كيف سقطت “الحشا” بالضالع في يد قوات صنعاء

صنعاء – المساء برس| تمكنت قوات حكومة الإنقاذ التابعة لسلطة صنعاء من السيطرة الكاملة على مديرية الحشا بمحافظة الضالع جنوب اليمن بعد معارك دامية استمرت أكثر من يومين.

| صنعاء تعلن السيطرة بعد التزامها الصمت وتضارب أنباء اليومين الماضيين |

أرادت صنعاء التزام الصمت قبل العملية العسكرية وأثنائها، في الوقت الذي كانت فيه الأنباء تتضارب بشأن ما يحدث في الحشاء خلال اليومين الماضيين ففي الوقت الي كانت فيه بعض وسائل الإعلام المحسوبة على سلطة صنعاء تتحدث عن تقدم لقوات صنعاء في الضالع، لم يصدر أي تصريح رسمي يؤكد تلك التقدمات، بالتزامن مع تصريحات لناشطين وسياسيين مع الشرعية والتحالف تتحدث تارة عن “تقدم لقوات الشرعية في الضالع وتراجع قوات صنعاء” وتارة عن “وجود خيانات من الداخل ضد قوات الشرعية وتسليم لمواقع عسكرية للحوثيين”.
في اليوم الثالث من المعارك العنيفة يظهر المتحدث باسم وزارة الدفاع في صنعاء العميد يحيى سريع في مؤتمر صحفي ويعلن إن “أبطال الجيش واللجان تمكنوا من تطهير وتأمين مديرية الحشاء في محافظة الضالع بالكامل في عملية عسكرية هجومية واسعة”، مؤكداً أن العملية استمرت 48 ساعة تم خلالها السيطرة وتأمين 124 موقعاً كانت تحت السيطرة العسكرية لقوات ومسلحي “الشرعية والتحالف”، وقال إن المساحة التي تمت السيطرة عليها هي 360 كيلو متراً مربعاً.
وقال سريع إن الهجوم على الحشا والسيطرة عليها تمت من ثلاثة مسارات، حيث خصص المسارين الأول والثاني للهجوم والتقدم حتى التقيا في مدينة ضوران مركز المديرية بينما خصص المسار الثالث لاستكمال إسقاط باقي المواقع وصولاً إلى تخوم مديرية الأزارق.

| حقيقة انسحابات الإصلاحيين وحلفاء الإمارات من المواقع |

اللافت في العمليات الأخيرة لقوات صنعاء والتي تمت في محافظتي البيضاء والضالع هو وجود اتهامات من وسائل الإعلام التابعة لحزب الإصلاح وأخرى موالية للإمارات يتهم كلاً منها القوات الموالية للآخر بخيانة الشرعية والتحالف والانقلاب عليهما والقتال مع قوات صنعاء، لكن مصادر محلية تحدثت لـ”المساء برس” قالت إن المعارك التي دارت في مناطقهم كانت قوية ولم يشهد المواطنون وجود أي انسحابات للمقاتلين التابعين للتحالف والشرعية وأن معظمهم إما قتلوا أو سلموا أنفسهم لقوات صنعاء أو هربوا بشكل فردي من مواقعهم العسكرية بفعل الهجوم العنيف الذي شنته قوات الطرف الآخر، مشيرة إلى أن مقاتلي التحالف صُدموا من عدم وجود أي مساندة لهم خصوصاً وأن مقاتلي المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات في مدينة الضالع مركز المحافظة كان بإمكانهم استغلال ما لديهم من معدات عسكرية وعربات وأسلحة لتعزيز القوات المتواجدة على التماس مع قوات صنعاء، إلا أن المجاميع المسلحة التابعة للانتقالي لم تحرك ساكناً في وقت تداولت فيه وسائل إعلام محلية أن “قوات الانتقالي في الضالع قامت بسحب جميع المعدات العسكرية المتواجدة في مركز المحافظة خشية من تقدم الحوثيين إلى مدينة الضالع واستيلائهم على هذه الأسلحة”.

| أبناء الحشا يجبرون مشائخهم للوقوف مع قوات صنعاء |

وعن وجود “خيانات” من الزعامات القبلية والأمنية في المناطق التي كانت تحت سيطرة التحالف والشرعية حسبما وصفت وسائل إعلام موالية للتحالف، قالت المصادر إن الزعماء القبليين والقيادات الأمنية والعسكرية التابعة لـ”الشرعية” التي رفضت القتال مع التحالف وفضلت إما الاصطفاف للقتال مع قوات صنعاء أو التزام الصمت وعدم اتخاذ أي موقف، قالت المصادر إنها “وجدت نفسها أمام واقع مجتمعي يرفض التحالف العسكري السعودي الإماراتي ويرفض البقاء تحت سيطرة وإدارة سلطة الشرعية غير الموجودة أصلاً ويفضل انضمام مناطقهم إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين وحكومة صنعاء نظراً لما تتمتع به تلك المناطق من استقرار معيشي ومجتمعي وأمني على عكس المناطق الخاضعة لسيطرة القيادات العسكرية التابعة للشرعية”.
وقالت المصادر إن مواطنين تناقلوا مواقف صادرة عن قيادات في حزب الإصلاح وقيادات سياسية جنوبية وقبلية مناهضة للإصلاح اتفقت جميعها على أن انضمام مناطقهم في الضالع لسلطة صنعاء أفضل من البقاء تحت سيطرة التحالف والشرعية، مؤكدة أن هذه المواقف صدرت من القيادات المحلية على الرغم من مواقفها التي لا زالت نتبناها تجاه أنصار الله وحلفائهم وعلى الرغم من اقتناعها بأن سلطة صنعاء سيطرت على الحكم عبر الانقلاب على الشرعية.
ويرى مراقبون إن ما حدث في محافظتي الضالع والبيضاء مؤشر على أن الواقع المجتمعي المحلي أصبح مناهضاً للشرعية وقوات التحالف العسكري السعودي الإماراتي، لافتين إلى أن اصطفاف بعض المواطنين للقتال مع قوات صنعاء من جهة وترحيب البعض الآخر بدخول أنصار الله وقوات الإنقاذ من جهة أخرى يكشف مدى الفجوة بين المواطنين وسلطة الشرعية والتحالف ومدى العداء المتولد لدى أبناء المحافظات الجنوبية تجاه التواجد العسكري للتحالف في محافظاتهم وممارساته مقارنة بالأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية في مناطق سيطرة حكومة صنعاء.

قد يعجبك ايضا