تناقض فرنسي يكشف دوراً أكبر لباريس في الحرب على اليمن

باريس – المساء برس| لا تزال فرنسا تصر على أنها لا دور لها فيما يحدث في اليمن، على الرغم مما كشفته الصحافة الفرنسية الشهر الماضي وبوثائق عسكرية استخبارية فرنسية كشفت حجم الدعم والسلاح الفرنسي المقدم للسعودية والإمارات والمستخدم في حربهما باليمن.
وفي الوقت الذي تعتبر في فرنسا ثالث أكبر مصدر للسلاح في العالم، فإن كلاً من الرياض وأبوظبي هما زبوناها الرئيسيان.

| منظمة حقوقية توقف شحنة أسلحة فرنسية للرياض |

مؤخراً سعت منظمة (إيه سي إيه تي) الحقوقية الفرنسية، لمنع وإيقاف تحميل ذخائر فرنسية وأسلحة على سفينة “بحري تبوك” السعودية الراسية جنوب فرنسا بانتظار تحميل الأسلحة، وهو ما تزامن مع ضغوط على باريس لوقف مبيعات الأسلحة الفرنسية للسعودية والإمارات.
وقالت المنظمة في بيان لها إنها “رفعت دعوى قضائية لمنع السفينة من استلام شحنتها”، مضيفة أنه “من المقرر أن تحمل السفينة تبوك أسلحة فرنسية إلى السعودية، وهي طرف رئيسي في الصراع اليمني”، داعية “المجتمع المدني والشبكات المحلية إلى منع وصول هذه الذخائر إلى السعودية”.
ومن ضمن ما استندت إليه المنظمة في دعواها القضائية هو إن شحنة الأسلحة تخالف معاهدة الأمم المتحدة كون الأسلحة ستستخدم ضد المدنيين في اليمن.

| ما نوع الأسلحة الفرنسية التي يُراد تحميلها |

موقع “ديسكلوز” للتحقيقات الاستقصائية، أعلن عن شحنة الأسلحة الفرنسية، كاشفاً أن “الشحنة تتضمن ذخيرة لمدافع من طراز كايزر الفرنسية، وسيتم تحميلها من ميناء فو سور مير على البحر المتوسط قرب مرسيليا”.

| تناقض الموقف الفرنسي يكشف التورط في الحرب على اليمن |

بشكل واضح وجلي ظهرت مواقف المسؤولين الفرنسيين متناقضة بشكل واضح وفاضح في آن واحد، إذ وصف وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان لاذاعة “انتر فرانس” أمس الثلاثاء الحرب على اليمن بأنها “حرب قذرة ويجب وقفها”، وأضاف لودريان “يتعين على السعودية والإمارات وقف المعارك (…) يجب أن نكون حذرين في مبيعات الأسلحة لهاتين الدولتين وهذا ما نفعله”.

موقف لودريان أتى مناقضاً وفاضحاً لمزاعم وزيرة الجيوش الفرنسية، التي نفت في تصريحات سابقة، بعد فضيحة تقرير الاستخبارات العسكرية الفرنسية الذي كشفه “ديسكلوز”، بيع فرنسا أسلحة للرياض تستخدم في قتل اليمنيين.
ونفت الوزيرة فلورانس بارلي أن تكون “الأسلحة التي تبيعها فرنسا للسعودية تستخدم في قتل المدنيين في اليمن”، كما زعمت عدم وجود أدلة تثبت صحة ما ورد في تقرير موقع ديسكلوز، رغم أن الموقع الاستقصائي نشر معلومات وردت في تقرير للاستخبارات العسكرية الفرنسية متضمناً صوراً ومقاطع فيديو لأسلحة فرنسية ثقيلة بينها دبابات ومدافع ورشاشات وآليات عسكرية أخرى بحوزة الجماعات المسلحة التي تقاتل مع التحالف السعودي الإماراتي في اليمن.

الموقف الثالث أتى من بعض المسؤولين الفرنسيين الذين علقوا بالقول إن فرنسا لا تبيع للسعودية والإمارات إلا الأسلحة الدفاعية فقط، حسب ما نقلته الصحافة الفرنسية، وفقاً لاطلاع “المساء برس”.

ويرى مراقبون إن إصرار فرنسا على الدفاع عن صفقات الأسلحة الفرنسية المباعة للسعودية والإمارات والمستخدمة في الحرب على اليمن، وتناقض تصريحات كبار المسؤولين الفرنسيين بهذا الشأن، يكشف أن الدور الفرنسي في الحرب على اليمن هو أكبر مما تم الكشف عنه حتى اللحظة، ويشير إلى أن حجم السلاح الفرنسي واستفادة باريس من استمرار الحرب على اليمن كبيرة وأن باريس ترى أن من مصلحتها استمرار الحرب كونها تجني عشرات المليارات من الدولارات من صفقات مبيعات الأسلحة للرياض حتى وإن كان ذلك على حساب دماء آلاف المدنيين اليمنيين معظمهم من النساء والأطفال.

قد يعجبك ايضا