يوم غد.. المملكة المتحدة بصدد القيام بخطوة هامة في الشأن اليمني

متابعات خاصة -المساء برس| زادت حدة التأزم الاقتصادي والسياسي في المملكة المتحدة مع وصول رئيس الوزراء البريطاني الجديد بوريس جونسون والذي يهدد الاتحاد الأوروبي بإنجاح استراتيجيته المستندة على تهديد أوروبا بخروج خشن من دون اتفاق ما لم توافق على فتح الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع تيريزا ماي لمفاوضات جديدة تحقق مصالح أكبر لبريطانيا تخرجها من ورطة اقتصادية ماثلة، أما المعارضة البريطانية فهي تدرك جيداً جسامة الخسائر التي يمكن أن تمنى بها المملكة في حال عدم التوصل الى اتفاق للبريكست، وتكفي هنا نظرة واحدة إلى تقديرات مؤتمر “الأونكتاد” التي قدرت خسائر صادرات بريطانيا في حال “بريكست” من دون اتفاق، بنحو 16 مليار دولار، وهي ما يعادل نحو 7% من إجمالي صادرات المملكة المتحدة إلى الاتحاد الأوروبي، ويؤكد بيان المنظمة أن تقديرات الخسائر “متحفظة”، موضحاً أن الخسائر ستكون أكبر بكثير، بسبب التدابير غير الجمركية، وضوابط الحدود وتعطيل شبكات الإنتاج الحالية بين الجانبين.

هذه التجاذبات الاقتصادية تلقي الضوء على سبب السياسات القاسية واللاأخلاقية التي تنتهجها الحكومة البريطانية والتي ما زالت تضرب عرض الحائط بكل التوصيات الصادرة من المنظمات الحقوقية البريطانية، بل والأحكام القضائية بمنع بيع الأسلحة للسعودية والإمارات حيث تستخدم هذه الأسلحة -وفقا لقرار المحكمة- في قتل المدنيين في اليمن.

اليوم خرجت مظاهرات في لندن طالبت بمنع بيع السلاح البريطاني للسعودية والإمارات استباقا للمعرض المزمع افتتاحه للترويج وبيع الأسلحة البريطانية من قبل  22 شركة ، والتي كما يقول المحتجون فشلت في الالتزام بحقوق الإنسان بسبب خطر ارتكاب فظائع من قبل المشترين، غير أن السلطات البريطانية اعتقلت أكثر من مائة شخص على خلفية هذه الاحتجاجات، التي يدعمها عمدة لندن صادق خان بنفسه حيث انضم  إلى الدعوات إلى طرد المعرض من العاصمة ، وقال للمنظمين “إنه غير مرحب بهم”.

بريطانيا هي تلك المملكة التي اجتاحت بجيوشها كل القارات وسلبت الأمم حقوقها وثرواتها، وهي الدولة صاحبة القاعدة التي تنطلق من خلالها( فرق تسد) لم ولن تختلف اليوم عن ماضيها، بل إنها ماضية في إنقاذ نفسها بنفس النمطية السابقة ولكنها اليوم تقوم بذلك عبر وكلائها في العالم، وليس من المستغرب أن يكون موقفها من بيع السلاح للسعودية والإمارات هو هذا الذي نراه اليوم، وأكثر من ذلك.

ووفقا لتقرير أعدته لصحيفة الأوبزرفر الكاتبة إيما غراهام هاريسون بعنوان “أرباح مبيعات الأسلحة تفوق حجم المساعدات المقدمة لليمن”، إشارت فيه إلى أن صفقات الأسلحة التي اشترتها السعودية من بريطانيا منذ بداية حربها في اليمن بلغ 6.2 مليارات جنيه إسترليني.

ما يعني أن يوم غد الثلاثاء ستشهد لندن توقيع صفقات تصدير أشكال مختلفة لموت الآلاف من اليمنيين مقابل خروج خشن يحقق لبوريس جونسون انتصارا لاستراتيجيته أمام الاتحاد الأوروبي.

قد يعجبك ايضا