وول ستريت جورنال: السعودية ستفاوض الحوثيين سراً وتريد الخروج بماء الوجه

واشنطن – المساء برس| كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية عن توجه سعودي للتفاوض مع الحوثيين مباشرة بشكل سري لإنهاء الحرب في اليمن وبما يسمح للسعودية بالخروج من الحرب دون أن ينظر إليها على أنها قد هُزمت أو أنها ضعيفة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول سعودي لم تكشف هويته، قوله إن بلاده “تدرس مقترحات لإجراء محادثات مباشرة مع الحوثيين”، وقال إن المملكة “لا تريد أن تُجر إلى حرب طويلة في اليمن، لكنها في المقابل لا تريد أن تبدو ضعيفة أو أنها قد تضررت من هذه الحرب خاصة مع التوتر الحاصل في المنطقة بسبب الأزمة مع إيران”، في إشارة إلى أن الرياض حالياً تسعى للخروج من الحرب بماء الوجه وبما لا يُفسر على أنها تلقت هزيمة مدوية في اليمن رغم إمكاناتها العسكرية ودعمها الغربي المفتوح.
وكشف المسؤول السعودي إن الرياض رحبت بعرض طرحته صنعاء يتضمن تعليق الهجمات باستخدام الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية على المنشئات السعودية، وقال إن الرياض لا تزال متشككة من أن يتمكن الحوثيون من ضمان استمرار تنفيذ الاتفاق بوقف قصفهم للسعودية، وقال بأن هذا التشكيك يأتي من اعتقاد الرياض أن هناك قيادات في جماعة أنصار الله لها خلاف مع قيادات أخرى حول مدى العلاقة مع كلاً من طهران أو الرياض.

وفي هذا السياق قالت مصادر سياسية رفيعة مقربة من قيادات أنصار الله إن ما ورد في الصحيفة الأمريكية بشأن وجود نوايا سعودية لإجراء مفاوضات سرية واتفاق مع الحوثيين للخروج بماء الوجه من المستنقع اليمني هي معلومات صحيحة، مشيرة إلى أن ما نقلته الصحيفة عن المسؤول السعودي بأن هناك خلافات داخلية لدى أنصار الله بشأن مدى العلاقة مع طهران “فهذه إشاعة مفضوحة ومكشوفة الغرض منها هو بث رسائل لدى قيادات أنصار الله تجعلهم يشككون من بعضهم البعض بمعنى بث حرب نفسية فقط ضد قيادات أنصار الله”، لافتة إلى أن إيراد هذه الشائعة ضمن خبر يتضمن اعترافاً سعودياً بالفشل وبالقبول بالجلوس مع الحوثيين مباشرة للتفاوض بشكل سري من أجل الخروج بماء الوجه من الحرب، “كان الغرض من إيراد شائعة الخلافات هنا لدفع من يتلقاها من أنصار الله إلى تصديقها وعدم التشكيك في صحتها”.
وأشارت المصادر إلى أن قيادات أنصار الله ليس لديها نقاط اختلاف بشأن طبيعة العلاقة مع إيران وطبيعة العلاقة مع السعودية، وأكدت أن “الأنصار لديهم مبادئ ومواقف واضحة وهم منذ اليوم الأول للحرب وحتى من قبل الحرب بعدة أشهر كانوا يحاولون طمأنة السعودية من أنهم لا يشكلون خطراً عليها وأن هدفهم فقط هو رفع الوصاية الخارجية عن اليمن من أي جهة كانت، أما بشأن الخلافات بين القيادات بشأن العلاقة مع طهران فهذا غير صحيح بالمطلق فالجميع بأنصار الله يدركون وعن قناعة نابعة من فهم وإدراك للبعدين الجغرافي والسياسي لليمن وللإقليم أن السعودية جارة لليمن وتشترك معها بحدود برية وبحرية وعلاقات وروابط أقوى وأشمل من العلاقات مع أي دولة أخرى في الإقليم بما فيها إيران كما يدركون أنه من غير المنطقي أن يجعلعون من أنفسهم أداة تهديد بيد إيران ضد جيرانهم فهم يعتبرون إيران دولة حليفة وتجمعهم بها أهداف استراتيجية مشتركة تتعلق بقضايا الأمة العربية والإسلامية وليس علاقة تابع ومتبوع كما هو حاصل مع الشرعية والسعودية”.

بالعودة إلى ما ورد في الصحيفة الأمريكية “وول ستريت جورنال”، كشفت الصحيفة عن أن “الرياض تبحث عن حل سياسي لإنهاء الحرب في اليمن”، وقالت إن هذا التوجه يأتي بعد أن تلطخت سمعة السعودية داخل الولايات المتحدة الأمريكية بسبب الجرائم المرتكبة في اليمن بحق المدنيين بفعل طيران التحالف السعودي الإماراتي.
وأشارت الصحيفة إلى ما سبق ونشرته “نيويورك تايمز” بشأن “انسحاب الإمارات من عدة مناطق باليمن” وقالت إن هذا الانسحاب قد جعل من السعودية وولي عهدها محمد بن سلمان في ورطة كبيرة جداً وانغراسها أكثر في “المستنقع اليمني الذي لا يبدو أن الرياض ستنجو منه بسهولة”، وكانت “نيويورك تايمز” قد نشرت أيضاً إن السعوديين “قد يلجأون لواشنطن لتعويض النقص الذي أحدثه الانسحاب الإماراتي”، كما نقلت عن دبلوماسيين غربيين وخليجيين إن “الانسحاب الإماراتي من اليمن قد يكون حافزاً للسعوديين لكي يتحركوا نحو التفاوض مع الحوثيين مباشرة لخليص أنفسهم من المستنقع اليمني الذي زادت الإمارات بانسحابها المفاجئ من غرق الرياض فيه بشكل أكبر وتركتها وحيدة تصارع”.

قد يعجبك ايضا