الجارديان: هكذا ستبقى الإمارات متحكمة بجنوب اليمن

لندن – المساء برس| توالت التحليلات والآراء في الصحافة الغربية بشأن الانسحاب الإماراتي من اليمن ومن ذلك ما نشرته صحيفة الجارديان البريطانية اليوم الثلاثاء بقولها إن المسؤولين الإماراتيين أكدوا بالفعل انسحاب بلادهم من اليمن على الرغم من إبقاء الإمارات التزامها بأنها لا زالت ضمن التحالف الذي تقوده السعودية ضد اليمن منذ مارس 2015م.
وتقول الإمارات إن انسحاب قواتها من بعض الأجزاء في اليمن يأتي استجابة لخطوة السلام في اليمن والتي بدأت بمفاوضات استوكهولم وما نتج عنها من اتفاق يفضي لوقف القتال هناك وإعادة انتشار قوات صنعاء وقوات التحالف.
وكشفت الصحيفة البريطانية عن أن المليشيات المسلحة الموالية للإمارات في الجنوب اليمني قام بتدريبها “مرتزقة أجانب”، حيث أفادت الصحيفة أثناء الحديث عن أن الإمارات ستبقى هي المسيطرة على المناطق الخاضعة لسيطرتها وسيطرة مليشياتها المحلية الحالية حتى بعد سحب قواتها من البلاد، أنها ستبقى معتمدة على القوات المحلية اليمنية التي أنشأتها أبوظبي وقام بتدريبها “مرتزقة أجانب”، في إشارة إلى قوات “الأحزمة والنخب” غير الخاضعة لسلطة الحكومة المنفية “الشرعية”.
وأضافت الصحيفة “وستركز قوات الإمارات المتبقية في اليمن على جهود مكافحة الإرهاب ضد تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية بدلاً من المعركة ضد الحوثيين، وستواصل الإمارات دعمها للحركة الانفصالية في جنوب اليمن”، علماً أن هناك تنسيق غير معلن وتعاون مباشر بين أبوظبي والجماعات الإرهابية في اليمن كالقاعدة وداعش وفق إفادات محلليين يمنيين مطلعين وحسب ما أفادت به تحقيقات صحفية وتقارير دولية أكدت صحة ما كان يتحدث به الحوثيون والقيادات السياسية في صنعاء بشأن اصطفاف التنظيمات الإرهابية للقتال إلى جانب قوات التحالف وبدعم وتسليح من الرياض وأبوظبي ضد مقاتلي قوات الجيش اليمني الموالي لجماعة أنصار الله.
ووصفت الصحيفة إن الانسحاب الإماراتي “يضعف القدرات العسكرية السعودية في اليمن، مما يزيد من الضغط على الرياض لمواصلة الحل السياسي بدلاً من العسكري للحرب”، مشيرة إلى أنه في الوقت الذي قد يقال فيه إن الانسحاب الإماراتي من اليمن ولو جزئياً قد يعد اعترافاً بالهزيمة أمام سلطة صنعاء وقواتها، إلا أن المسؤولين الإماراتيين يصرون على أن إعادة الانتشار كانت خطوة مدروسة تعكس التقدم الدبلوماسي الذي تحرزه الأمم المتحدة في الحديدة.
في تصريح سابق لمسؤول حكومي رفيع لـ”المساء برس” وصف المسؤول إن خطوة الانسحاب الإماراتي من اليمن أو على الأقل من الساحل الغربي ومأرب يعد خطوة إيجابية، وقال المسؤول إن صنعاء لا تعتبر هذا الانسحاب هزيمة للإمارات ولا انتصاراً بل هو تحكيم للعقل والمنطق والقبول بالخروج من هذه الحرب ضد اليمن بماء الوجه.

| رضوخ |

في إشارة إلى أن أبوظبي رضخت للأمر الواقع وسلمت بقوة خصمها في اليمن، جماعة أنصار الله وقوات الجيش اليمني التابع لسلطة صنعاء، لفتت الصحيفة إلى أن الموقف الإماراتي اليوم بشأن الحديدة مخالف تماماً لموقفها العام الماضي، حيث قالت الجارديان “في عام 2018، على النقيض من ذلك، جادلت الإمارات بأن الاستيلاء العسكري على الحديدة سيجبر الحوثيين على طاولة المفاوضات”.
يبدو أن هذا الرضوخ الإماراتي فرضته التصاعد المتنامي والسريع للقوة العسكرية لحكومة صنعاء والتي رفعت منذ مطلع العام الجاري برنامجها الصاروخي والتسليحي لإنتاج كميات كبيرة من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.

قد يعجبك ايضا