنه الدور السيء للعرب ضد العثمانيين لدرجة أن لورانس كان يقود بنفسه معارك تدمير خطوط سكة الحديد خلال الحرب الأولى , وكذا الدور العربي في إفشال مشروع خطوط الإتصال مع الشرق الناتج عن تحالف الالمان والعثمانيين عبر الخليج والعراق والجزيرة , وكذا الدور العربي في إجهاض الحلم الفرنسي في دحر البريطانيين من الهند الشرقية , و إفشال مشروع تابلاين للأنابيب خلال العقد الخامس من القرن الماضي قبل أن تتوصل بريطانيا وامريكا الى تفاهمات التقاسم والتكامل , بالاضافة الى الدور العربي في محاربة المد الشيوعي خلال ثمانينات القرن الماضي لصالح الأمريكيين لمنع السوفيت من الوصول الى المياه الدافئة.

    المصدر: البوابة الإخبارية اليمنية – الاقتصادي نيوز

قد يعجبك ايضا