غريفيث في صنعاء.. زيارة غير معلنة بشأن الحديدة “تفاصيل لم تنشر”

صنعاء – المساء برس| يبدو أن جهود المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث بشأن اتفاق الحديدة تعود إلى الواجهة من جديد، بعد أن كانت العام الماضي وفي مثل هذا التوقيت متجاهلة نوعاً ما تصعيد التحالف العسكري على الحديدة والساحل الغربي الذي شهد أعنف هجوم عسكري للتحالف دون فائدة تُذكر.

| تحرك غريفيث بين رمضان الماضي وما تبعه ورمضان الحالي وما قد يتبعه |

ومثل هذه الأيام من العام الماضي شن التحالف أعنف هجوم بري وبحري وجوي على الحديدة وتسبب بمقتل مدنيين ونساء وأطفال وحتى طواقم إسعافية، وبلغت درجة التصعيد العسكري للتحالف حينها ذروتها لدرجة أن قوات صنعاء رصدت مشاركة طائرات إسرائيلية حربية في سماء مدينة الحديدة، وحينها لم تتحرك الأمم المتحدة كما هو حاصل اليوم باستثناء إصدار بعض البيانات التي تضمنت بعضها إدانة واضحة واتهامات بارتكاب الرياض وأبوظبي جرائم حرب بحق المدنيين في الحديدة، ورغم ذلك كان التحرك الأممي العام الماضي ليس بمستوى الحدث العسكري وما سيسببه من تداعيات على الوضع الإنساني.
وحسب مصادر مقربة من صانعي القرار في صنعاء فإن تحرك الأمم المتحدة ومبعوثها قبيل رمضان هذا العام إما قد يلحقه تصعيد عسكري للتحالف أو محاولة الخروج من مأزق الحديدة بما يحفظ ماء الوجه بالنسبة للرياض وأبوظبي، على الرغم من أن التوقع الأخير غير محتمل الحدوث بناءً على بعض المعطيات والمعلومات الموجودة على الأرض، من وجهة نظر المصادر التي تحدثت لـ”المساء برس”.
المصادر أيضاً لفتت إلى محاولات طرف الرياض ومسؤولي “الشرعية” المقيمين هناك لتصوير اتفاق الحديدة على أنه قد انتهى وفشل وانتهى ومساعي الترويج لهذا الطرح تتزايد من خلال التصريحات التي يطلقها حلفاء الرياض في وسائل الإعلام.

| الحديدة تعيد غريفيث إلى صنعاء قبل رمضان |

ووصل اليوم الأحد إلى العاصمة صنعاء المبعوث الأممي الذي طلب اللقاء بزعيم أنصار الله عبدالملك الحوثي ووفقاً لمعلومات من مصادر رفيعة مطلعة فإن سبب الزيارة الرئيسي هو ملف الحديدة المتوقف منذ فبراير الماضي بسبب رفض طرف الرياض التجاوب مع مبادرة رئيس لجنة المراقبة الأممية الجنرال مايكل لوليسغارد والتي تلخصت بآلية من جزئين لتنفيذ عملية إعادة انتشار قوات طرفي صنعاء والرياض من مدينة الحديدة.
وفيما كشف المتحدث باسم أنصار الله محمد عبدالسلام عن تفاصيل ما دار خلال اللقاء بين الحوثي وغريفيث والتي أتى على رأسها “مناقشة آخر المستجدات بخصوص مسار اتفاق السويد خاصة الحديدة والعراقيل التي يختلقها الطرف الآخر للحيلولة دون التقدم والتنفيذ، كما تناولا خلال اللقاء جملة من الافكار والقضايا التي قد تسهم في تحريك الاتفاق مستعرضين جملة من المحطات السلبية التي قام بها الطرف الآخر وعدم وفاءه بالالتزامات التي تم التوافق عليها ومحاولاته خلق ذرائع ومبررات خارج مفهوم الاتفاق”، ذكرت وكالة الامم المتحدة اليوم الاحد أنها تمكنت من الوصول إلى مخازن مطاحن البحر الأحمر في مدينة الحديدة والتي تحتوي على ما يكفي من الحبوب لإطعام مئات الآلاف من المواطنين.

| فرق الأمم المتحدة تدخل مطاحن البحر الأحمر |

وقال المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي هيرفي فيرهوسيل إن فريقًا تقنيًا دخل إلى منشأة مطاحن البحر الأحمر لأول مرة منذ فبراير، وأن المنشأة كانت تحتوي 51 ألف طن متري من القمح تكفي لإطعام 3.7 مليون مواطن لمدة شهر واحد، لكن حسب تقييم الوكالة الدولية في فبراير الماضي فإن 70% فقط من كمية القمح لا تزال قابلة للاستهلاك بعد أن تعرضت المخازن لعوامل جوية تتسبب بإتلاف القمح بسبب درجة الحرارة المرتفعة في المنطقة الساحلية وبسبب عدم القدرة على الوصول إلى المخازن بسبب وجود المسلحين التابعين للتحالف السعودي الإماراتي وعدم فتح الطريق أمام فرق منظمات الأمم المتحدة المعنية.
وقال فيرهوسيل “لقد مر أكثر من شهرين على هذا التقييم وسيزداد تدهور جودة القمح على الأرجح، خاصة في ظل الظروف المناخية الحارة”.

| تفاصيل لقاء زعيم أنصار الله بغريفيث |

وبالعودة إلى تفاصيل لقاء المبعوث الأممي بزعيم أنصار الله، قال عبدالسلام، إن اللقاء تطرق إلى ما تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا من غطاء دولي للإجراءات “التعسفية التي تمارسها السعودية والإمارات تتعلق بالوضع الإنساني وتفاقم معاناة اليمنيين”.
كما تطرق اللقاء إلى ملف الأسرى، حيث أعاد زعيم أنصار الله تذكير غريفيث بأهمية “إنجاز خطوات فيه خاصة مع حلول شهر رمضان وكون هذا الجانب قد بات ملفاً منسياً لدى التحالف”، وفي هذا الشأن لم ينسَ زعيم أنصار الله التأكيد على أهمية “تسهيل عودة جثمان وزير الداخلية السابق عبدالكريم الماوري كموضوع إنساني خالص”، مستهجناً منع السعودية لعودته.
وقال عبدالسلام إن “السيد شدد خلال اللقاء على أهمية تحريك الملف الاقتصادي الذي تعرقله دول العدوان والعمل على سرعة ايجاد حل لمرتبات موظفي الدولة وتحييد الملف الاقتصادي الذي شهد في الفترة الاخيرة زيادة من الخطوات الظالمة التي تضر بأبنا الشعب اليمني كافة”.

قد يعجبك ايضا