نائب وزير خارجية صنعاء يصرّح بشأن التصعيد اليمني ضد التحالف

صنعاء – المساء برس| أكد نائب وزير الخارجية اليمني بحكومة الإنقاذ التابعة لسلطة صنعاء إن القوات اليمنية دشنت مرحلة عسكرية جديدة ضد التحالف السعودي الإماراتي، في إشارة إلى تصعيد الهجمات بالصواريخ الباليستية وسلاح الجو المسير المتكرر بشكل شبه يومي على الأهداف السعودية العسكرية والحيوية.
وقال حسين العزي في تغريدة على حسابه بتويتر إن أكثر من كان حريصاً على السلام وقدم التنازلات هو طرف صنعاء وقال إنه لا يظن أن هناك طرفاً آخر كان حريصاً على السلام في اليمن غير هذا الطرف، وأنه وبناءً على ذلك فإن صنعاء قد أسقطت الحجة على الطرف الآخر الذي رفض الاتجاه لحل سلمي لإنهاء الحرب على اليمن، حسب ما يُفهم من تغريدة نائب وزير خارجية صنعاء، والتي أكد فيها اقتناع القيادة في صنعاء باستراتيجيتها العسكرية الجديدة تجاه التحالف السعودي الإماراتي، حيث قال العزي “لذلك نحن اليوم وبضمير مرتاح ندشن مرحلة جديدة ونخوض تجربة نضالية مختلفة وعسى الله أن يصنع من النار برداً وسلاماً”.
وأرفق العزي في تغريدته مقطع فيديو لجزء من المؤتمر الصحفي الذي عقده العزي في صنعاء في مارس 2019 أي قبيل أيام من دخول اليمن عامه الخامس على الحرب التي تشنها الرياض وأبوظبي بإشراف مباشر من واشنطن ومشاركة بريطانية، وعلق العزي على مقطع الفيديو بعبارة “المقطع يذكر بنماذج من تنازلات ومحاولات صنعاء”.

| توقيت تصعيد قوات صنعاء ضد التحالف |

وسبق أن انفرد “المساء برس” بنشر معلومات مؤكدة تتعلق باستراتيجية صنعاء العسكرية التي تم إقرارها مؤخراً ضد التحالف، وهو ما أكده نائب وزير خارجية صنعاء في تصريحه، ففي تقرير أخير لـ”المساء برس” وحسب تصريح حصل عليه الموقع من مصدر رفيع ومقرب من صانعي القرار في صنعاء فإن اختيار توقيت التصعيد العسكري ضد السعودية والإمارات يأتي بالتزامن مع فشل جهود المبعوث الأممي مارتن غريفيث إلى اليمن بعد رفض التحالف السعودي الإماراتي تنفيذ ما عليه من التزامات إزاء اتفاقية استوكهولم بشأن إعادة الانتشار في الحديدة، المدينة الساحلية غرب اليمن، خاصة بعد أن قام طرف صنعاء بتنفيذ ما سبق وأعلنه قبل أشهر من استعداده تنفيذ الجزء الأول من اتفاق الحديدة حتى وإن كان هذا التنفيذ من طرف واحد، أي انسحاب قوات صنعاء دون انسحاب مسلحي التحالف السعودي، وهو ما حدث بالفعل بعد أن وافقت الأمم المتحدة عبر مبعوثها الأممي مارتن غريفيث على مقترح طرف صنعاء بتنفيذ الانسحاب من طرف واحد كإثبات لحسن النية لوقف الحرب والاتجاه للحل السياسي، غير أن انسحاب صنعاء لم يقابله أي انسحاب من قبل الطرف الآخر، بل على العكس من ذلك أوعزت الرياض لسلطة “الشرعية” الحكومة اليمنية المنفية والمقيمة في الرياض بطلب إيقاف عمل المبعوث الأممي وتغييره، وهو ما رفضته كلاً من الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.

| الاستراتيجية العسكرية لقوات صنعاء ضد التحالف من الآن وصاعداً |

ولأول مرة تستهدف القوات اليمنية منشآت مدنية داخل السعودية منذ بدء الحرب على اليمن، ولكن من دون التسبب بإحداث خسائر بشرية في صفوف المدنيين على عكس ما فعله التحالف السعودي في اليمن، فبعد أكثر من 4 أعوام من الحرب التي قادتها الرياض وأبوظبي على الأراضي اليمنية ودمرت فيها معظم المنشئات المدنية كالمطارات والموانئ ومنشئات الاتصالات واستهدفت معظم غاراتها الجوية المدنيين في اليمن، بدأت القوات اليمنية بتوسيع أهدافها التي تضربها داخل السعودية والإمارات وتحديد قائمة من 300 هدف ما بين عسكري وحيوي، ويقصد بالأهداف الحيوية المنشئات الاقتصادية الهامة التي يؤدي توقفها عن العمل إلى توقف ضخ السعودية وتمويلها لحربها باليمن بالإضافة إلى منشئات حيوية أخرى كالمطارات المدنية والموانئ التجارية الرئيسية والتي يأتي استهدافها كما هو متوقع في إطار الرد اليمني على فرض التحالف السعودي حصاراً برياً وبحرياً وجوياً على اليمن ومنع تشغيل المطارات اليمنية وعلى رأسها مطار صنعاء الدولي أمام الرحلات المدنية والتجارية والتسبب بمقتل نحو أكثر من 300 ألف مريض عجزوا عن السفر خارج اليمن لتلقي العلاج في الخارج، بالإضافة إلى أن قصف الأهداف الحيوية كالموانئ كما هو متوقع في الفترة المقبلة سيكون رداً على استمرار التحالف فرضه حصاراً على الموانئ اليمنية وعلى رأسها ميناء الحديدة الاستراتيجي الذي تدخل عبره 70% من واردات اليمن التجارية بما فيها المشتقات النفطية، بالإضافة إلى أنه الميناء الوحيد الذي تدخل عبره المساعدات الإغاثية الدولية بنسبة 100%.
إلى جانب الـ(300) هدف عسكري وحيوي المعلنة عن أنها ستستهدف من قبل القوات اليمنية، اتخذت الأخيرة استراتيجية عسكرية برية داخل أراضي جيزان ونجران وعسير جنوب السعودية، ومؤخراً أعلنت وزارة الدفاع سيطرتها على 20 منطقة عسكرية هامة دفعة واحدة داخل أراضي السعودية، بالتزامن مع ذلك ظهر وبشكل مفاجئ وزير الدفاع في حكومة صنعاء الموالية لأنصار الله اللواء محمد ناصر العاطفي وهو يتجول في مناطق داخل السعودية على مشارف مدينة نجران ويشير بيده في مقطع فيديو نشره الإعلام الحربي للوزارة إلى أعمدة الإنارة الخاصة بمطار نجران الإقليمي.

| التصعيد العسكري اليمني ورفع القدرة الإنتاجية من الطائرات المسيرة |

وصعدت القوات اليمنية وجماعة أنصار الله من هجماتها على الأراضي السعودية المستهدفة للمنشآت العسكرية والمنشئات الحيوية الهامة داخل السعودية بما فيها منشآت نفطية.
ومنذ مطلع العام الجاري تمكنت وحدة التصنيع الحربي بوزارة الدفاع التابعة لسلطة صنعاء الموالية لأنصار الله من تطوير القدرة الإنتاجية للأسلحة اليمنية المستخدمة في مواجهة التحالف العسكري السعودي الإماراتي والمدعوم بشكل مباشر من الجيشين الأمريكي والبريطاني.
وتنتج القوات العسكرية اليمنية مختلف أنواع الذخائر الخاصة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة بالإضافة إلى إنتاج صواريخ باليستية قصيرة المدى ومتوسطة المدى وتمكنت من إنتاج صواريخ يمكنها قطع مسافة أكثر من 1500 كم، كما تمكنت من إنتاج صواريخ تعد نسخة متطابقة من صواريخ توشكا الروسية بالإضافة إلى إنتاج صواريخ باليستية ذكية قادرة على توجيه مسارها نحو نقطة محددة في الهدف المقصود.
ومؤخراً تمكنت القوات اليمنية من رفع القدرة الإنتاجية لطائرات الدرون، حيث استحدثت سلطات صنعاء بوزارة الدفاع وحدة عسكرية جديدة هي وحدة سلاح الجو المسير والتي تعمل على تصنيع وتشغيل الطائرات المسيرة اليمنية وقد سبق وأنتجت صنعاء 5 أنواع من الطائرات المسيرة العام 2017 غير أن هذه الطائرات كانت مخصصة للرصد الجوي والمراقبة والأعمال التجسسية، ومع تطوير العمل على زيادة كفاءة الطائرات المسيرة تمكنت قوات صنعاء من إنتاج طائرات مسيرة قادرة على التخفي عن الرادارات العسكرية وأنظمة الدفاع الجوي.
وقبل شهرين تقريباً أعلنت القوات اليمنية رفع سقف برنامجها التسليحي عبر الصناعة المحلية خاصة في مجال إنتاج الطائرات المسيرة، حيث أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع في مؤتمر صحفي أن التصنيع الحربي بات بإمكانه إنتاج طائرة مسيرة مقاتلة واحدة كل 24 ساعة ما يعني قدرة الجيش اليمني من إنتاج 360 طائرة مسيرة مقاتلة خلال العام الواحد.

قد يعجبك ايضا