بعد التوقيع على اتفاق الرياض بين حكومة الرئيس المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي، و«المجلس الانتقالي الجنوبي»، يكون التحالف السعودي ــــ الإماراتي قد ثبّت واقعاً جديداً جنوبي اليمن، وأسدل الستار عن حقبة كانت تتمتع فيها حكومة هادي بهامش من الاستقلالية، ولو كان ضئيلاً. الاتفاق جرّد الحكومة الجديدة، المُزمَع تشكيلها خلال شهر، من أي صلاحيات تنفيذية أو سيادية لمصلحة لجنة سعودية مخوّلة إدارة المشهد في الجنوب برمّته. كما أنه لم يتطرّق إلى القضايا التي تلامس هواجس الشارع اليمني، ومنها الخدمات والمرتبات، فضلاً عن ملفات المعتقلين والأسرى والمخفيين قسراً في عشرات السجون السرية والرسمية من دون محاكمات. في المقابل، حرصت البنود على حفظ مصالح الإمارات والسعودية عبر دمج الميليشيات التابعة لهما ضمن الحكومة المرتقبة. وحدّد الاتفاق حتى مواقع القوات، رافضاً أي تحرك لتلك القوات في أي مَهمة إلا بإذن اللجنة السعودية التي ستتخذ من عدن مقراً لها