السعودية في وضع خطير.. صنعاء تصعّد من تهديداتها العسكرية بشكل جدّي

صنعاء – المساء برس| أعلنت وزارة الدفاع اليمنية في الحكومة التابعة لسلطة صنعاء التي تقودها جماعة أنصار الله أن عملية سلاح الجو المسير التي تم تنفيذها بطائرات بدون طيار محلية الصنع ضد قاعدة الملك خالد الجوية في عسير جنوب السعودية استهدفت منظومة رادارات وغرف التحكم والسيطرة ومخازن للأسلحة.
وأعلنت الوزارة على لسان المتحدث باسم “الجيش اليمني واللجان الشعبية” العميد يحيى سريع والذي أطلق تهديدات شديدة اللهجة في مقابلة مصورة من مدينة الحديدة بالساحل الغربي، إن العملية التي استهدفت أكبر قاعدة عسكرية جوية في السعودية “قاعدة الملك خالد الجوية” في خميس مشيط بمنطقة عسير باستخدام مجموعة من الطائرات بدون طيار محلية الصنع من طراز قاصف 2K في الساعات الأولى من فجر اليوم الثلاثاء استهدفت “مخازن أسلحة ورادارات متطورة وحديثة وغرف تحكم وسيطرة بقاعدة الملك خالد”.
وقال سريع إن قاعدة الملك خالد المستهدفة “هي أكبر القواعد العسكرية للعدوان وهي منطلق لتنفيذ أهدافه العدوانية باتجاه الأراضي اليمنية”.

| صنعاء ترفع سقف بنك الأهداف لتتجاوز الـ300 هدف المعلنة سابقاً |

وأكد الناطق باسم وزارة الدفاع بصنعاء إن “بنك أهدافنا يتسع يوماً إثر يوم وكل أهدافنا موثقة بالصوت والصورة”، في إشارة إلى أن قائمة بنك الأهداف المعلنة من صنعاء في وقت سابق من هذا العام والتي حددت 300 هدف عسكري وحيوي في الداخل السعودي والإماراتي لاستهدافها في حال استمرت الرياض وأبوظبي في مواصلة حربهما باليمن، تشير تصريحات سريع إلى أن هذه القائمة قد تتوسع ويرتفع عدد الأهداف التي تعتزم صنعاء ضربها داخل السعودية سواءً كانت أهدافاً عسكرية أو أهدافاً حيوية كالأهداف الاقتصادية المؤثرة بشكل كبير على مسار الحرب على اليمن.

| استراتيجية عسكرية جديدة لصنعاء مسرحها … |

تصريحات متحدث وزارة الدفاع اليمنية يحيى سريع حملت هذه المرة عناوين جديدة يمكن من خلالها قراءة مسار المواجهات العسكرية المستقبلية بين اليمن والسعودية وما ستتعرض له الرياض من ضربات صاروخية وجوية باستخدام طائرات الدرون اليمنية، حيث دعت صنعاء ولأول مرة المواطنين السعوديين إلى الابتعاد عن المواقع العسكرية والحيوية السعودية، الأمر الذي يشير إلى أن هناك أهدافاً تعتزم صنعاء ضربها داخل السعودية وهي أهداف ذات قيمة اقتصادية وحيوية للسعودية كون التحذير هذه المرة جاء للمدنيين الذين من المتوقع أن يكونو على مقربة من مثل هذه الأهداف.
ولعل ما يؤكد جدّية صنعاء في تغيير مسار عملياتها العسكرية باتجاه الداخل السعودي وتصعيدها للهجمات الجوية المؤلمة هو تأكيد العميد سريع قدرة قواته على “تنفيذ أكثر من عملية في وقت واحد وفق الخيارات المتاحة وفي الزمن والوقت الذي تحدده القيادة” حسب تصريحه.

| ما يمكن الرياض فعله لتجنب تهديدات صنعاء ومخططها القادم |

ويبدو أن القيادة السياسية والعسكرية في صنعاء لم ولن تترك للرياض أي خيارات متاحة لوقف تصعيدها، خصوصاً تلك التي سبق أن استخدمتها الأخيرة لتجنب ردود فعل عسكرية يمنية تجاه الحرب السعودية وتحالفها على اليمن، ولعل الخيار الوحيد المطروح على طاولة الرياض والمقدم كشرط إجباري من صنعاء لوقفها التصعيد العسكري وإيقاف تنفيذ تهديداتها العسكرية المشروعة ضد السعودية وقائمة الأهداف المعلنة هو وقف الحرب التي تقودها الرياض وأبوظبي على اليمن ووقف التدخل العسكري بجميع أشكاله وإيقاف الطلعات الجوية والغارات للطيران الحربي وطائرات الدرون الأمريكية التي ينفذها التحالف السعودي في اليمن بالإضافة إلى تحرير الأجواء اليمنية ورفع الحظر عن مطار صنعاء الدولي لاستئناف رحلاته المدنية والتجارية.
ودون رضوخ الرياض وأبوظبي لهذا الشرط فإن صنعاء ماضية في تنفيذ استراتيجيتها العسكرية التي عبر عنها متحدث قوات صنعاء بالقول إن “لدينا مفاجئات كبيرة وضاغطة قادم الأيام سيكشف لهم ذلك” وهي الاستراتيجية التي بدأتها في التاسع من رمضان المنصرم منتصف مايو الماضي التي بدأتها بضربة موجعة وغير متوقعة استهدفت مضخات نفط أرامكو وأدت لتوقف ضخ النفط عبر واحد من أهم أنابيب الضخ الرئيسية تسببت بارتفاع أسعار النفط وتوقف جزئي لإنتاجه في السعودية ودفعت بالملك سلمان إلى حشد العالمين العربي والإسلامي إلى مدينة مكة المكرمة يشكو إلى زعماء هذين العالمين مما تفعله الطائرات المسيرة اليمنية والصواريخ الباليستية الذكية والتي بدأت صنعاء منذ عامين تقريباً تصنعيها وإنتاجها دون اللجوء لاستخدام أي مواد أو قطع جزئية مستوردة من الخارج.
وترى صنعاء أن الضغط العسكري على الرياض – خاصة بعد قدرة القيادة العسكرية من رفع برنامجها التسليحي عبر الصناعة المحلية – سيدفعها – أي الرياض – للقبول بشروط صنعاء إذ لن تكف الرياض يدها عن اليمن إلا إذا شعرت بالألم بنفس الدرجة التي يشعر بها اليمنيون.

| العاصمة مقابل العاصمة.. إغلاق مطار مقابل قصف مطار..
حصار موانئ مقابل ضرب موانئ الساحل الغربي..
حصار اقتصادي مقابل قطع الشريان الاقتصادي للرياض |

المؤشر الأخطر في تهديدات قوات صنعاء القوية على لسان يحيى سريع هو تصريحه بشأن اقتراب القوات اليمنية من بلوغ قاعدة الرد بالمثل عسكرياً وعلى أهداف عسكرية وحيوية غير مدنية، حيث قال سريع “قريباً إن شاء الله سنصل إلى قاعدة العين بالعين والسن بالسن بمعنى المطار بالمطار والميناء بالميناء والعاصمة بالعاصمة والقواعد بالقواعد”.
وتشير تصريحات سريع إن النظام السعودي قد لا يكون في وضع أفضل مما هو عليه الآن إزاء عجزه عن صد ضربات يمنية قادمة من الجو تستهدف عمق السعودية وعمق مقراتها القيادية الرئيسية برغم تحصيناتها، ووفقاً لمراقبين للمشهد العسكري بين اليمن والسعودية فإن صنعاء لا يمكن أن تطلق تهديدات لمجرد الاستهلاك الإعلامي أو الحرب الدعائية وأن على الرياض وأبوظبي أخذ التصريحات العسكرية اليمنية على محمل الجد، وعليه فإننا قد نشهد خلال الفترة القليلة المقبلة تطورات عسكرية مفاجئة وكبيرة جداً من بينها تطوير منظومة دفاع جوية يمنية الصنع قادرة على تحييد سلاح الجو الحربي للتحالف، كما لا يستبعد أن تكون صنعاء قد رصدت أهدافاً وباتت صواريخها وطائراتها المسيرة موجهة وجاهزة للانطلاق لضرب أهداف مراكز القيادة السعودية داخل الرياض قد تطال كبار القادة والأمراء، كما أن تصريحات قيادة صنعاء العسكرية تشير إلى أن إصرار الرياض على فرضها للحصار البحري والبري والجوي على اليمن بما في ذلك إغلاق مطار صنعاء الدولي، قد يدفع بالقوات اليمنية إلى استخدام القدرات العسكرية لإيقاف المطارات السعودية وإخراجها عن الخدمة كما هو الحال مع مطار صنعاء.

| السلاح والحماية الأمريكية رهان فاشل لتجنب مخطط صنعاء العسكري ضد الرياض |

ويبدو أن صنعاء تتحدث وهي واثقة من أن قدراتها العسكرية ستحقق التهديدات التي تطلقها حالياً ضد السعودية، وهو ما يمكن ملاحظته من خلال ما قاله سريع من أن “عملية قاعدة الملك خالد الجوية أصابت أهدافها بدقة عالية ولا تستطيع أحدث المنظومات الأمريكية المتطورة اكتشافها”، الأمر الذي يشير إلى أن القدرات العسكرية الدفاعية التي تزود بها واشنطن الرياض لن تستطيع التصدي ووقف التصعيد العسكري اليمني والهجمات الصاروخية أو الجوية بسلاح الجو المسير، وأن الرهان على الحماية الأمريكية حتى وإن كانت القوات الأمريكية هي من تشغل معداتها العسكرية بنفسها لحماية السعودية من الهجمات اليمنية فإن هذا الرهان فاشل بكل المقاييس وهذا ما يؤكده تصريح قيادة قوات صنعاء وتصريحات كهذه لا تأتي من فرغ والقوات اليمنية تعرف ما تقول ومتى تقول وماذا ستفعل.
https://www.facebook.com/watch/?v=699351003844491

قد يعجبك ايضا