وفد الشرعية: “غريفيث يحرث في البحر” زلة لسان تكشف نوايا طرف التحالف

عمّان – المساء برس| قال المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث إن هناك تقدماً ملموساً في تنفيذ اتفاق الحديدة بشأن إعادة الانتشار، معلناً أنه سيعرض التفاصيل الفنية للمرحلة الأولى من إعادة الانتشار على الطرفين في لجنة تنسيق إعادة الانتشار للتصديق عليها.
ورحب غريفيث في بيان له يوم أمس، وحصل “المساء برس” على نسخة منه، بما وصفه بـ”التقدم الذي أحرزه الطرفان”، مؤكداً إنه يتطلع إلى سرعة التصديق على الخطة “من قبل لجنة تنسيق إعادة الانتشار وأن يمهد هذا التقدم الطريق نحو التوصل إلى حل سياسي شامل في اليمن”.
غريفيث قال إن هذا التقدم جاء عقب “نقاشات بناءة مع الطرفين” في إشارة إلى طرف صنعاء وطرف الرياض، وفيما لم يصدر أي تعليق من قبل طرف صنعاء على تصريحات غريفيث، سارع وفد “الشرعية” المفاوض إلى التشكيك في تصريحات المبعوث الأممي ونسفها قبل البدء بمشاهدتها على أرض الواقع، حيث قال عضو الوفد المفاوض عن “الشرعية” عسكر زعيل إن جهود المبعوث الأممي كمن يحرث في البحر، وهي إشارة فُهمت على نطاق واسع أنها تنصل من تنفيذ ما تم التوافق عليه، في حين اعتبرها مراقبون أنها “زلة لسان من الطرف الموالي للرياض كشفت عما كان يريد عسكر زعيل الاعتراف به”، وأضاف المراقبون في حديث لـ”المساء برس” إن وفد “الشرعية” يبدو أنه أراد القول أن غريفيث وجهوده بالنسبة للشرعية هي بلا فائدة وليس لها قيمة وأنه مهما فعل ومهما انتزع من موافقات من طرف التحالف بشأن اتفاق الحديدة فإنه في نهاية الأمر سيصطدم بعدم تنفيذها على أرض الواقع من قبل الطرف الذي يعتبر أن هذه الجهود هي “كمن يحرث في البحر”.


وفد الشرعية وعلى لسان “زعيل” أكد أن طرف الرياض الذي يمثله وفد “حكومة الشرعية” وقيادات “الشرعية” لن يوقف الحرب ويتجه للسلام إلا بعد استئصال ما وصفه بـ”الإرهاب الحوثي” وسواءً كان ذلك في “هذا الجيل أو الآخر”، وقال زعيل في تغريدة على حسابه بتويتر “وما هو مهم ويجب ان تعرفوه سيد مارتن ان جرحا غائرا في الجسد اليمني لن يبرأ الا باستئصال هذا الاٍرهاب الحوثي الذي قد اقسم الجنين في بطن امه والرضيع في حضنها بالقضاء عليه هذا الجيل او الاخر مهما كانت المشاريع الضيقة او الصفقات المشبوهة فاننا شعب لايقبل الاٍرهاب ويتوق الى السلام”.

“الشرعية ووفدها خارج التغطية”

يبدو أن مباحثات غريفيث التي أجراها الرجل مؤخراً كانت مع من يقود “الشرعية” وليس مع “الشرعية” ذاتها، وبمعنى آخر فإن غريفيث ذهب للبحث عن انتزاع موافقة من قبل السعوديين أنفسهم بكونهم أصحاب القرار الحقيقيين بعد الولايات المتحدة الأمريكية، ما يعني أن تصريحات وردود فعل طرف “وفد الرياض” على بيان المبعوث الأممي نابعة عن قلة معرفة ودراية بما دار بين غريفيث والسعوديين وباطلاع ومعرفة أمريكية، ولعل ذلك ما يكشفه تصريح وزارة الخارجية الأمريكية اليوم والتي قالت إن وزير الخارجية مايك بومبيو شكر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على دعم الرياض لجهود المبعوث الدولي إلى اليمن، علماً أن هذا التصريح الأمريكي جاء بعد ساعات من بيان المبعوث الأممي، وهو ما يشير إلى أن موافقة الطرف الآخر التي انتزعها غريفيث كانت من الأمريكيين والذين بدورهم تخاطبوا مع الرياض ويبدو أن جهوداً أممية عليا كانت كما يبدو أكبر من غريفيث مورست على واشنطن للقبول بالخطة أولاً والقيام بمهمة مخاطبة الرياض للقبول بها، لعلمها – أي الأمم المتحدة – أن قرار الرياض بيد واشنطن، في حين تبقى “الشرعية” هي آخر ما تفكر فيه الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن.


الأكثر من ذلك هو تصريح ناطق الحكومة المنفية “الشرعية” راجح بادي والذي قال إن “الحكومة لم تصلها أية أخبار من المبعوث الأممي غريفيث بشأن إعادة الانتشار”، ويبدو أن الرجل صادق في كلامه، إذ إن جهود المبعوث الأممي تتم مع أصحاب القرار في صنعاء وفي الرياض، وبالتالي ليس بالضرورة أن يضيع غريفيث وقته مع “الشرعية” التي سواءً وافقت أو رفضت فهي لا تقدم ولا تأخر وليس بيدها شيء.
بادي قال أيضاً – تعليقاً على تصريحات محمد علي الحوثي التي نشرت جزءاً منها أسوشيتد برس – “ما صدر مؤخراً من تصريحات قيادات الحوثي، هو تنصل عن اتفاق السويد وإعلان حرب”، محذراً من “انفجار الوضع مجدداً بالحديدة” على الرغم من أن تصريحات الحوثي لم تحمل أي تهديد أو إشارات تدل على أن شيئاً تغير في موقف طرف صنعاء.

قد يعجبك ايضا