“تحقيق” طارق صالح يتخلص من الجنوبيين بالساحل الغربي بتعبئة إطارات الأطقم “غاز بدلاً من الهواء”

    صحيفة اليمن – المساء برس| تقرير: يحيى محمد|

ضوء أخضر إماراتي لطارق عفاش لإزاحة الجنوبيين من الساحل الغربي (تصفيات جسدية فردية وجماعية وبأساليب جديدة – استغناءات بالجملة)، والصراع بين طارق عفاش والعمالقة يتحول إلى صراع دموي بالتصفيات الجسدية بشكل فردي أو جماعي، كما يتعمد الضباط التابعين لطارق استفزاز وإهانة الجنوبيين بالساحل الغربي واستخدام أساليب لدفعهم لترك الجبهات أو القبول بالانضمام تحت قيادة طارق، ما يحدث في الساحل الغربي خلف الكواليس “فصل بالجملة وقرارات استغناء للعمالقة وإيقاف علاج الجرحى الجنوبيين فقط ولا يقبل أي جريح إلا بتوجيه من طارق، والأكثر من ذلك أن هذا التحقيق الذي تم من داخل المخا – مقر قيادة قوات الساحل الغربي التابعة للتحالف – كشف أن ورش الصيانة بالمخا تقوم بتغيير هواء إطارات أطقم وسيارات قوات العمالقة واستبدال الهواء بالغاز المنزلي لتظهر الاغتيالات كأنها حوادث عادية”.

منتصف العام الماضي أقالت الإمارات القائد العام لما يعرف بـ”ألوية العمالقة” الجنوبية، أبو زرعة المحرمي وعينت بدلاً عنه العميد علي سالم الحسني، وجاءت إقالة المحرمي على خلفية رفضه ضم قواته السلفية تحت قيادة طارق عفاش الذي عينته أبوظبي قائداً لما يعرف بـ”قوات المقاومة المشتركة بالساحل الغربي”.
ألوية العمالقة – وهي مجاميع سلفية من المتشددين المنتمين للمحافظات الجنوبية وموالين للإمارات – استمرت في رفض الانضمام تحت قيادة طارق حتى مع تعيين قائد جديد لهذه الألوية، ونظراً لقلة المقاتلين من الموالين لطارق صالح فإن أبوظبي تسعى لتمكين طارق صالح من قوات العمالقة التي تضم 15 ألف مقاتل، حسب وسائل إعلام الطرف الموالي للتحالف، ومع رفض العمالقة لهذا المخطط الإماراتي تصاعد بشكل لافت التوتر بين قوات طارق والعمالقة ووصل الحال إلى تصفيات جسدية واغتيالات بأساليب جديدة تطال قيادات وأفراد العمالقة بالإضافة إلى إقالات واستغناءات بالجملة تطالهم من قبل ضباط طارق.

خلال الأيام الماضية استطاعت صحيفة “اليمن” الوصول إلى مدينة المخا لتقصي حقائق ما يحدث بين العمالقة وطارق من صراع خفي وخرجت بالحصيلة والمعلومات الخطيرة التالية:

اغتيالات بالجملة مفخخات وتغيير هواء الإطارات

أحد المقاتلين المنتمين لألوية العمالقة من أبناء منطقة يافع، قال لـ”اليمن” إن “الوضع بين جماعتنا وجماعة طارق وصل لتصفيات”، مضيفاً إن الإمارات تقف بقوة مع طارق صالح.

اليافعي قال أيضاً إن الاغتيالات التي طالت ضباط وأفراد من العمالقة خلال الأيام الماضية تأتي في سياق الحرب التي يشنها طارق ضد العمالقة لرفضهم الانضمام والانصياع تحت أوامره.

وكشف اليافعي لـ”اليمن” إن أساليب نظام عفاش في الاغتيالات والتصفيات بحق الخصوم السياسيين، غلبت على طابع الاغتيالات التي تمارس حالياً ضد الجنوبيين في الساحل الغربي، “ومن ذلك تغيير هواء الإطارات الخاصة بالأطقم العسكرية والسيارات التابعة للجنوبيين، حيث يتم تغيير هواء الإطارات بغاز الطبخ ويتم ذلك في ورشات الصيانة التي أنشأها التحالف في المخا والتي يعمل فيها حالياً ضباط طارق عفاش فقط”.

وأثناء تواجد “اليمن” في المخا، اغتيل قيادي باللواء الثالث عمالقة، وهو الاغتيال الثاني الذي يطال قيادياً باللواء الثالث.

وقالت مصادر “اليمن” إن القيادي رامي القيسي قتل إثر انفجار عبوة ناسفة يُعتقد أنه تم زراعتها في سيارته أو أنها وضعت في طريقه أثناء مروره في منطقة الفازة بمديرية التحيتا جنوب الحديدة.

وقبل ذلك بأيام قليلة اغتيل أركان حرب اللواء الثالث عمالقة “عهد الشبوطي” مع ثلاثة من مرافقيه حيث تم استهدافهم بمقذوف أثناء تواجدهم في موقع عسكري غرب مديرية الدريهمي.

اغتيال الشبوطي لاقى سخطاً واسعاً في صفوف قوات العمالقة والناشطين الجنوبيين الموالين للتحالف وإطلاق اتهامات لأتباع طارق بخيانة مقاتلي العمالقة، وهو ما دفع بناشطي المؤتمر الموالين لطارق إلى نشر تغريدات تزعم أن الشبوطي قتل بطائرة مسيرة أطلقتها فرقة من الجيش واللجان الشعبية، بعد أن تم رصده عبر اللاسلكي نافين عدم وجود خيانة من قبلهم.

استبدال قيادات العمالقة بقيادات مؤتمرية

مطلع مارس الجاري استقال قائد اللواء الثالث مشاة عمالقة، بسام المحضار، من منصبه، وبعدها بساعات عينت الإمارات قائداً جديداً للواء هو نزار حامد الشاطري، وهذا الأخير كان أحد قيادات حزب المؤتمر في عدن، بالإضافة إلى أنه أحد المقربين إلى طارق صالح.

المصدر بالعمالقة الذي التقته “اليمن” تحدث بأنه “ليس فقط بسام المحضار من تمت إقالته أو أُجبر على تقديم استقالته، هناك قيادات وسطى تم استبعادها من مناصبها ومواقعها واستبدالها بشخصيات أخرى من خارج ألوية العمالقة ويتم إحلالها بالقوة بالإضافة إلى استبعاد الجنوبيين من المناصب الإدارية العسكرية في “المقاومة المشتركة” واستبدالهم بآخرين من أتباع طارق عفاش.

استغناءات بالجملة وقرارات إيقاف للعشرات

حالياً تعمل شبكة طارق عفاش في “المقاومة المشتركة” على تصيد أبسط الأخطاء ضد المنتمين لألوية العمالقة ليتم بعد ذلك إصدار قرارات بإيقافهم او الاستغناء عنهم، وقد حدث ذلك مع عدد كبير من الوية العمالقة.

مصدر “اليمن” أخبر بأن المئات من أبناء يافع غادروا مسرح العمليات العسكرية بالساحل الغربي بعد تلقيهم قرارات بإعفائهم من مهامهم، وجزء من هؤلاء قرروا من أنفسهم الانسحاب من الساحة رفضاً للضغوطات التي يتعرض لها قادتهم بالانضمام ليكونوا جنوداً تبع طارق عفاش.

وأكد المصدر أن هناك توجه لسحب ألوية العمالقة من الساحل الغربي قريباً، خصوصاً وأن استهداف القوة من قبل طارق صالح يتزايد وحالة الاحتقان بين الطرفين تكبر.

وكشف المصدر أن قائد قطاع الأمن بـ”القوات المشتركة” العميد منصور اليتيم والذي عيُن من قبل طارق عفاش، يتولى مهمة الإقالات والفصل في صفوف قوات العمالقة، واصفاً إياه بأنه “شخص حاقد وكأنه جاء لينتقم من أصحابنا فقط”.

وعند البحث عن العميد منصور اليتيم تبين أن الرجل كان ضابطاً في جهاز الأمن القومي التابع لسلطة عفاش وبعد أحداث ديسمبر 2017 في صنعاء هرب اليتيم والتحق بطارق صالح في الساحل الغربي.

أساليب تطفيش متعمدة

تمارس قوات طارق أساليب تطفيش متعمدة ضد المنتمين للعمالقة، منها – حسب معلومات موثوقة حصلت عليها “اليمن” – عدم معالجة جرحى العمالقة واقتصار الدعم الطبي لقوات طارق فقط.

أحد جنود “المقاومة المشتركة” المنتمين لـ”المقاومة التهامية” قال لصحيفة “اليمن” إن أحد أفراد العمالقة كان في إجازة وحين عاد وجد نفسه مفصولاً من قوات الساحل، وشخص آخر يدعى (ع.س) وهو جريح وقد أبلغه قائد قطاع الأمن بالاعتذار عن عدم استقباله في المستشفى كونه أصبح من المفصولين، مضيفاً “بعد عناء كبير تم قبوله في المستشفى بعد إحضار ورقة معتمدة من مكتب طارق عفاش بإدخاله للعلاج”.

كما أكد المصدر من أن يحاول المراجعة لقرار فصله، يتم إعادته ولكن بعد تغيير موقعه ومنصبه ونقله خارج المخا.

تكرار لمخطط 94م

مصدر رفيع بالعمالقة التقت به “اليمن” وصف الوضع بين الجنوبيين وطارق عفاش بأن الأخير يمارس ما فعله نظام علي عبدالله صالح ضد الجنوبيين بعد حرب 94م.

يقول المصدر “في الوقت الذي يقتل فيه كل يوم أحد أفرادنا في الجبهات يترك المقاتلون التابعون لطارق مواقعهم ويعودون إلى المخا ويزاولون مهاماً إدارية فقط ولا يستطيع أي جنوبي ممارسة الشيء نفسه”.

ويضيف “جميع الجنوبيين في الجبهات بينما قوات طارق عادوا إلى المخا بحثاً عن الأراضي، ويتم الآن البسط على مساحات كبيرة من الأراضي بالمخا وتملكها بدون وجه حق”، مؤكداً إنهم لاحظوا خلال الفترة الماضية تعمد تعامل قوات وضباط طارق مع الجنوبيين بأساليب مستفزة “ويبحثون عن أبسط خطأ لكي يوقفوك أو يصدروا قراراً بفصلك، وأي ضابط يعترض على إجراءاتهم الظالمة يتم إيقافه عن العمل وفي أحسن الأحوال يتم إبلاغه بمنحه إجازة مفتوحة ثم يغادر ويعود إلى أهله وبعد ذلك يتم إصدار قرار بفصله بدون علمه تماماً كما حدث مع الجنوبيين بعد 94″.

القيادي بالعمالقة أكد لـ”اليمن” أن هذه الإجراءات والاستفزازات ضد الجنوبيين تكررت بشكل كبير ضد المقاتلين الذين كانوا يتبعون اللواء هيثم قاسم أحد القيادات الجنوبية المشاركة مع التحالف في الساحل الغربي ووزير الدفاع الأسبق جنوب اليمن قبل الوحدة، وحسب وصف القيادي بالعمالقة فإن “الإمارات تستهدف أصحاب هيثم قاسم إقالات وفصل واحياناً تصفيات”.

    المصدر: تقرير للكاتب نشرته صحيفة اليمن

قد يعجبك ايضا