سقطرى: لم يتم الاتفاق بن دغر في ورطة ودعوات لإعلان وقف التحالف والحرب

المساء برس – تقرير خاص| دعا ناشطون وسياسيون في مواقع التواصل الاجتماعي المسؤولين في حكومة المنفى الموالية للرياض وعلى رأسها رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر إلى الإعلان فوراً ونيابة عن الرئيس هادي عن وقف الحرب في اليمن وتعليق عمليات التحالف العسكرية ورفع الحظر كلياً.
ورصد “المساء برس” دعوات لعدد من الناشطين السياسيين والصحفيين يخاطبون فيها رئيس حكومة المنفى الموالية للرياض أحمد عبيد بن دغر بالظهور على أي وسيلة إعلامية أو تسجيل مقطع مرئي ونشره على وسائل التواصل الاجتماعي وأن يعلن بالصوت والصورة أن الرئيس عبدربه منصور هادي خاضع للإقامة الجبرية في العاصمة السعودية الرياض ولا يستطيع اتخاذ أي قرار، وأن عمليات التحالف العربي العسكرية في اليمن والتي دعا إليها الرئيس هادي في مارس 2015 تحولت إلى ممارسات احتلال علني بالقوة العسكرية وانتهاك لسيادة أراضي الجمهورية اليمنية الدولة العضو في الجامعة العربية والأمم المتحدة.
كما طالب الناشطون من رئيس حكومة هادي أن يعلن فوراً، ونيابة عن الرئيس المحتجز في الرياض، عن وقف الحرب في اليمن كلياً وتعليق عمليات التحالف العسكري في اليمن ورفع الحظر كلياً براً وبحراً وجواً، وأن هذا الإعلان يعتبر قراراً رسمياً من أعلى سلطة في اليمن معترف بها دولياً والدعوة لمصالحة وطنية مع كافة الأطراف ووقف إطلاق النار في كافة الجبهات من قبل طرفي الصراع، ووقف شرعية أي تدخل عسكري خارجي في اليمن.
وأشار الناشطون في دعواتهم إلى أن ظهور بن دغر على وسائل الإعلام وهو يعلن أن الرئيس هادي محتجز وأنه بالنيابة عنه يعلن تعليق عمليات التحالف العسكرية في اليمن سيمنحه وقوفاً دولياً كبيراً إلى جانبه وجانب الرئيس هادي ويدفع بأطراف دوليين إلى الضغط على السعودية للإفراج عن هادي ومن معه وعودتهم إلى اليمن وينهي شرعية أي تواجد عسكري لأي قوات أجنبية داخل اليمن.
ولفت الناشطون إلى أن ما فعلته الإمارات في سقطرى قد تجاوز كل الخطوط الحمراء والأعراف الدولية والدبلوماسية وطبيعة العلاقات بين أي بلدين متجاورين، وأن السماح باستمراره يضع المسؤولين عن ذلك ممن شرعنوا لهذا التدخل العسكري في البداية، يضعهم في موقع الإهانة، متسائلين في الوقت ذاته عن “أي سلطة وأي شرعية تدافعون عنها؟ اتركوا هذه السلطة التي أصبح رئيسها تحت الإقامة الجبرية ورئيس حكومتها محبوس”.
إلى ذلك قال الزميل الصحفي رشيد الحداد في منشور على صفحته بالفيس بوك إن الإمارات “التي جاء بها هادي وبن دغر ومن يدعون الشرعية بدون شرعية” تقول لرئيس حكومة هادي بن دغر أن “الخروج من سقطرى ليس كما الدخول”، مضيفاً: “وكأنها تقول له ايضاً (المثل يقول ياغريب خليك اديب).
وخاطب الحداد حكومة هادي ومسؤوليه المحتجزين حتى اللحظة داخل سقطرى بالقول: “احترموا انفسكم انتم يمنيين.. وعودو إلى صوابكم واعلنو ان الإمارات والسعودية ومن ورائهما من الدول تحتل اليمن.. ان كان فيكم ذرة كرامة فاثأروا لكرامتكم وأعلنوا إيقاف الحرب”، مطالباً أيضاً بأن يصدر بن دغر توجهات لممثل اليمن في الأمم المتحدة أن يصدر بياناً في مجلس الأمن يطالب فيه بوقف عمليات التحالف العربي، “إذا لم تستطيعوا أنتم عقد مؤتمر صحافي وإصدار بيان ايقاف الحرب”.
من جانبه كتب الناشط السياسي والقيادي السابق في حزب المؤتمر ياسر اليماني المقيم خارج اليمن، كتب معلقاً على آخر المستجدات في جزيرة سقطرى بعد وصول اللجنة السعودية “تبادل أدوار ومسرحيات لا أكثر ولا أقل.. السعوديه والإمارات متفقين كليا ولديهم مشروع في اليمن وتقاسم مناطق النفوذ بينهما جاري والامارات الوجه القبيح للسعوية”.
الجدير بالذكر أن الوضع الحالي لحكومة هادي لا يزال على حاله، وسط أنباء شبه مؤكدة بأن اللجنة السعودية لم تفعل شيئاً بشأن احتجاز الإمارات لبن دغر ومن معه من الوزراء في سقطرى وعدم السماح له بالمغادرة على خلفية عدم تنفيذ هادي وحكومته بنود اتفاق سري تم بينه وبين الإمارات وبموجبه تم السماح لحكومة بن دغر بالعودة إلى عدن مطلع مارس الماضي بعد أن كانت ممنوعة من العودة، حسب ما أفادت به مصادر مطلعة لـ”المساء برس” يوم أمس.
في السياق ذاته تناقلت مواقع إخبارية تابعة لحزب الإصلاح أنباء تفيد بوصول قوات إماراتية جديدة ومدرعات عسكرية إلى مطار سقطرى بالتزامن مع وجود اللجنة السعودية التي وصلت الجمعة لوقف التوتر والتصعيد السياسي بين حكومة هادي والإمارات بشأن سقطرى، ونقلت المواقع الإخبارية عن “مصادر خاصة” إن الإمارات أرسلت طائرة عسكرية في وقت متأخر من مساء الجمعة محملة بأربع مدرعات وصلت مطار سقطرى رغم وجود اتفاق برعاية سعودية لمغادرة جميع القوات من الجزيرة” حسب ما أوردته تلك المواقع.
وعلى الرغم من أن رئيس حكومة المنفى “بن دغر” غرد على صفحته بتويتر أنه التقى باللجنة السعودية وبحث معها التوتر الذي نشب مع الإمارات وأسبابه وسبل إزالة الأسباب وكيفية الحفاظ على إطار الدور الإماراتي ضمن التحالف بما يحكم العلاقات الأخوية والاستراتيجية، أكدت معلومات واردة من سقطرى أن اللجنة السعودية لم تأتِ لوقف التوتر وإنما جاءت للضغط على بن دغر ووزرائه وأنها على اتفاق كامل مع الإماراتيين وأن كلاً من السعودية والإمارات يريدان تمرير مخطط سبق الاتفاق عليه بينهما بشأن سقطرى وملفات أخرى تتعلق بنفوذ البلدين في اليمن، فيما لا تزال الأوضاع متوترة بين الإصلاح وحكومة هادي من جهة والتحالف من جهة ثانية، ووفقاً للمعلومات فإنه يُعتقد بأن حركة مسؤولي هادي في سقطرى باتت مقيدة جداً وأن احتمالاً كبيراً بأن اتصالاتهم باتت مراقبة وكل تحركاتهم تتم تحت نظر اللجنة السعودية والقوات الإماراتية.

قد يعجبك ايضا