الشأن اليمني يعود إلى الواجهة فرنسا تهاجم الرياض عبر “فرانس برس”

باريس – المساء برس| قالت وكالة أنباء فرنسية إن أزمة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي أحرجت السعودية لكنها لم تقيد يديها في اليمن.
وأشارت وكالة “فرانس برس” الفرنسية إلى أن الجريمة الأخيرة التي ارتكبها طيران التحالف الأربعاء الماضي في مديرية بيت الفقيه جنوب محافظة الحديدة وأدت إلى مقتل “24 مدنياً على الأقل حين تم استهدافهم بإحدى الغارات أثناء تواجدهم في مصنع لتعليب الخضار في منطقة المسعودي بيت الفقيه”، أشارت الوكالة إلى أن هذه الغارات لم تحظَ بأي اهتمام عالمي يذكر.
وقالت الوكالة إن السعودية “تخضع حاليا لضغوط كبيرة بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي … ورغم ذلك، يستبعد محللون أن يسلّط مقتل خاشقجي الضوء على سياسات الرياض الإقليمية، ما يترك المدنيين اليمنيين وحدهم يقاتلون للنجاة من المعارك، والمجاعة، ومن انهيار اقتصادي قد يؤدي إلى نتائج مميتة أيضا، كالحرب”.
ونقلت الوكالة الفرنسية عن الباحث اليمني المقيم في واشنطن فارع المسلمي قوله إن السعودية تعرّضت لانتقادات بسبب مقتل جمال خاشقجي “أكثر مما تعرضت له عبر السنوات الماضية بسبب حرب اليمن”، مضيفاً “بالنسبة لأي حكومة، فإنها (قضية خاشقجي) لعبة علاقات عامة سهلة، حتى لو أنها متورطة في اليمن منذ سنوات”، في إشارة الى الغضب الذي عبرّت عنه عدة دول في الإعلام إزاء مقتل خاشقجي، بينما ظلّت تتجاهل دورها في حرب اليمن؟، حسب الوكالة.
وقالت الوكالة إن ولي عهد الرياض محمد بن سلمان “المهندس الرئيسي للحرب التي تقودها السعودية مع تحالف واسع ضد الحوثيين في اليمن”، لافتة إلى أن التحالف الذي يسيطر على المجال الجوي اليمني ويفرض حصاراً يتقلب في شدته على موانئ البلاد ومطاراتها، وأن التحالف يبرر هذا الحصار أنه “ضروري لمنع تهريب أسلحة إيرانية إلى الحوثيين”.
وأضافت “فرانس برس”: “ومن غير المرجح أن يتعرض ولي العهد السعودي لانتقادات لدوره في الحرب في اليمن، بحسب محللين، خصوصا أن السعودية، التي تنفّذ طائراتها غالبية الضربات المؤيدة أحيانا لسقوط ضحايا مدنيين، هي في الوقت ذاته أكبر مانح لليمن، أفقر دول شبه الجزيرة العربية”، لافتة إلى أن “التدخل السعودي، قتل في اليمن نحو 10 آلاف شخص غالبيتهم من المدنيين، بحسب منظمة الصحة العالمية، بينما تقدّر منظمات حقوقية اخرى أن العدد قد يصل إلى 50 ألف شخص”.
وأوردت الوكالة التعاطي الدولي مع السعودية على إثر مقتل خاشقجي فيما يخص استمرار دعمها لحربها في اليمن وبيعها للأسلحة، حيث أشارت إلى ما أعلنه معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام والذي أكد أن “98% من الأسلحة التي تستوردها الرياض تأتي من الولايات المتحدة وأوروبا”.
وقالت “فرانس برس”: “وكانت ألمانيا أعلنت الأسبوع الماضي أنها علقت بيع السلاح للسعودية بعد مقتل خاشقجي، بينما اتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون – ضمنا – ألمانيا بانتهاج سياسة ديماغوجية عبر الطلب من الأوروبيين وقف بيع السلاح إلى الرياض، لكن فرنسا وألمانيا عادتا السبت للإعلان أنهما تؤيدان موقفا منسقا على المستوى الأوروبي بشأن عقوبات محتملة على الرياض بعد مقتل خاشقجي”.
وفيما يخص واشنطن أشارت الوكالة إلى أنها رفضت التخلي عن السعودية كشريك تجاري، لافتة إلى ما سبق وأعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أن الرياض “اشترت أسلحة بقيمة 110 مليارات دولار من الولايات المتحدة”.
وأشارت الوكالة إلى أنه “ومنذ التدخل السعودي في اليمن عام 2015، قدّمت القوات العسكرية الأمريكية مساعدات إلى التحالف تتمثل بمساعدات في الاستهداف الجوي وتبادل المعلومات الاستخباراتية، وإعادة التزود بالوقود في الجو”، مشيرة إلى أن وظيفة خاشقجي ككاتب مقالات في إحدى أهم الصحف الأمريكية إلى إعطاء مقتله اهتماماً دولياً كبيراً، مضيفة: “بينما تتخوّف منظمات حقوقية من أن العالقين في الحرب التي تلعب السعودية دورا مركزيا فيها، سيبقون في الهامش”، لافتة إلى ما قالته الباحثة في شؤون اليمن بمنظمة هيومن رايتس ووتش كريستين بيكرلي من أن “كل ضحية لضربة غير قانونية يشنّها التحالف السعودي في اليمن تستحق الاهتمام كقضية مقتل كاتب في واشنطن بوست … عريس وحفل زفافه. طفل يقبع في السجن. قرويون يقومون بحفر بئر. حشود في السوق. كلهم قتلوا أو أصيبوا في غارات شنها التحالف الذي تقوده السعودية … لم تكن أي من جرائم الحرب هذه في اليمن قادرة على إثارة الدرجة نفسها من الغضب الدولي الذي تسبب به مقتل خاشقجي في الأسابيع القليلة الماضية”.

قد يعجبك ايضا