“7 يوليو” يوم الأرض للمجلس الانتقالي .. يوم انتصار الشرعية في 94.. يوم عودة الاحتلال بمباركة الانتقالي والشرعية.

تحليل خاص-هاشم الدرة-المساء برس| يأتي يوم السابع من يوليو في وقت تعيش فيه اليمن عموما أوضاعا ميدانية وسياسية واقتصادية مضطربة، لا سيما في الجانب المستظل بمظلة التحالف المواجه للمجلس السياسي وحكومته في صنعاء.

بعد أربع سنوات من عاصفة الحزم .. في صنعاء حدثت تجاذبات وأخذ ورد بل وقتال بين الحلفاء من جماعة أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام، ولكنها ما بدأت حتى اختفت بسيطرة مكون أنصار الله سريعا على الوضع في العاصمة صنعاء واقتداره على تدارك الوضع وإخماد الفتنة وإعادة الأمور إلى نصابها، واستحكام التحالف مع المؤتمر بمكوناته التي رفضت مشروع الالتحاق بتحالف الرياض، وبهذا يمكن القول بأن الوضع في صنعاء مستتب والواقع يؤكد ذلك، ولولا الحصار الاقتصادي المشدد على طرف صنعاء لكنا شهدنا نهضة غير مسبوقة في مناطق سيطرة تحالف أنصار الله مع المؤتمر.

في الطرف المقابل .. التحالف وموالوه في الجنوب اليمني وبعض المناطق الشمالية، يتحرك الجميع على قاعدة الإضرار بالآخر والعمل على إلغائه منذ اليوم الأول الذي أعلن فيه التحالف عزمه على “تحرير اليمن وإعادة الشرعية ..

كان العنوان الأبرز بين فصائل إعادة الشرعية خلال الأربع سنوات، الاغتيالات، حروب الشوارع، تفجيرات للمعسكرات، منع كل للآخر من التواجد على الأرض لا سيما الانتقالي الذي يمنع الشرعية من التواجد في العاصمة المعلنة عدن، استحواذ كل فريق بما لديه من ثروات واستغلالها لمصلحته دون الآخر ودون الشعب اليمني، تخوين، تهديد كل فصيل للآخر،،،،، وهلم جرا من الأمور التي يستحيل أن تعطي هذا التشكيل اليمني تحت مظلة التحالف الخارجي أي صفة مشتركة، وهدف مشترك.

قبل شهور تواصلت الأزمة في التصاعد بين الانتقالي الموالي للإمارات والشرعية القاطنة في الرياض، مع مطالبة الشرعية انعقاد البرلمان في عدن، حيث رفض الطلب من الإمارات جملة وتفصيلا، وإصرارا من السعودية وبدعم أمريكي انعقد البرلمان الموالي للشرعية في مدينة سيؤون وكادت الأوضاع أن تنفجر بين الطرفين لولا تدخل رعاة المأساة اليمنية الأمريكيين والبريطانيين، وبعد جدل طويل في معسكر الشرعية حصرا، تم الاتفاق على أن يكون سلطان البركاني رئيسا للبرلمان، وهو الشخصية التي يمقتها حزب الإصلاح بشكل كبير، حيث كان الإصلاحيون قد اقتحموا منزله في تعز واحتلوه في بدايات الثورة،  ليتوافق الإخوان وهادي اليوم على تنصيبه رئيساً لمجلس النواب في سيئون! .. وبهذا تسجل اليمن في هذه الفترة أغرب حالة سياسية تعيشها دولة في العالم ,, فرئيسها في الرياض ، وبعض وزراء حكومتها في عدن ، والبعض الآخر في القاهرة، والبعض في لندن، وبرلمانها في سيئون.

مدينة سيئون حاضرة وادي حضرموت كانت على موعد مساء أمس باحتشاد موالين للمجلس الانتقالي، بمناسبة ما أسموه يوم الأرض، وهو اليوم ذاته الذي انتصرت فيه قوات علي عبدالله صالح وأخضعت الجنوب اليمني لسيطرته وأقصت الحزب الاشتراكي وحلفاء الوحدة اليمنية بقيادة علي سالم البيض، واختار الانتقالي هذا اليوم ليكون ردا على ذلك الانتصار وإعلانا لبدايات فك الارتباط مع الشمال، وكان رئيس الانتقالي الجنوبي الإماراتي حاضرا في الفعالية وتحدث عن عظمت الانتصار الذي يتحقق في الجنوب، ولكن دون معرفة اتجاهات وأماكن الانتصار، والعدو الذي تمت هزيمته، فطرفا حرب صيف 94 يمثلان الحليف الأكبر للانتقالي بل هو حليفهم وبسبب العنوان الذي رفعوه كان حضوره، الإصلاح والمؤتمر، حيث يعترف الانتقالي بشرعية هادي ويقول بأنه الرئيس الشرعي للبلاد من جهة وفي الجهة الأخرى يعتبره عدوه الرئيسي في الجنوب.

المشهد الذي نجد فيه الانتقالي، مشهد مليء بالتناقضات، حيث أن قوات الحرس الجمهوري التي اقتحمت عدن في صيف 94 وكما يقول الانتقالي بأنها عاثت في الأرض الفساد، دخلت اليوم إلى الجنوب اليمني عبر بوابة عدن وشبوه، تحت عباءة الانتقالي نفسه، وتجمعت ولملمت أوراقها ومعسكراتها هناك.

وأكثر من ذلك .. يهدف الانتقالي الجنوبي إلى استرداد ما يصفها بأرض الجنوب العربي، واسترجاع دولته وأرضه المفقودة، ويرسل قوات مكونة من قبائل الجنوب وبقايا الجيش الذي أقصاه الرئيس السابق علي عبدالله صالح، ليموتوا في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في الساحل الغربي وخدمة لابن شقيق الرئيس السابق علي عبدالله صالح، في الوقت الذي تتهاوى مناطق من جنوب اليمن، كالضالع، ولحج بأيدي الجيش واللجان التابعة لصنعاء.

لهذا فحديث رئيس الانتقالي عيدروس الزبيدي عن الانتصارات ما يزال محيرا لأي محلل يعرف الشأن اليمني، لا سيما وقد وصف في خطابه في سيؤون يوم السابع من يوليو من عام 1994 بأنه يوما أسوداً في تاريخ “الشعب الحر الأبي، وأضاف: إن لنا ذاكرة لا تنام، وعصية على المحو والنسيان لما لحق بشعبنا جراء هذا اليوم المشؤوم من قتلٍ وسلب ٍ ونهب.

الواقع يحكي غير ذلك، فالزبيدي يبدوا أنه لا يعرف أي شيء عن تاريخ الجنوب اليمني والحرب التي درات في صيف 94، كما أن الواقع يحكي غير ما تبرز من عناوين منابر الشرعية والانتقالي، فهما حليفان “متقاتلان”، وكل منهما يتبع أجندة الدولة الراعية له” الإمارات، والسعودية” اللتان تنفذان أجندة الاحتلال الأمريكي البريطاني، المتمثلة في عودة الاحتلال والسيطرة على اليمن ونهب ثرواته.

قد يعجبك ايضا