26 سبتمبر تكشف أخطر أسرار اغتيال الزعيم الحمدي “الموساد وشاهر عبدالحق”

صنعاء – المساء برس| كشفت صحيفة 26 سبتمبر الصادرة من صنعاء عن أسرار بالغة الخطورة تتعلق باغتيال الرئيس الشهيد إبراهيم محمد الحمدي في أكتوبر 77م، منها ما فعلته إسرائيل لعلي عبدالله صالح في أسمره قبل تنفيذ الاغتيال.
المعلومات التي كشفتها الصحيفة في عددها الصادر الخميس الماضي، ورصدها “المساء برس” وردت في حوار أجرته الصحيفة ولأول مرة منذ اغتيال الحمدي، مع العميد الركن أحمد عبدالله منصر صهر الرئيس الحمدي وقائد الحرس الخاص به ونائب قائد المنطقة المركزية.
الحوار الذي نشرته 26 سبتمبر يتكون من ثلاثة أجزاء، الجزء الأول هو ما تم نشره في هذا العدد فقط ويتعلق بعلاقة الزعيم الحمدي بالغشمي وتياره وحادثة الاغتيال ومفاتيح الصندوق الأسود التي لديها المعلومات الكاملة عن الجريمة.
العميد منصر قال في بداية الحوار إنه لم يكن له أي دخل فيما جرى وأنه كان حينها أركان حرب المنطقة المركزية، مضيفاً إن عبدالله الحمدي صدق التقارير التي كانت تعرف عن منصر من الاستخبارات والتي مضمونها أنه كان له علاقة طيبة مع الغشمي وأن الأخير لم يكن يرفض لمنصر أي طلب وهو ما أدى إلى اعتقاد الاستخبارات أنه من جواسيس الغشمي.

    “الحمدي قوى نفوذ اصحاب سنحان على اصحاب حاشد”

وقال منصر إن نفوذ المحسوبين عل قبائل حاشد من بيت الأحمر تسبب في وقوفهم حجر عثرة في طريق التصحيح الذي تبناه الحمدي في النقاط الـ(18) التي وافق عليها الرئيس عبدالرحمن الإرياني واشترط لتنفيذها أن يكون إبراهيم الحمدي بجواره وقام بتعيينه نائباً لرئيس الوزراء ووزيراً للداخلية، مضيفاً إن الحمدي اضطر لتقوية نفوذ الغشمي وآل الأحمر – سنحان، بهدف إضعاف نفوذ الضباط من حاشد.
وأضاف إن إبراهيم الحمدي دفعه إلى الكلية الحربية والتلحق بالدفعة الثانية عشر في الكلية وكان 70% من الملتحقين من أصحاب “أحمر سنحان والموالين للغشمي”، مشيراً إلى أنه استغرب من أن يكون من ضمن الدفعة – البالغ عددها 70 فرد – 10 من جماعة علي عبدالله صالح وهم “علي محسن صالح الأحمر، علي صالح الأحمر، عبدالإله القاضي، صالح الضنين، أحمد أحمد معياد، أحمد محمد معياد، محمد أحمد اسماعيل، محسن صالح اللجيان، حسين صالح السكرتير الخاص لعلي محسن”، مضيفاً إن هؤلاء شكلوا جناح علي عبدالله صالح في القوات المسلحة.

    “علي محسن من قدامى الإخوان وكان يستضيف الزنداني للكلية الحربية وكاد أن يُفصل لولا تدخل صالح”

وقال منصر إن علي محسن كاد أن يفصل من الكلية لولا علي عبدالله صالح، وأضاف حول هذه النقطة “علي محسن كان من قدامى الإخوان المسلمين في اليمن وكان يستضيف عبدالمجيد الزنداني لإلقاء محاضراته على الطلبة وفي يوم من الأيام وأثناء طابور الهتاف الذي دعوت إليه وقت صلاة المغرب وقد كنت حينها مساعد الكلية، أذن مسجد الروضة فقام حمود الحمراء وأقام الصلاة وقام علي محسن ووضع منشفته وصلى بجانبه وخرج كل المنضمين معه في الإخوان للصلاة وتم عمل مكتب بفصلهم لكن توسط علي عبدالله صالح وأنقذه من الفصل”، ويبدو من حديث منصر إن علي محسن لم ينفذ الأوامر العسكرية في طابور الهتاف واستغل أذان المغرب والصلاة وهنا تبين أنه يضم حوله مجموعة من الضباط في الكلية مع الإخوان ولهذا كان سيتم فصلهم، لولا تدخل علي عبدالله صالح.

    “تفاصيل جديدة لاغتيال الحمدي وشقيقه عبدالله تُكشف لأول مرة.. هذه المرة بالأسماء”

يتحدث منصر أن الحمدي في آخر زيارة للسعودية لمناقشة قضايا المغتربين اليمنيين والحدود، سأله صحفي سعودي: أين تنتهي حدود اليمن مع السعودية، فرد عليه الحمدي قائلاً: في الركن اليماني للكعبة، لافتاً إلى أن ذلك من أسباب اغتيال السعودية للحمدي، مضيفاً أيضاً: “ومن ضمن الأسباب تصريحاته القوية في المؤتمر الرباعي حول البحر الأحمر الذي عقد في تعز ثم التقارب بين قيادة شطري اليمن وتصميم الحمدي على النزول إلى عدن وإعلان الوحدة في الذكرى الرابعة عشرة لعيد أكتوبر 77م.
وقال منصر إن الغشمي كان يخطط لاغتيال الحمدي منذ العام 76م، مشيراً إن الغشمي أخذ وفداً معه عام 76م لحضور مؤتمر دول عدم الانحياز في سيرلانكا وأن الغشمي أخذ معه أفضل القادة الذين كانوا مع إبراهيم الحمدي وهم عبدالله الحمدي وعلي قناف زهرة الركنان الأساسيان اللذان يعتمد عليهما إبراهيم الحمدي لإفشال أي مؤامرة عليه، مضيفاً “وفعلاً تم التخلص منهما في نفس اليوم الذي قتل فيه الحمدي”.
ويكشف منصر عن تفاصيل تصفية عبدالله الحمدي قائلاً: “تصفية عبدالله حدثت بعد مشادة مع الغشمي على أساس أن عبدالله الحمدي كُلف بالنزول إلى أبين نفس الذي حصل في يوم الوحدة 90م، باصهيب ينتقل إلى ذمار والعمالقة مع الجايفي ينتقل إلى أبين هي كانت خطة إبراهيم الحمدي، المهم كلف الرئيس إبراهيم الحمدي، شقيقه عبدالله بالانتقال إلى أبين وقد اعترض على صرف عشر سيارات جديدة له إذ كيف يُنقل إلى أبين بعشر سيارات وطلب ثلاثين سيارة وكان المتصرف بالتوجيهات الغشمي بناء على توجيهات الرئيس الحمدي، وفعلاً كان هناك ثقة غير عادية منحها الرئيس الحمدي للغشمي وأنا كنت في القاهرة علمت من السفير الحدي أنه عندما جاؤوا وخصصوا السيارات لعبدالله الحمدي وعددها عشر فقال أنا أشتي ثلاثين سيارة وإلا فلن أنزل وحنق ومشى وهم في قرارات التصفيات قد رأوا أنه لابد من تصفية عبدالله الحمدي”.
وعن إجابته عن سؤال الصحيفة بـ”هم.. من هم؟” الذين تحدث عنهم منصر بأنهم قرروا تصفية عبدالله، قال العميد منصر: “هم كانوا مصممين على تصفية عبدالله قبل إبراهيم لأن عبدالله كان بإمكانه أن يعمل ثورة داخل صنعاء ولهذا كلفوا واحداً من القيادات العسكرية الكبيرة الذين لهم علاقات كبيرة ببيت الحمدي لما لهم على هذا الشخص من فضل وجميل كبير”، وحين سألت الصحيفة عن اسم هذا الشخص، رفض منصر الإجابة بحجة أنه قد مات، وأعقبت الصحيفة بالقول: ولأنه قد مات وحتى لا تموت الحقيقة نريد الاسم للتاريخ، فما كان من العميد منصر إلا أن كشف اسم قاتل عبدالله الحمدي وهو: حمود قطينة.
لكن الصحيفة أيضاً عرجت إلى علاقة علي قطينة بالجريمة، فأجاب منصر بالقول: “علي قطينة لحق مع علي عبدالله صالح بعد إبراهيم الحمدي إلى بيت الغشمي أما حمود قطينة فقد لحق بعبدالله الحمدي لتصفيته وجاء له بالحيلة لتطمينه وقال خلاص عبدالعزيز عبدالغني عاد من الخارج والغشمي معه ختان ابنه وهم ضيوف كلهم عنده وما بش داعي للحنق الغشمي من أخلص القيادات للرئيس وستأخذ السيارات التي تريد”.
ويضيف منصر أيضاً “قتل عبدالله الحمدي قبل أخيه الرئيس إبراهيم بساعة ونصف وحين وصلوا إلى بيت الغشمي وسألوا عن عبدالله الحمدي في بيت الغشمي قال لهم قد خرج من الباب الثاني وراح ثلا وسُمع صوت إطلاق رصاص وكانت طلقة أطلقها عبدالله الحمدي على عبدالله الكول، أثناء مقاومته وقت تصفيته”.
وعن مكان مقتل عبدالله الحمدي قال منصر إنه “قتل في نفس المكان الذي قتل فيه إبراهيم الحمدي في بيت الغشمي الذي قبلي السفارة السعودية في فلة وراء هذا البيت كان أحمد الغشمي يعقد فيها الاجتماعات السرية”.

    “بيت علي صالح في الصافية جوار السفارة السعودية هو ملك الغشمي في الأصل”

وكانت الصحيفة قد سألت منصر بأن هناك من يقول إن الاغتيال تم في بيت علي عبدالله صالح جوار السفارة السعودية حالياً في منطقة الصافية، لكن منصر قال إن الفلتان هما ملك لأحمد حسين الغشمي وأنهما كانتا داخل حوش واحد وهما للغشمي وليسا لعلي عبدالله صالح، وأن صالح كان منزله في شارع الدفاع حينها، مؤكداً بالقول إن “علي عبدالله صالح أنكر كثيراً تواجده في صنعاء أثناء الغداء في بيت الغضمي ومقتل الحمدي، لكن الحقيقة أنه كان موجوداً في الغداء وكان اسمه مدرجاً ضمن الوفد المرافق للرئيس الحمدي للنزول إلى عدن”.
وجدد منصر تأكيد علاقة علي عبدالله صالح باغتيال الحمدي بالقول: “أؤكد لكم أن علي عبدالله صالح كان موجوداً منذ الصباح ومهيئاً نفسه للإشراف على الإذاعة والتلفزيون والقيادة وقراش الدبابات، كان موجوداً في صنعاء، حين يقول لكم أنه لم يكن في القيادة هذا غير صحيح، وقد أكد لي ذلك اللواء علي صلاح وقال إن علي عبدالله صالح كان متواجداً في صنعاء من عشية 11 أكتوبر وهو أعد كل شيء”.

    “الذي نقل جثة الحمدي هو من أخبر منصر بتفاصيل الاغتيال”

وأكد منصر أن المعلومات التي تحدث بها للصحيفة تابعها بنفسه وعاش بعضها بحكم كونه من أقرباء بيت الحمدي وبحكم مصاهرتهم، وأضاف: “علاقتي بأحمد عامر الذي كلفه محمد خميس بنقل جثة الشهيد الحمدي وأخيه وقد أخبرني بالكثير بحكم زمالتنا كدفعة واحدة ولأننا كنا نسكن في بيت واحد وكان يحكي لي الكثير من القصص أما بعض تلك الحقائق فقد حصلت عليها من علي قطينة ونحن معاً مرقدين مع ستة ضباط ضربهم داخل مبنى القيادة ومن ضمن ما حدثني به تواجد علي عبدالله صالح في الغداء وكذلك أنه لولا تدخله لكان مصيري الاختفاء أو الموت”.

    “التخطيط لاغتيال الحمدي تم خارج اليمن”

وعن سؤال الصحيفة “كيف ومتى تم وضع خطة الاغتيال ومن هم المنفذون للجريمة”، أجاب منصر بأنه لا يعرف كيف تم وضع الخطة، وأما عن الجزء الآخر من السؤال وهو “متى تم وضع الخطة والمنفذون” تحدث العميد قائلاً: “الأمر أعد له أثناء مؤتمر عدم الانحياز في سيرلانكا واشترك فيه الغشمي ومجموعة من الضباط، وكان يتردد اسم علي عبدالله صالح ضمنهم باستمرار”، وأضاف منصر: “الذي حصل إن احمد الغشمي كان مكلفاً بزيارة رسمية عسكرية على رأس وفد عسكري إلى فرنسا لشراء دبابات ثم تعيين علي قناف زهرة قائداً عليهن وقد صمم أحمد الغشمي أن يصطحب معه اثنين ممن تم تصفيتهم في نفس يوم قتل الحمدي وهما عبدالله الحمدي وعلي قناف زهرة، ورفض الغشمي السفر إلى فرنسا إلا بهما الاثنين (…) وصلوا إلى القاهرة وبقيوا يوم واحد ترانزيت ثم غادروا إلى فرنسا لكن الغشمي لم يحضر معهم إلا جلسة واحدة وتركهم وعاد إلى القاهرة، حسن السحولي الذي كان سفيراً في القاهرة أخبرني حينها أن الغشمي يبيت لشيء.. وعاد الغشمي ومعه محمد يحيى الآنسي فقط إلى صنعاء، والآنسي هو أحد مفاتيح الصندوق الأسود للحقيقة الكاملة وأنصحكم أن تسألوه وستكونون محظوظين الحقوه قبل أن يموت فقد كان السكرتير الخاص للغشمي وأحد الحاضرين يوم مقتل الحمدي”.
وقال منصر إن من ضمن الأسماء التي تعد من مفاتيح الصندوق الأسود لاغتيال الحمدي “محمد يحيى الحاوري ومحمد أحمد الجنيد وكان حاضراً يوم تنفيذ المؤامرة وهو الذي أدخل إبراهيم الحمدي إلى بيت الغشمي وصل الاثنان معاً، الحقوه قبل أن يموت ومنهم أيضاً محمد النزيلي السكرتير الخاص للشهيد إبراهيم الحمدي وكان لا يفارقه إلا يوم الحادثة، والنزيلي لا يزال على قيد الحياة وموجود في المحويت ولديه فندق هناك”.

    “العميل الإسرائيلي شاهر عبدالحق وفكرة الفتيات الفرنسيات عنصر رئيسي في المؤامرة”

لم يكن أحد يتخيل أن رجل الأعمال اليمني المعروف شاهر عبدالحق، هو عميل للموساد الإسرائيلي ومشترك رئيسي في مؤامرة اغتيال الحمدي، هكذا يكشف العميد منصر عن علاقة عبدالحق بالجريمة قائلاً: “فكرة المجيء بالفرنسيتين بهدف التشويه، هذه كانت نتيجة الزيارة التي قام بها الغشمي لفرنسا وعودته السريعة بغير الطاقم الذي ذهب به لقد عاد بمجموعة من المتآمرين منهم شاهر عبدالحق وهو أحد ركائز المؤامرة وقد كان حاقداً على الحمدي بسبب فندق سبأ، والقصة أنه أول ما جاء شاهر عبدالحق تكفل ببناء فندق سبأ للرئيس السلال وظل البناء غير مكتمل حتى جاء الرئيس الحمدي فحاسبه واحتجزه لأن تكليف السلال ببناء الفندق منح عبدالحق الكثير من الامتيازات والإعفاءات من الرسوم الجمركية فاحتجزه الرئيس الحمدي وقال له إما أن تكمل بناء الفندق أو تسلم المشروع لغيرك ونحملك الغرامة للتأخير، ولم يتركه حتى تم بناء الفندق، وشاهر عبدالحق كان عميلاً لإسرائيل واستخدام النساء إحدى وسائل الموساد الإسرائيلي”.
وتعقب الصحيفة على هذه المعلومات بالقول: “أكيد فقد عثرنا على مجموعة رسائل لعلي عبدالله صالح تتضمن فضائح وشجار على حاجات نترفع عن نشرها وقد وصلتنا رسالة من أنصار الله عبارة عن برقية عثروا عليها في القمامة يوم اقتحام المنزل شاء الله أن لا ينالها الإتلاف والحريق الذي قام به قبل وصول أنصار الله إليها، مضمون البرقية تنص في رسالة من الخارجية السعودية إلى الهديان بالاعتناء والاهتمام بعلي عبدالله صالح قائلين أنه رجلهم وأنه شريك في قتل الحمدي مع آل الغشمي”.

    “السعودية استخدمت حتى النساء كوسيلة لإبقاء اليمن تحت سيطرتها”

أثناء محاورة الصحيفة للعميد منصر، قال الأخير إنه تذكر قصة ولكنه يتحاشى ذكرها، ثم أعقب قائلاً: “تتعلق بالفرنسيا أيضاً ولها صلة بالاستخبارات السعودية ومستشار الملك فيصل للجنة الخاصة باليمن وصالح الهديان، وإحدى النساء التي وظفتها الاستخبارات السعودية كجاسوسة في اليمن، ولن أضيف الكثير اسألوا عنها محسن اليوسفي وزير الداخلية الأسبق فقد كان لها علاقة مع الهديان”، وحين سألته الصحيفة “هل تظن أن ثمة سبباً شخصياً وثأرياً دفع صالح الهديان إلى العزم على تصفية الحمدي وتشويه سمعته بالفرنسيات؟”، أجاب منصر: “أظن هذا أحد الأسباب لكن هناك أسباب أهم تتعلق بكاريزما الرئيس الحمدي وصفاته القيادية التي تأبى أن يسيره آل سعود ويديرونه كما يريدون”.
بقية تفاصيل الحوار تجدونها في هذه الصور:

قد يعجبك ايضا