تغريدة “كهنوتية” لليدومي.. يضع فيها الإصلاح للبيع في مزاد “من يدفع أكثر”

المساء برس – تقرير خاص| قال رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح (فصيل الإخوان المسلمين في اليمن) إن الأطراف السياسية المختلفة والمتباينة مع الإصلاح يمكن أن تجد مساحة يتيحها الحزب للتوافق معه، دون أن يشير إلى ماهية هذه الأطراف المقصودة بالتغريدة.
ورصد “المساء برس” تغريدة اليدومي التي قال فيها حرفياً “من حق أي طرف تتباين وجهة نظره مع وجهة نظرنا؛ أن نترك له مساحة للتفكير في كيف يتفق معنا”، في إشارة واضحة، إلى أن الحزب يقدم نفسه أمام جميع الأطراف سواء المناهضة للتحالف والمتمثلة بحركة أنصار الله وحلفائهم من حزب المؤتمر الشعبي والأحزاب الأخرى، أو الأطراف السياسية الأخرى الموالية للتحالف وتحديداً المؤيدة والمدعومة من الإمارات.
وتشير تغريدة اليدومي التي تعمّد فيها عدم تسمية “الأطراف” التي تتباين مع الحزب، إلى ترك الباب مفتوحاً لأي طرف سواء في صنعاء أو أبوظبي والرياض، لأي عروض تقدمها أي من هذه الأطراف للحزب مقابل كسبه إلى صفه، ولكن بطريقة تجارية تشبه عرض مواقف الحزب وحجمه وثقله على طاولة مزاد علني أمام الجميع فمن يقدم أفضل العروض سيكون هو حليف الإصلاح.
وللحفاظ على ماء وجه الإصلاح وعدم إظهاره كالباحث عن حليف يقيه من الحرب الشرسة التي تمارسها أبوظبي بموافقة الرياض عليه وعلى تواجده ونفوذه في حكومة هادي، تعمّد اليدومي أن يُظهر في تغريدته أن الحزب هو من فتح المجال للآخرين كي يتحالفوا معه وليس الإصلاح هو من ذهب إليهم وطلب منهم قبوله كحليف، حسب مراقبين.


ووصف ناشطون موالون للإمارات معظمهم من تيار طارق صالح، وصفوا التغريدة بـ”الكهنوتية” لكون اليدومي قدم فيها الحزب على أنه “الحقيقة المطلقة وهو من يقف مع الحق ودونه على باطل”، وبما يوحي إلى أن كل من يختلف مع الإصلاح هم على خطأ وأن بإمكانهم أن يبحثوا عن كيفية الاتفاق مع الإصلاح وأفكاره وتوجهاته وليس التوافق بين الحزب والأطراف الأخرى.
ويرى مراقبون أن توقيت تغريدة اليدومي لها دلالة أكبر من محتواها والرسالة التي تضمنتها لجميع الأطراف، فالتغريدة تأتي بعد عاصفة من الهجمات المتوالية التي يتلقاها الإصلاح يوماً بعد آخر فمن إقصائه في عدن وتمكين خصمه “المجلس الانتقالي الجنوبي المحسوب على الإمارات”، إلى قصقصة أذرعه في حضرموت، وليس انتهاءً باعتقال ضباط كبار في قوات هادي محسوبة على الإصلاح داخل سجون السعودية لرفضهم أوامر قيادة القوات السعودية المشاركة في اليمن، والحرب الأخيرة التي يخوضها الحزب بكل الوسائل الإعلامية والسياسية والعسكرية أيضاً، والتي اشتعلت وبلغت ذروتها في تعز ضد حلفاء الإمارات الذين تدفع بهم الأخيرة للسيطرة على المحافظة وإنهاء نفوذ الإصلاح في المحافظة التي تمثل بالنسبة له أكبر حاضنة مجتمعية ورمزية سيكون لفقدانها تبعات كبيرة جداً قد تحوّله بكل ثقله إلى ماضٍ.
كما أن التوقيت الذي تأتي فيه التغريدة يترافق مع ما كشفه “المساء برس” نقلاً عن مصدر موثوق في محافظة مأرب، من مخطط جرى التوافق عليه بين أبوظبي والرياض وبدأ تنفيذه بشراء ولاء أحد قيادات الإصلاح أولاً ومحافظ مأرب الموالي للتحالف ثانياً الشيخ سلطان العرادة ليكون ضمن هذا المخطط الذي يقضي حسب المصدر بإنهاء نفوذ الإصلاح في مأرب بعد الانتهاء من تعز، عبر تنفيذ عمليات اغتيال وتصفيات جسدية والقبول بنشر قوات من خارج “الشرعية” موالية للإمارات وينتمي أفرادها للقبائل المأربية المدعوم زعمائها من أبوظبي، للسيطرة على المدينة تحت أي مسمى إما كقوات “حزام أمني” أو “النخبة المأربية” على غرار ما فعلته الإمارات في المحافظات الجنوبية سابقاً وقضت على تواجد الإصلاح فيها.
كما كشف المصدر أيضاً أن الاتفاق مع العرادة على الوقوف إلى جانب الإمارات ومخططها في مأرب لضرب الإصلاح، تم أثناء الزيارة الأخيرة التي أجراها العرادة لأبوظبي منتصف مارس الماضي واستمرت عدة أيام التقى خلالها بقيادات في الاستخبارات الإماراتية وولي العهد محمد بن زايد وزعماء آخرين.
وفيما يبدو فإن التمهيد لتنفيذ المخطط الإماراتي في مأرب قد بدأ من أمس الإثنين عبر تنفيذ أعمال تخل بالأمن وحالة الاستقرار التي عاشتها المحافظة خلال الفترة الماضية، حيث انفجرت عبوة ناسفة تمت زراعتها في طقم عسكري كان متواجداً في السوق المركزي لمدينة مأرب وأدت إلى إصابة 5 مواطنين مدنيين، أعقبها هجوم واسع من ناشطين من محافظة مأرب موالين للإمارات ضد حزب الإصلاح وأن الهجوم ناتج عن فشل أمني ذريع وهو ما يستدعي معالجة الأوضاع الأمنية وإعادة النظر في الجهة الموكلة إليها حماية الأمن أو استبدالها بقوات أخرى أحرص على حماية المحافظة وحماية أمنها، وهو ما يمثل تمهيداً وترويجاً مسبقاً لنشر “النخبة المأربية” التي، تقريباً، أصبحت جاهزة لاستلام المحافظة والسيطرة على مرافقها بالكامل وإنهاء نفوذ الإصلاح كلياً.

إقرأ أيضاً

https://gifted-wozniak.173-212-227-29.plesk.page/2018/04/30/%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%85%d8%a7%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d8%b1%d8%aa%d8%a8%d8%aa-%d8%a3%d9%85%d9%88%d8%b1%d9%87%d8%a7-%d9%85%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d8%a8%d8%b9%d8%af-%d8%a7%d9%84/

قد يعجبك ايضا