صنعاء تسعى لسحب تمثيل “بن مبارك” لمقعد اليمن بالأمم المتحدة

صنعاء – المساء برس| على وقع التطورات في الوضع السياسي والدبلوماسي لسلطة صنعاء مع الأمم المتحدة والآخذة في الازدياد واتجاه المنظمة الدولية نحو التعاطي مع سلطة صنعاء رسمياً في أكثر من ملف والاعتراف بها شيئاً فشيئاً، اتجهت الأخيرة نحو تصعيد خطابها السياسي والدبلوماسي للأمم المتحدة، في محاولة لكسب ورقة سياسية بالغة الأهمية، تتمثل بسحب منصب ممثل اليمن لدى الأمم المتحدة من يد “الشرعية”.
وحسب مصادر سياسية رفيعة في صنعاء أفادت لـ”المساء برس” فإن وزارة الخارجية في حكومة الإنقاذ وجدت أمامها فرصة سانحة لتحقيق مكسب دبلوماسي كبير وهو المطالبة بسحب منصب ممثل اليمن في الأمم المتحدة من سلطة “الشرعية” المنفية خارج اليمن و”غير المعترف بها شعبياً كون من يشغل هذا المنصب وهو سفير اليمن لدى واشنطن أحمد عوض بن مبارك، والمُعين من قبل الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي”، والذي يترأس سلطة تحت اسم “السلطة الشرعية المعترف بها دولياً” في حين “لم يعد لها من هذه السلطة سوى الاسم فقط” حسب تصريح المصدر.
ووفقاً للمعلومات الواردة فإن نائب وزير الخارجية في “حكومة الإنقاذ” حسين العزي يقود حراكاً دبلوماسياً من صنعاء لدى الأمم المتحدة يهدف من خلاله تحقيق مكسب سياسي ودبلوماسي لسلطة صنعاء عبر المطالبة رسمياً بإنهاء تمثيل السفير أحمد عوض بن مبارك للجمهورية اليمنية بالأمم المتحدة والقبول بشخصية يتم تعيينها من سلطة صنعاء لشغل مقعد اليمن الدائم في الأمم المتحدة.
كما تؤكد المعلومات التي حصل “المساء برس” عليها من المصدر السياسي الرفيع إن تحركات حسين العزي جاءت بعد تلقي صنعاء إشارات إيجابية من الأمم المتحدة بخصوص وضع “الشرعية” أمام الأمم المتحدة والتي لم تعد ترى في هادي وحكومته أي مشروعية قانونية لبقائهم ممثلين عن اليمن، وأن “تأكيدات أممية أُبلغت بها صنعاء بأن سلطة الشرعية باتت في وضع قانوني غير سليم ولم تعد ممثلاً حقيقياً لمصالح الشعب اليمني”، وهي إشارات فُهمت في صنعاء على أنها ضوء أخضر لتحرك المجلس السياسي وحكومته دبلوماسياً وسياسياً، خصوصاً بعد أن أكدت مؤسسات دولية تابعة للأمم المتحدة لخارجية “الإنقاذ” أنها أوقفت تعاملها مع هادي وشرعيته وأن “الاعتراف الأممي بالشرعية في اليمن لم يعد سوى اعتراف شكلي لا أكثر”.
ما يؤكد صحة تلك المعلومات، هو ما قاله حسين العزي نفسه، والذي غرّد في صفحته على تويتر أمس الأحد مطالباً الأمم المتحدة بسرعة إنهاء تمثيل اليمن بالأمم المتحدة والذي وصفه بـ”التمثيل الكاذب والمخادع والهزيل والوهمي والغير منطقي للجمهورية”، مشيراً إلى أن الأوان قد حان “للشعب اليمني أن يستعيد حقه الطبيعي في شغل مقعده الدائم في الأمم المتحدة أو على الأقل آن الأوان لأن تستقبل – يقصد الأمم المتحدة – من يمثل وجهة نظر 24 مليون يمني يعيشون في إطار سلطة العاصمة اليمنية صنعاء”.
وكان اللافت في تغريدات نائب خارجية صنعاء يوم أمس، تلميحاته بأن الأمم المتحدة أكدت لسلطة صنعاء أن وجود بن مبارك ممثلاً عن مقعد اليمن في الأمم المتحدة هو مجرد إجراء شكلي ولم يعد له قيمة في الحقيقة أمام المنظمة الدولية وربما لم يعد كذلك حتى أمام مجلس الأمن الدولي، وهو تلميح واضح أعلنه “العزي” حين غرد منتقداً “استمرار الأمم المتحدة السماح بشغل مقعد الجمهورية اليمنية فيها (مقعد الشعب اليمني) من قبل شخص لا يمثل إلا نفسه ومجموعة من اللصوص والمرتزقة فإن المعنى يصبح أن الأمم المتحدة مستمرة في توجيه الإهانة المتعمدة لشعبنا اليمني العظيم، ستبقى هذه هي الحقيقة مهما أوحت بالعكس ومهما أكدت شكلية الإجراء”، حيث يرى مراقبون أن إيراد العزي عبارة “مهما أوحت بالعكس ومهما أكدت شكلية الإجراء” تصريحاً واضحاً بأن صنعاء تلقت رداً من الأمم المتحدة أن بن مبارك وتمثيله لليمن هو مجرد إجراء شكلي بالنسبة لها.
وفيما يبدو أنه اتجاه نحو تصعيد خطاب صنعاء للأمم المتحدة عبر وزارة الخارجية، وصف العزي استمرار سماح الأمم المتحدة لشغل منصب مقعد اليمن الدائم لديها لشخص لا يمثل الشعب اليمني – حسب تغريدة سابقة له – بأنه “معيب”، مطالباً إياها بـ”وقف سرقة مقعد الجمهورية اليمنية لديها”.
ولفت العزي إلى أنه “من المعيب أن تتعامل الأمم المتحدة مع مقعد الشعب اليمني على هذا النحو وتقبل بمن يدعي الشرعية وهو لايؤمن بمصدرها لابل ويصفق لمن يقتل ويحاصر ويدمر هذا المصدر (الشعب)”، وأضاف: “الشرعية في اليمن مصدرها الشعب اليمني وليس دول العدوان وقطعان القاعدة وداعش ومجاميع الفساد واللصوصية والارتزاق”.

قد يعجبك ايضا