ردود أفعال على “فيتو” ترامب ضد قرار وقف المشاركة الأمريكية بحرب اليمن

صنعاء – واشنطن – المساء برس| أدى استخدام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “الفيتو” لإلغاء قرار الكونغرس الأمريكي بإيقاف مشاركة واشنطن عسكرياً في الحرب على اليمن وسحب جميع القوات فيها وإنهاء الدعم المباشر وغير المباشر للتحالف السعودي والإماراتي في حربه على اليمن إلى إحداث ضجة كبيرة داخل الولايات المتحدة، وردود أفعال متشابهة بعضها تطابقت مع ردود أفعال قيادات سياسية يمنية تابعة لسلطات صنعاء.

وفيما يلي رصد لأبرز ردود الأفعال اليمنية والأمريكية على استخدام ترامب حق الفيتو لإلغاء قرار الكونغرس بوقف مشاركة واشنطن عسكرياً في الحرب على اليمن وسحب قواتها ووقف الدعم للتحالف بكل أشكاله.

المجلس السياسي الأعلى – المجلس الرئاسي:
“الفيتو يؤكد أن الحرب أمريكية ودخلت صراع ترامب مع خصومه بينهم المحقق مولر”

اعتبر عضو المجلس الرئاسي في صنعاء محمد علي الحوثي قرار ترامب أنه تأكيد أن الحرب على اليمن وإدارتها هي أمريكية وأن ذلك إصراراً على استمرار الانتهاكات للقانون الدولي الإنساني وجرائم الحرب، مشيراً إن الفيتو يعد ضوءاً أخضر لاستمرار “العدوان والحصار والأوضاع الإنسانية المأساوية التي وصلت باليمن للمجاعة”.
وقال الحوثي في تغريدات على حسابه بتويتر إن فيتو ترامب يمثل “دعما واضحا للثيوقراطية بالمملكة العربية السعودية المعروفة بنشر أكثر أشكال التطرف والتعصب في جميع أنحاء العالم، والذي ورد ذكرها في تقرير أحداث 11 سبتمبر وأنشئ من أجله قانون جاستا”، كما أكد أن استخدام الفيتو لإلغاء قرار الكونغرس بوقف مشاركة أمريكا بالحرب “يثبت التبني الكامل للإرهاب والإجرام وصناعته والحفاظ عليه بعكس ما تدعيه الإدارة الأمريكية عن محاربته وهو إسقاط لأي قناع إنساني أو حقوقي أو سياسي تحاول أمريكا تقمصه ويؤكد الرفض الأمريكي للسلام الذي تعيقه في كل جولة حوار وتفشله باستمرار”، مشيراً إلى أن الفيتو يؤكد أن الحرب التي تشنها دول التحالف على اليمن لا تصنف محلية “وإنما عدوان خارجي وإقليمي ودولي وبالتالي ينطبق عليه القوانين ذات العلاقة وأن أي تصنف آخر للمجتمع الدولي لغض النظر عن المساءلة والمسؤولية”.
وفيما يتعلق بالصراع مع الكونغرس قال الحوثي إن استخدام ترامب للفيتو لإلغاء القرار “دافع المصلحة الشخصية لترامب من الحلفاء الفاسدين وهو تحد فج للكونغرس رداً للمماحكات التي نتج عنها تقرير مولر ويحمل الإدارة الأمريكية كامل المسؤولية عن الجرائم والآثار المترتبة على العدوان والحصار”.

المتحدث باسم حكومة الإنقاذ بصنعاء:
“القرار لم يكن مفاجئاً وما حدث كان مجرد ابتزاز للسعودية لسحب مزيد من الأموال”

ضيف الله الشامي متحدث حكومة صنعاء ووزير الإعلام قال إن قرار ترامب لم يكن مفاجئاً معتبراً أن العملية التي تمت بين الكونجرس الأمريكي والرئاسة والنواب هي عملية شد وجذب من أجل جلب المصالح لأمريكا وسلب الأموال الخليجية للخزينة الأمريكية.
وعلق الشامي على قرار الكونغرس بأنه كان خطوة في الإتجاه الصحيح في حال “كانت هناك نوايا صحيحة لكن اللعبة السياسية والمال الخليجي هو الحاكم الفعلي لمثل هؤلاء وهو من يدير العملية”.
ووصف الشامي قيادة النظامين السعودي والإماراتي بالأغبياء، مشيراً إلى أنهم لا يفهمون ولا يدركون “أن أمريكا تشكل خطراً كبيراً جداً بسبب سياستها تجاه دول الخليج”، في إشارة إلى سياسة الابتزاز التي تمارسها واشنطن ضد حلفائها الخليجيين لكسب مزيد من الأموال.

المتحدث باسم أنصار الله ورئيس وفد صنعاء المفاوض:
“القرار يدين أمريكا بكل ما لحق اليمن من مجازر وجرائم ويعلن واشنطن أنها صاحبة قرار الحرب”

محمد عبدالسلام المتحدث باسم أنصار الله ورئيس الوفد المفاوض عن سلطة صنعاء علق على قرار ترامب أكد أن “فيتو ترامب ضد قرار وقف الدعم الأمريكي للمعتدين على اليمن يدين أمريكا بكل ما لحق اليمن من مجازر وجرائم وحصار ظالم”.
وقال عبدالسلام في تغريدة على حسابه بتويتر إن القرار يكشف أمريكا كدولة ليست ضالعة في “العدوان على اليمن فحسب وإنما صاحبة قرار الحرب”، وأن الآخرين يتبعونها ومنفذون لرغباتها وأطماعها فقط.

المكتب السياسي لأنصار الله:
“فيتو ترامب أكد لنا أنه لولا أمريكا لما تجرأت الرياض وأبوظبي على شن هذا العدوان”

عضو المكتب السياسي لأنصار الله علي القحوم صرح لوسائل إعلام موالية لأنصار الله، بتأكيد ما سبق وقاله عضو المجلس الرئاسي محمد علي الحوثي من أن القرار يؤكد أن أمريكا هي صاحبة قرار الحرب ورأس حربة في التحالف.
وقال القحوم “هذا دليل قاطع أن أمريكا هي صاحبة قرار الحرب وهي رأس حربة في العدوان والسعودية والإمارات ليست سوى أدوات قذرة تنفذ المشروع الأمريكي الإسرائيلي في اليمن والمنطقة”، مضيفاً إن القرار أكد القناعات السابقة لدى أنصار الله من أنه “لولا أمريكا لما تجرأ السعودي والإماراتي على شن هذا العدوان الغاشم لأنها أدوات ضعيفة وعميلة لا تقوم أنظمتها إلا على الحماية الأمريكية والإسرائيلية”، مذكراً بإعلان الحرب على اليمن من داخل العاصمة الأمريكية واشنطن، كما أشار إلى أن “من يقود غرف العمليات هم ضباط أمريكيون ومن يحاصر اليمن في البحر هم الأمريكيون ومن يسعى للسيطرة على الموقع الجغرافي الاستراتيجي لليمن هم الأمريكيون”.

سياسي مقرب من مصادر القرار بصنعاء:
“قرار الكونغرس هو اعتراف من المؤسسة التشريعية الأمريكية بمشاركة واشنطن عسكرياً في الحرب على اليمن”

الصحفي المتخصص في الشؤون الاقتصادي والمقرب من مصادر القرار الاقتصادي في صنعاء رشيد الحداد، كتب على صفحته بالفيس بوك تعليقاً على قرار ترامب بالقول إنه كان متوقعاً، لكنه أكد أيضاً أن القرار الصادر عن الكونغرس والذي وافق عليه مجلس النواب الأمريكي هو بمثابة “اعتراف من السلطات التشريعية الأمريكية بمشاركة أمريكا في قتل الشعب اليمني كونه طالب بإنهاء المشاركة الأمريكية في حرب اليمن”.
وقال الحداد إن الرئيس الأمريكي عندما يعترض على القرار ويستخدم الفيتو لإلغائه “كأنه يقول نعم نحن من ندير العدوان على اليمن ونحن من نقتل أطفال ونساء اليمن ونحن من ندمر البنية التحتية ونحاصر الشعب اليمني”.

ردود الفعل على المستوى الأمريكي:

على مستوى المؤسسات التشريعية الأمريكية، انتقد مشرعون ديمقراطيون استخدام ترامب الفيتو ضد قرار الكونغرس ووصفه البعض بأنه إجراء غير إنساني، حيث أكدت رئيس مجلس النواب نانسي بيلوسي على ضرورة إنهاء الحرب في اليمن فوراً، وغردت بيلوسي على حسابها بتويتر “مجلس النواب يطالب ترامب بتغليب السلام على السياسية والعمل من أجل التوصل إلى حل دائم لإنهاء الأزمة وإنقاذ الأرواح”.

أما زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ “تشاك شومر” فقد وصف فيتو ترامب بـ”غير إنساني”، متسائلاً عن سبب قيام ترامب بمحاسبة السعودية على “دورها في هذه الكارثة الإنسانية”.

وأكد رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب آدم شيف أن الكونغرس سيبذل مافي وسعه لإنهاء الحرب التي وصفها بـ”الكارثة الإنسانية”، في حين قال السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي “في حال مشاركة واشنطن طوعاً في قتل المدنيين فإن ذلك يعني عدم تمسكها بأي نوع من القيم”.

أما النائب الديمقراطي رو خانا وهو النائب الذي طرح مشروع القرار في مجلس النواب، فقد شدد على عدم وجود أي علاقة للتشريع بإضعاف سلطات ترامب الدستورية، وكان ذلك رداً على تبريرات ترامب لاستخدامه الفيتو والذي قال إن القرار يعد إضعافاً لسلطاته كرئيس، وأضاف رو خانا إنه يركز على “استعادة الكونغرس بمجلسيه النواب والشيوخ لسلطاته الدستورية” كون قرار المشاركة في الحروب الخارجية يقره الكونغرس وليس الرئيس، وهو ما لم يحدث مع مشاركة واشنطن عسكرياً في الحرب على اليمن.

قد يعجبك ايضا