هل بدأ النظام السعودي أولى خطوات الانعتاق من الهيمنة الامريكية؟.. كتب: جمال عامر

جمال عامر – وما يسطرون – المساء برس|


منذ سيطر سلمان ونجله على عرش المملكة لم يتحقق ولو انجاز واحد على المستوى الداخلي اوالخارجي بل ان الاخفاقات هي من تسيدت مشهد سنوات حكمهما الى حد تحولت الى كوارث اقتصادية وسياسية واجتماعية.

راهن النظام الجديد لأكثر من خمسة أعوام بالكلية على الرئيس الأمريكي ليس في حماية الحكم فقط ولكن بتجاوز هيمنته على ماهو داخل الحدود إلى خارجها وبهذا التفكير السطحي تم القفز على وجهة تفكير ترامب عن ما تمثله المملكة من أهمية بالنسبة إليه وهو ما كان أعلنه بوضوح أثناء حملاته الانتخابية من أن الأسرة السعودية ليست أكثر من بقرة حلوب يمكن رميها بمحرد أن يجف ضرعها وأيضاً حين تم الاتكاء على ترامب باعتباره صاحب القرار الأوحد في مختلف السلطات في أمريكا.

انتظرت الرياض كل هذه السنوات مهدرة مال وكرامة ومكانة لتستوعب متأخرة انها تتعامل مع تاجر انتهازي بلا أخلاق ولا قرار شجاع حين تركت مكشوفة بمواجهة إيران وامام الصواريخ اليمنية التي ضربت عمقها الاستراتيجي في أرامكو.

وكانت الخطوة الأولى في مراجعتها بالرهان الحصري على واشنطن بعد ان وقف المعول عليه ترامب متخبطاً وعاجزاً عن الرد على إهانة بلاده العظمى عندما اسقطت إيران أحدث طائراته المسيرة بينما يدفعها للتصعيد ضدها ودفع كلفة هذا التصعيد فيما يقوم بالمقابل بالبحث عن طرق هي أقرب للاستجداء للالتقاء بالرئيس الإيراني ومع ذلك يرفض التواصل معه فضلاً عن الموافقة على الاجتماع به لتتبدى المفارقة المهينة حين يرتد الغضب باتجاه الملك سلمان توبيخاً وتحقيراً بتكرار تذكيره بالاسم من أن بقاء حكمه مرهون بما يدفع لحمايته.

هذه الخيبات او الفواجع دعت الرياض والتي كانت سبقتها أبوظبي إلى كسر مخاوفها بالانفتاح حيال إيران وإن كان محدوداً وعبر تعزيز علاقتها مع روسيا باستقبال رئيسها في المملكة وفتح مجال اقتصادي أوسع وقبل ذلك فتح نوافذ للبحث عن حلول لتورطها في الحرب على اليمن حتى وإن بدت في هذه مراوغة.

وبالتأكيد فإنه لايمكن عد ما حصل كافياً ليمثل انعتاقاً لرأس النظام السعودي من العبودية لأمريكا إلا أنه مع ذلك يعد تحسساً لموقع الطوق الذي يقاد منه وأصبح بقاءه فوق القدرة على التحمل.

المصدر: من حائط الكاتب على صفحته الشخصية بالفيس بوك

قد يعجبك ايضا