حوار لـ”حسين حازب” يكشف أسرار “أحداث ديسمبر 2017”

العربي – المساء برس| حوار: جميل الجعدبي
منذ ظهوره الإعلامي يتلو أول بيان لأول اجتماع للجنة العامة لـ«المؤتمر الشعبي العام»، بعد أكثر من 30 يوماً على ما يمكن تسميته «زلزال 4 ديسمبر2017»، تثير مواقف وآراء القيادي في حزب «المؤتمر» وعضو لجنته العامة، الشيخ حسين على حازب، موجات جدل واسعة على سطح المشهد السياسي (المؤتمري- المؤتمري) والمشهد السياسي اليمني بشكل عام، ومن بين بيئة اجتماعية جمعت بين أعراف القبيلة وجديد المدينة، وسجلت تجارب وخبرات ادارية وتربوية حافلة ومتنقلة بين محافظات مأرب، الجوف، صنعاء، تعز، ومن ثنايا مدرسة سياسية تتصف بالوسطية والاعتدال، ينسج حازب مواقفه – أو هكذا تبدو- انطلاقاً من هذه القواعد، فيضع كل قضية في سياقها التاريخي «حرب خارجية على اليمن، خلافات وصراع يمني، لوائح وأنظمة وقوانين»، ..!
يرأس حازب الدائرة التربوية والتعليمية بالأمانة العامة لـ«المؤتمر الشعبي العام»، وهو عضو لجنته العامة منذ عام 1995، ومنذ خوضه غمار المعترك السياسي (علناً) عبر بوابة حزبه عام 2006، تتسّم أراء حازب بالقوّة والإثارة بما فيها أراءه داخل حزبه، والتي تصل أحيانا حد الاختلاف والمعارضة، لكنه مع ذلك يبدوا ملتزماً بالقرار الجماعي.
عرف عن القيادي «المؤتمري» حسين حازب، توجيهه انتقادات لقيادة حزبه سواء في الاجتماعات أو في وسائل الإعلام، ويعد ثالث ثلاثة أعضاء داخل اللجنة العامة (أعلى هيئة قيادية للمؤتمر) رفضوا فكرة الأقاليم، حينما تم إقرار موقف «المؤتمر» من القضية أثناء «مؤتمر الحوار الوطني»، والذي رأس حازب خلاله فريق «المؤتمر» وحلفاءه ضمن فريق «قضية صعدة». وفي تلك الفترة أبرمت في منزله أغلب محاضر قرارات فريق «قضية صعدة»، وكانت أراء «العم حسين» يومها بمثابة حلّ وسط كلّما انسدّ أفق المشاورات، وتصادمت الرؤى بين ممثلي «أنصار الله» و«الإصلاح» و«السلفيين».
خلافا لآخرين من رفاقه في الحزب والحكومة آثروا التزام الصمت تجاه قضايا يعتقد أن الكلام حولها محرّم في هذه المرحلة، تلقى أراء القيادي المؤتمري حازب، والذي يشغل منصب وزير التعليم العالي في حكومة «الإنقاذ»، تلقي ردود أفعال صاخبة تنقسم ما بين التأييد والرفض وتصل أحياناً حد مهاجمة حازب بحدّة، وفقدانه للكثير من أصدقائه على خلفية هذه المواقف والآراء!
موقع «العربي» حاول نبش أوراق السياسي اليمني المثير للجدل، حسين حازب، بما تيسّر من تفاصيل وأسرار وكواليس احداث ديسمبر 2017، في ذكراها الأولى، وذلك في سياق الحوار التالي:

لنبدأ من قبل عام، بماذا يمكن أن يصف لنا القيادي المؤتمري حسين حازب أحداث ديسمبر 2017، والتي قتل فيها رئيس المؤتمر، على عبدالله صالح، وأمينه العام عارف الزوكا؟

يمكن وصف ذلك الحدث بأنه زلزال كبير ضرب الوطن و«المؤتمر الشعبي العام» وقياداته وقواعده، باستشهاد رئيس «المؤتمر الشعبي العام» الزعيم علي عبدالله صالح، واستشهاد الأمين العام «للمؤتمر» المناضل عارف عوض الزوكا في 4 ديسمبر 2017، وسبّب هذا الزلزال تداعيات خطيرة كانت ستقضي على كلّ شيء، وفِي المقدمة صمود الجبهة الداخلية في مواجهة العدوان، وعلى الاتفاق السياسي بين «المؤتمر» و«أنصار الله» الموقّع في يوليو 2016، والذي أعاد مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية والقضائية والشورية إلى الواجهة، وأدارت الشأن العام وفقا للدستور والقانون، وتحويل العمل من إدارة الثورة إلى إدارة الدولة، فزلزال ديسمبر لم يضرب المؤتمر وحده، ولكن حتى «أنصار الله» تأثروا من تداعياته، وكشف عن ظهور قوى وأفراد من «المؤتمر» يريدون ركوب الموجة واستغلال 4 ديسمبر كقميص عثمان للتكسب السياسي والمادي الخ، مما لم يحن الوقت للحديث عنه بوضوح.

على ذكر الاتفاق السياسي لإنشاء «المجلس السياسي الأعلى» بين «المؤتمر» و«أنصار الله» ومشاركتكم في حكومة «الانقاذ الوطني»، يرى البعض أن مواجهات ديسمبر بمثابة فض لهذه الشراكة، وبالتالي يعتبر هذا الرأي بقاءكم في الشراكة خيانة؟

ليست خيانة أبداً، وبقاءنا شركاء في الحكومة يعد واجب وطني مُلح، ذلك لأن استمرارنا في الشراكة فيه حفظ للوطن و«المؤتمر الشعبي العام»، وأحد الأدلة التي تثبت أننا لم ننتقم من وطننا رغم جرحنا ووجعنا وخسارتنا للزعيم والأمين، فاستمرارنا في الحكومة هو حرص منّا أن لا يكون شرف مواجهة العدوان ورفضه ومقاومته حكراً على «أنصار الله»، وبقاءنا في هذه الشراكة يمنح «المؤتمر» وقياداته وقواعده وأنصاره هذا الشرف الكبير الذي دشنه الزعيم والامين، وكثيراً ما حثنا عليه، وهو ما يتوجب علينا مواصلة ما بدأه الزعيم من الثبات، حتى ولو سقط شهيداً في خلاف مع رفيق المواجهة!

أنتم كقيادات «مؤتمرية» كيف واجهتم تداعيات هذا الزلزال؟

من بين أنقاض هذا الزلزال قام الشيخ صادق أبو راس، واللواء يحي الراعي، الأمين العام المساعد، رئيس البرلمان، وبقية أعضاء اللجنة العامة بالوقوف بشجاعة وإقدام لمواجهة تداعيات ما حصل وبحث ما يجب علينا عمله إزاء هذا الحدث الجلل، حيث وضعنا كمجموعة أولويات لمهامنا على مستوى التنظيم، فبدأنا تحت قيادة ابو راس بالتواصل مع أخوتنا لمعرفة أحوالهم وإمكانية اللقاء بهم، وتابعنا تفقد أوضاع كل مؤسسات «المؤتمر» ومبانيه وأوضاع العاملين فيها.

وأين كان حسين حازب باعتباره عضو لجنة عامة في قيادة الحزب؟

يشرفني القول إني كنت أحد أعضاء اللجنة العامة الحاضرين في هذه التحركات، وكنا في البداية عدد محدود لا يتجاوز عدد أصابع اليد، عكفنا على عقد لقاءات عديدة تم فيها تدارس ما حصل، وما الذي يجب علينا عمله بعد الفراغ الكبير الذي تركه استشهاد الزعيم والأمين، وأتذكر في تلك اللحظات الحرجة أن ابو راس وضع أمام الطرف الآخر «أنصار الله» 8 نقاط، وشدد على أهمية التعاطي معها ومعرفة موقف «أنصار الله» منها، لأن بدونها لن تطمئن القيادات لأي خطوة قادمة وذلك بهدف إيقاف التداعيات ومحاولة تطبيع الأوضاع ولملمة الموقف،

من بادر بعمليات التواصل لعقد هذه اللقاءات؟

سبق هذه اللقاءات المحدودة اتصالات هاتفية عديدة بادر بها ابو راس، باتصالات شخصية، كان خلالها يسأل عن حال كل واحد وجد طريقاً أو وسيلة للتواصل به.

وماذا انجزتم عملياً؟

أسفرت تلك اللقاءات عن وقف اغلب التداعيات المؤسفة التي أعقبت 4 ديسمبر، وبدأ حضور وظهور قيادات «المؤتمر» شيئاً فشيئاً. فبعد 34 يوم تقريباً وبعد معالجة كثير من التداعيات، واللقاء الهام لعدد من قيادات «المؤتمر» وفِي المقدمة ابو راس مع رئيس «المجلس السياسي الأعلى» الشهيد الصماد وبعض قيادات «أنصار الله» وكنت أحد المشاركين في اللقاء، تمكنا خلال هذه الفترة الوجيزة، من إطلاق آلاف السياسيين والعسكريين وشخصيات كبيرة وصحفيين وإعلاميين، واستعادة بعض مقرات ومؤسسات «المؤتمر»، كما تم خلال هذه الفترة جمع أقارب الزعيم ببعضهم البعض وترحيل بعض العائلات الى الخارج حسب طلبهم، ومؤخراً إطلاق نجلي الزعيم (صلاح ومدين على عبدالله صالح)، ونجحنا كذلك في إقناع «أنصار الله» بإيقاف ترديد بعض المصطلحات في الإعلام وإلغاء برامج إعلامية تعرفونها.

باعتقادك ما أهمية اجتماع اللجنة العامة في 7 يناير2018؟

اعتقد أن قيادات «المؤتمر» استطاعت في 7 يناير 2018 بعقد ذلك الاجتماع التاريخي، بعد إعلان ميلاد «المؤتمر الشعبي العام» من جديد. نعم هو بمثابة إعلان ميلاد وانبعاث جديد للمؤتمر، من بين أنقاض الفتنة التي أشعلوها من لا خير فيهم وفروا هاربين من لهيبها، (……..) سيكشفهم التاريخ في يوم من الأيام.

هل كانت هناك معارضة على عقد الاجتماع؟

أجزم بأن اجتماع اللجنة العامة في 7 يناير 2018، لو لم يتم في ذلك التاريخ بالذات واليوم والمكان –لا سمح الله- ما كان له أن يتم إلى اليوم، لو تعثر لثلاث ساعات فقط!، وأتذكّر يومها أن (………) هناك من لحق ابو راس الى باب صالة الاجتماع ليؤخره ساعات أو يوم أو يعيقه، إلاّ أنه رفض وضرب الباب بعصاته وأعلن افتتاح الاجتماع.

وهل عقد اجتماع «اللجنة العامة» مكتمل النصاب؟

أولاً أحبّ أت أوضح لك أن الاجتماع عقد بعد أن أعلن رئيس «هيئة الرقابة التنظيمية»، سلامة الإجراءات لبدء الاجتماع، وحينما اكتمل النصاب اللازم لانعقاد «اللجنة العامة» حرصنا على انعقاد الاجتماع التاريخي وسط العاصمة صنعاء وبحضور إعلامي مميز، وصدر عن الاجتماع كما تابعتم أول بيان «للجنة العامة» في ظل غياب الزعيم والأمين، تشرفت بقراءته والمشاركة في صياغته، والذي تم فيه نعي رئيس المؤتمر وأمينه العام بصفة رسمية الى جماهير الشعب.
ملاحظة: لا يزال هناك جزء آخر للحوار سينشر لاحقاً

قد يعجبك ايضا