الشائعات تتسبب بفضيحة من العيار الثقيل لـ”العربية” وصحيفة سعودية كبيرة

المساء برس – تقرير خاص| عشية تشييع الرئيس الراحل صالح الصماد السبت الماضي في العاصمة صنعاء، شنت طائرات التحالف الذي تقوده السعودية ضد اليمن غارات جوية على عدة منشئات داخل العاصمة صنعاء بينها استهداف أحد مباني وزارة الداخلية في منطقة الحصبة شمال العاصمة.
وبعد دقائق من الغارات الجوية نشرت وسائل الإعلام السعودية على رأسها قناة العربية والحدث وصحف (سبق الإلكترونية، وقبس، والشرق الأوسط) السعودية بأن الغارة الجوية على وزارة الداخلية “استهدفت تجمعاً لقيادات بارزة في مليشيات الحوثي”، زاعمة أن من بين هذه القيادات نائب وزير الداخلية في حكومة الإنقاذ اللواء عبدالحكيم الخيواني، وقد تناقلت مواقع إخبارية موالية للتحالف تلك المعلومات نقلاً عن الإعلام السعودي، في حين لم يكن استهداف الخيواني أو أي قيادات أمنية في صنعاء سوى مجرد شائعة أطلقها إعلام التحالف مستغلاً الغارات الجوية التي تم تنفيذها على صنعاء.
الإعلام السعودي لم يعد يهتم بمدى مصداقيته في المعلومات التي ينشرها، وقد لوحظ في الآونة الأخيرة ان الإعلام السعودي اتجه لتكرار نشر الشائعات مستخدماً في ذلك عدداً من القنوات والصحف بما فيها صحف سعودية صادرة من لندن كصحيفة الحياة وصحيفة إيلاف وبالنسبة للقنوات تصدرت قناتي العربية والحدث أبرز وسائل الإعلام المرئي السعودي المروج للشائعات ضد حركة أنصار الله وقوات حكومة الإنقاذ والمجلس الرئاسي الحاكم في اليمن والذي يقوده حالياً الرئيس مهدي المشاط خلفاً للرئيس الراحل الصماد.
وفي محاولة لتتبع ما ينشره إعلام السعودية من شائعات في مختلف وسائله الإعلامية، رصد “المساء برس” فضيحة من العيار الثقيل كشفت حقيقة ما تنشره السعودية من معلومات “كاذبة ولا أساس لها من الصحة” حسب متابعين، بهدف خلق حالة من شق الصف داخل حركة أنصار الله من جهة وبين أنصار الله وقيادات حزب المؤتمر المشاركين في السلطة الحاكمة حالياً من جهة ثانية.
وقد تمثلت الفضيحة التي رصدها “المساء برس” بإعلان قناة العربية عشية تشييع الصماد مقتل القيادي في حركة أنصار الله والمعين نائباً لوزير الداخلية اللواء عبدالحكيم الخيواني وقد نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” خبر مقتل الخيواني في حينه، ورغم كثافة الشائعات التي يتم ترويجها ونشرها على أنها معلومات حقيقية في وسائل إعلام السعودية فقد نشرت الصحيفة ذاتها التي كانت قد نقلت خبر مقتل الخيواني، نشرت اليوم شائعة جديدة زعمت فيها أن قيادات أمنية بينها الخيواني فرضت حراسات على مسؤولين في حزب المؤتمر ويشاركون في الحكومة “خوفاً من هروبهم وانضمامهم للتحالف” حسب زعمها.
كما نقلت مواقع إخبارية تم إنشاؤها مؤخراً كـ”وكالة خبر، وكالة 2 ديسمبر، نيوز ماكس ون، ومواقع أخرى” تداولت شائعة جديدة مفادها أن القيادي الأمني عبدالحكيم الخيواني طلب من جنود إحدى النقاط الأمنية في منطقة حزيز منع أحد الوزراء في الحكومة من مغادرة العاصمة”، زاعمة أن وزير الأشغال غالب مطلق كان يريد الخروج لحضور عزاء خارج العاصمة وأنه حين تواصل مع قيادات أمنية احتجاجاً على ذلك تواصل الخيواني بالنقطة الأمنية وأمرهم بإعادة الوزير مطلق إلى منزله وعدم السماح له بالخروج، واللافت أن الموقع الذي نشر الخبر وبقية المواقع الأخرى، كانت قد نشرت عشية تشييع الرئيس الراحل صالح الصماد، خبر مقتل الخيواني في غارة للتحالف على وزارة الداخلية، بل إنها ذهبت لتأكيد الخبر وزعمت أن مصادر كانت في الموقع المستهدف أكدت لهذه المواقع مقتل الخيواني، وهاهي المواقع ذاتها اليوم تنشر شائعة جديدة عن الخيواني ناسية أنها سبق وأن أعلنت مقتله، وهو ما يراه مراقبون أنه أمر طبيعي أن تفضح هذه المواقع الإخبارية نفسها وتكشف عدم مصداقية ما تنشره من معلومات بالنظر إلى الكم الكبير من الشائعات اليومية التي تنشرها على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي بعد نشرها في الوسائل الإعلامية وبعد أن تنشرها أيضاً وسائل إعلام كبيرة تابعة للسعودية.
يذكر أن الحملات اليومية من الأخبار والشائعات التي تنتشر يومياً في مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية المستحدثة وتناقلها بين وسائل إعلام سعودية بينها صحف كبرى وقنوات إخبارية كالعربية والحدث، هذه الحملات تديرها مؤسسة سعودية تم إنشاؤها مؤخراً وأطلق عليها اسم “مؤسسة رياح باردة” حسب ما كشفته صحيفة الجارديان البريطانية قبل أسبوعين، وأضافت الجارديان أن مهمة هذه المؤسسة هو نشر الشائعات وتشويه صورة الحوثيين عند الشعب اليمني عبر استهدافه بالشائعات ونشر أخبار كاذبة وأخبار أخرى يتم تحريفها وتوصيف الحوثيين في هذه الأخبار بمصطلحات عدة منها (مجوس، روافض، إيرانيين، قتلة، مجرمين، سرق) وغيرها من المصطلحات التي تخلق لدى الرأي العام انطباعاً سيئاً عن الحوثيين، وحسب الصحيفة البريطانية فإن عدد الموظفين في هذه المؤسسة داخل السعودية وخارجها أكثر من 3400 شخص بينهم أكثر من 1400 شخص متواجدون داخل اليمن ومنهم أكثر من 800 ما بين رجال ونساء يعملون من داخل العاصمة صنعاء بهدف استهداف المواطنين غير المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعي.

قد يعجبك ايضا