رويترز: الرياض تكثف مفاوضاتها مع صنعاء واللمسات الأخيرة على الاتفاقية العسكرية تسير بسرعة

تقول الوكالة إن المفاوضات غير المعلنة بين الرياض وصنعاء بدأت منذ أواخر سبتمبر في الأردن

لندن – ترجمة خاصة – المساء برس| كشفت مصادر مطلعة على المفاوضات غير المعلنة الجارية حالياً بين الرياض وصنعاء إن السعودية كثفت محادثاتها السرية مع حركة أنصار الله “الحوثيين”، في إشارة إلى قيادة السلطة السياسية في صنعاء، والتي تهدف إلى وقف إطلاق النار في اليمن.

ونقلت وكالة “رويترز” عن 3 من المصادر – لم تسمها – إن المفاوضات الجارية حالياً بدأت أولاً في الأردن في أواخر سبتمبر الماضي، أي بعد أيام من تنفيذ صنعاء ضربة أرامكو التي خفضت إنتاج السعودية من النفط الخام إلى ما تحت 50%، وأشارت الوكالة أن الرياض هي من اتجهت للتفاوض مع صنعاء خاصة بعد أن أعرضت الأخيرة على السعودية وقف القصف بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية التي تستهدف المملكة ومنشآتها الاقتصادية ذات الأهمية.

وفي إشارة إلى أسباب رضوخ الرياض للمفاوضات المباشرة مع صنعاء، قالت الوكالة إن الرياض باتت تتحمل وحدها المسؤولية عن الجهود العسكرية للتحالف في اليمن بعد خروج شركتها الرئيسية، الإمارات.

وأضافت الوكالة عن مصدر رابع قوله إن “المناقشات حول وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاقية الأمنية تسير بسرعة كبيرة الآن عبر عدد من القنوات”، لكن الرياض لا تزال لديها مخاوف بشأن أمن الحدود، حسب الوكالة، ووفقاً لما تم تسريبه من معلومات سابقة على وسائل إعلام غربية فإن المفاوضات بين الطرفين تتم على شقين وبين لجنتين من كل طرف إحداهما لجنة عسكرية والأخرى لجنة سياسية.

ولم تشر الوكالة إلى طبيعة انتماء المصادر التي حصلت منها على هذه المعلومات، لكنها أضافت أن مسؤولاً سعودياً إن الرياض كان لديها قنوات مفتوحة مع صنعاء منذ العام 2016، كما نقلت الوكالة عن مسؤول من صنعاء – طلب عدم كشف اسمه – أن المفوضين بالتخاطب مع الرياض في هذه المحادثات يناقشون مع نظرائهم السعوديين وقفاً شاملاً للحرب في اليمن، لكنه حذر في سياق تصريحه من أن صبر القيادة في صنعاء لن يطول.

وتحت عنوان “طريق صعب في المستقبل”، أوردت “رويترز” إن دبلوماسيين أفادوا أن الرياض تريد أن يكون اتفاقها مع صنعاء مبني على ما تم التوصل إليه من اتفاق بين حكومة “الشرعية” والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، ونقلت عن دبلوماسي غربي قوله “الرياض تريد أن تجمع بين اتفاق نهائي مع الحوثيين والصفقة الجنوبية لبناء قوة دفع لحل سياسي ينهي الحرب”.

لكن “اتفاق الرياض” كان في الحقيقة اتفاقاً بين الرياض وأبوظبي أكثر من كونه بين أدواتهما المحلية “الشرعية والانتقالي”، وسبق أن أعلنت صنعاء موقفها من الاتفاق، وقالت إنه اتفاق يخص “أدوات العدوان السعودي الأمريكي على اليمن ولا يخص اليمنيين”، وبنت صنعاء موقفها بناءً على ما ورد في الاتفاق من إبقاء المحافظات الجنوبية خاضعة لسيطرة التحالف السعودي بما في ذلك القرارات السيادية التي تتخذها الرئاسة وبناءً عليه فقد اعتبرت صنعاء ومكونات جنوبية عدة إن الاتفاق “يشرعن لبقاء القوات الأجنبية في اليمن ويبقي المحافظات الجنوبية تحت الوصاية الخارجية وهو ما لن يقبل به اليمنيون”.

قد يعجبك ايضا