نظرة على صنعاء وعدن ,, ألا يستحي الحوثيون 

هاشم الدرة-المساء برس| بعد أربع سنوات من تحريرها من مليشيات الحوثي لا يكاد الزائر لمدينة عدن أن يصدق عينيه مما ترى، وعندما يطوف في شوارعها يدرك تماما أحقية هذه المدينة في التحرير.

فالمدينة تكاد لا تسمع فيها صوت، ما عدا صوت العصافير وحفيف أوراق الشجر وخرير النافورات الكهربائية المنتشرة في أرجاء المدينة، لتلطيف الجو على المارة عند خروجهم من بيوتهم المكيفة. والشوارع تنساب فيها حركة السير للناقلات والسيارات، بشكل حضاري، ولا تجد حتى رجل مرور، لأن الناس وصلوا لحد من الثقافة والوعي ما يغني المدينة عن الحاجة لرجال المرور.

وماذا أحدثكم عن الأمن والأمان الذي تحقق في المدينة بعد طرد مليشيات إيران الحوثية، فأقسام الشرطة لم تعد تستقبل من شكاوى المواطنين إلا الشيء اليسير من الإشكاليات العادية بين الجيران، أو حوادث عرضية بين متخاصمين في البيع والشراء، وعادة ما يتم حلها في القسم دون الحاجة إلى رفعها إلى النيابة والمحاكم، وعلى ذكر المحاكم ..فالمواطنون في عدن وفي الجنوب عموما، أصبحت الكلمة العليا لهم، فلا مسؤول ينهب أرضك، ولا نافذ يتسلط عليك.

يمشي الراكب في عدن ساعات ويطوف مختلف المديريات لا سيما في مدينة إنما والشيخ عثمان وحافاتها المحاريق السيلة، وغيرها من مربعات المدينة لا يسمع طلقة رصاصة واحدة ولو بالخطأ، فالناس في أمن وأمان، وراحة واطمئنان.

أئمة المساجد يعيشون حياة أيام الصحابة رضوان الله عليهم، نصح ودروس وصلاة وإرشاد للناس وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر، ويقولون ما يريدون في المنابر، لا أحد يستطيع أن يكمم أفواههم.

لا سجون مخفية فيها ولا مساجين قسرا مخفيين، يدخل أي مواطن إلى وزارة الداخلية، ويفرح موظفو ديوان عام الوزارة لعل معه ملف يقدمه للوزير فيه مظلمة أو مطلب ليقوموا برفعها للوزير الذي مكتبه مفتوح أمام الناس جميعا.

مرتبات الموظفين تضاعفت وأصبح الريال العدني أغلى من الدرهم الإماراتي والريال السعودي، لأنه من بعد أن انتقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن، أوفت الشرعية بكل تعهداتها، فهي تدفع مرتبات كل موظفي الجمهورية اليمنية، حتى أولئك المتواجدين في صنعاء، وبقية المحافظات غير المحررة، رحمة بهم، لأنهم ضحايا للاحتلال الفارسي.

فالمواطن في المحافظات المحررة، أصبح يعيش في ظل ظروف اقتصادية تشابه إلى حد ما الظروف الاقتصادية في دول الخليج.

كل هذا تحقق بفضل التحالف العربي بقيادة المملكة السعودية والإمارات، حيث توحدت كلمتهما في مصلحة الشعب اليمني والمحافظات اليمنية المحررة، وما تزالان تسعيان لتعميم هذه التجربة الرائدة في بقية المحافظات الغير محررة، ولهذا ينتظر اليمنيون في المحافظات المحتلة من إيران وأعوانها، وصول قوات التحالف والشرعية على أحر من الجمر لينعموا بما ينعم به المواطن في جنوب اليمن.

وعندما يشاهد اليمنيون في صنعاء والمحافظات اليمنية المحتلة، إخوانهم في الجنوب لا سيما عندما يدعو الرئيس هادي الشعب اليمني في الجنوب لأحياء مناسبة وطنية تمتلئ ساحة العروض بعدن بمليونيات تتوشح فيها الجماهير زيا واحدا، هو علم الجمهورية اليمنية.

حكومة الشرعية بقيادة رئيس الدولة عبدربه منصور هادي، كلهم خلية نحل تباشر أعمالها في عدن بلا كلل ولا ملل، كلهم على قلب رجل واحد. هدفهم رفع اسم اليمن عاليا، والحفاظ على سيادة الدولة على أراضيها وسواحلها وجزرها وسمائها وبحرها وبرها.

واما الحوثيون في صنعاء،

 منشغلون بحل خلافاتهم مع حلفائهم الإيرانيين، حيث انقسموا إلى أكثر من فصيل، وهم الذين قالوا إنهم جاءوا لنصرة المستضعفين، وإذا بوزراء حكومتهم، ومسؤوليهم يتنقلون بين بيروت وطهران، ويشترون عقارات في تركيا، ويستثمرون مليارات الدولارات، في مختلف عواصم العالم. فترى محمد علي الحوثي -على سبيل المثال لا الحصر-يتناول الغداء في طهران، والعشاء في فنزويلا، وفي صباح اليوم التالي يلتقي أبو علي الحاكم في كوبا لشرب قهوة الصباح، وآخرون من مسؤولي حكومة بن حبتور يلتقون في ملهى ليلي في تايلند، ويكرمان الفنانة اليمنية المبدعة بلقيس أحمد فتحي الحاصلة على الجنسية الإيرانية نتيجة لإبداعها، في مجال الغناء الثوري.

وتراهم إذا ما اختلفوا -باختلاف أجندات من يحركهم “حزب الله وإيران”-في منصات التواصل الاجتماعي يسب كل منهم الآخر ويتبادلون تهم الخيانة، ويتوعدون بعضهم البعض بالقتل والتشريد، وفي القنوات الفضائية يطالب كل منهم الآخر بإخلاص العمل للوطن، ويطالبون إيران بإعادة صياغة علاقتها بالمجلس السياسي الأعلى.

يجتمع متحدث قوات الحوثيين يحيى سريع يوميا بأحد السفراء، إيران، لبنان، سوريا، روسيا، كوريا الشمالية، فنزويلا، ليناقش معهم تطورات الوضع العسكري في مختلف الجبهات، وبعد كل لقاء يظهر في مؤتمر صحفي، ليبرر جرائم الطيران المسير والصواريخ الباليستية الإيرانية التي تقتل المدنيين الأبرياء في أبها والرياض، والقصيم ومكة المكرمة والذين تظهر قنوات التحالف العربي أشلاءهم، وأطلال بيوتهم، بعد كل جريمة يرتكبها طيران الحوثيين المسير وصواريخ إيران، بدقائق ويشاهدها العالم بأسره، ويشاهد بشاعة ما يرتكبه الحوثيون من جرائم بحق الإنسانية.

مع كل هذه الجرائم الوحشية، ينبري الرئيس الإيراني حسن روحاني، ليدافع عن الحوثيين حيث يطالب مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني بوقف دعمهم، ويرفض روحاني ذلك قائلا بالحرف الواحد(الحوثيون يأمنون ملايين فرص العمل للإيرانيين، ومئات المليارات، يتم تأمينها منهم في اتصال واحد، كيف أوقف دعمهم، إنهم هم من يدعموننا، لأنهم بقرة حلوب).

مقارنة ظالمة بين الشرعية التي تطالب بتوحيد البنك المركزي ليكون بنكا واحدا، تصب فيه كل إيرادات الدولة، وتدفع رواتب الموظفين، ومن يطالب بالإفراج عن الأسرى باعتبارهم حالة إنسانية بحتة، من يطالب بفتح المنافذ البرية والجوية والبحرية أمام المواطنين للتنقل والعلاج. مقارنة ظالمة مع حكومة الحوثيين في صنعاء الذين لهم بنكان .. بنك في صنعاء وبنك في عمران وبنك عمران يرفض توريد الإيرادات إلى بنك صنعاء، ويطالب بضمانات ونسبة من إيرادات عمران.

مقارنة ظالمة للحكومة الشرعية مع من وزير النقل في حكومته يقول في مقابلات تلفزيونية أن الرئيس مهدي المشاط لا يستطيع أن تهبط طائرته في مطار صنعاء إلا بإذن من قائد الحرس الثوري الإيراني.

مقارنة ظالمة مع من برلمانه ينعقد لمدة ثلاث ساعات بحماية البسيج الإيراني في أطراف صعده، لأن حزب الله رفض أن تنعقد جلسة برلمانه في صنعاء.

كثير من الأمور التي لو قارنا فيها بين شرعية الرئيس هادي بوضع حكومة مليشيات صنعاء لاتفقنا جميعا على أنه من العبث بمكان أن نقارن الحوثيين وحكومتهم التي لديها كل عوامل نجاح الدولة على الأقل في مناطق سيطرتها وتمتلك تأييد دولي والتف حولها أغنى دول العالم وأقوى دول العالم-إيران وفنزويلا-مع حكومة الشرعية المظلومة التي تأمن مصاريف تشغيلها من ضرائب القات والجمارك وبعض الفتات الذي لا يقيم صلب جماعة ناهيك عن دولة.

فاستحوا يا حوثة  .. واتقوا الله في بلدكم..

قد يعجبك ايضا