أول صحيفة أجنبية تجري حواراً مع زعيم أنصار الله وأسئلة تُطرح لأول مرة

المساء برس – متابعة خاصة| أجرت إحدى الصحف الأجنبية حواراً صحفياً مطولاً مع زعيم جماعة أنصار الله عبدالملك الحوثي تطرق فيه ثلاثة محاورون من الصحيفة إلى كافة المواضيع التي كانت تدور حولها علامات استفهام عدة، من القضية الفلسطينية والتهديدات ضد حزب الله وإمكانية مشاركة أنصار الله في الحرب ضد إسرائيل إلى علاقة الجماعة بإيران أو روسيا والحديث عن النظام الملكي وكيف تنظر الجماعة لمفهوم الدولة وطبيعة علاقتها بالدول الأخرى ومفهوم السيادة، وليس انتهاءً بالحرب على اليمن ودور إسرائيل فيها خصوصاً ما يتعلق بجبهات البحر الأحمر، وإلى المكونات السياسية الأخرى في الداخل سواءً الموالية للتحالف أو المناهضة له، ودور الأنظمة العربية في هذه الحرب، وعلاقة هذه الأنظمة بالولايات المتحدة، وحتى ما يتعلق بحياته الشخصية أيضاً كانت أسئلة وردت في هذا الحوار الذي أجرته صحيفة الأخبار اللبنانية كأول حوار تجريه صحيفة أجنبية مع زعيم أنصار الله منذ بدء الحرب على اليمن في مارس 2015.

“موقف أنصار الله من إيران وطبيعة العلاقة معها”

وتبيّن من حديث زعيم الحركة أن العلاقة مع إيران أو غير إيران هي العلاقة التي يجب أن تكون بين الدول العربية وبين أي دولة مسلمة أخرى من باب الانتماء الإسلامي وبما تمليه المصلحة العليا للأمة الإسلامية، ويعتبر أن طبيعة هذه العلاقة تقوى أو تتراخى على حسب التحديات والمخاطر والتهديدات على الأمة الإسلامية والبلدان العربية والإسلامية ويرى زعيم الجماعة أن المبدأ في هذا هو في وحدة الجميع وتعاونهم، ويقول: “نحن نرى في الوحدة الإسلامية والأخوة الإسلامية فريضة إسلامية، وأن الحالة السليمة هي في تآخي كل شعوب أمتنا المسلمة وتعاونهم، ونحن نرى أن المصلحة الحقيقية للأمة الإسلامية هي في الحفاظ على هذه العلاقات بين الدول الإسلامية وتعزيز روابطها الأخوية وإحيائها”، وترى الجماعة أن هذا هو الأصل والطبيعي والمنطقي، وأن ما هو غير معقول ولا مقبول ولا منطقي هو أن يشذّ البعض سواءً كان نظاماً أو سلطة أو جماعة ويرى في أمريكا وإسرائيل صديقاً ويرى في أبناء أمته عدواً.
وقال الحوثي إنه وعلى هذا الأساس فإن “علاقتنا بالجمهورية الإسلامية وحزب الله هي في السياق الذي ذكرناه”، مستغلاً مناسبة السؤال عن علاقة أنصار الله بإيران بالدعوة “لكل أبناء الأمة في السعي لتعزيز الروابط الأخوية وإحيائها بين الأمة وعدم الإصغاء لدعاة الفرقة والكراهية والبغضاء والفتن”، مبدياً استغرابه وتعجبه ممن وصفهم بـ”دُعاة التناحر والعداء بين أبناء الأمة وأصحاب الموقف الخاطئ وغير السليم” كيف حولوا الأخوّة الإسلامية والروابط المطلوبة شرعاً وواقعاً بين أبناء الأمة “إلى جريمة وجعلوا الحساب عليها كبير”، مضيفاً: “بينما الارتباط المفضوح والعمالة المكشوفة لإسرائيل وأميركا شيء طبيعي وحذق سياسي وعروبة أصيلة!”.
وتعلن حركة أنصار الله على لسان زعيمها أن الحركة تمد أيدي الإخاء والتعاون لكل من يقبل بذلك من أبناء الأمة الإسلامية، ويضيف “ونرى في إخوتنا في الجمهورية الإسلامية وحزب الله إخوةً نالوا شرف التحرّر وحملوا راية الأمّة في وجه الهيمنة الأميركية ووقفوا وقفةً صادقةً مع الشعب الفلسطيني في مرحلة من أهمّ المراحل وأخطرها”.
وترى جماعة أنصار الله أن السبب في العداء الذي تشهره بعض الدول ضد إيران وحزب الله وفلسطين هو لأنها رفضت الرضوخ للهيمنة الأمريكية والغربية ككل، بدليل أن السعودية والإمارات لم تكن تعادي نظام إيران أيام الشاه رغم أن النظام حينها كان يسعى بشكل حثيث ليكون هو الشرطي الأمريكي في منطقة الخليج، وحين أتت الثورة الإسلامية بقيادة الخميني ومدت يد الأخوة الإسلامية بصدق وحميمية ومودة كبيرة وكانت قضيتها الأولوية هي نصرة الشعب الفلسطيني ودعم أهم قضية عربية وإسلامية توجه الخليج إلى إيران بالعداء الكامل، يقول زعيم أنصار الله “وتحت عناوين للأسف لم يتحرّجوا من السعي لإثار الفتن المذهبية وتجاوزوا في ذلك كل الضوابط الشرعية والأخلاقية والإنسانية”.
وتقرأ جماعة أنصار الله التحالف والتكتل الذي شكلته السعودية من بعض الدول الإسلامية، على أنه تكتل وتحالف للقوى الموالية لأمريكا وإسرائيل، في مقابل أن يتفرق بقية أبناء الأمة الإسلامية من ناحية ويتم تجريم أي تعاون بينهم حتى بكلمة الحق.

“هل يسعى أنصار الله لإعادة النظام الملكي؟”

تؤكد حركة أنصار الله أن ما يُشاع عنها أنها تريد إعادة اليمن إلى النظام الملكي مجرد ادعاءات كاذبة لا أساس لها من الصحة، ورؤية الحركة لبناء الدولة لم تتضح حتى الآن لأنها حسب حديث الحوثي، تسعى مستقبلاً “للوصول إلى رؤية مشتركة في ما يتعلق ببناء الدولة مع بقية شركائنا”.

“وجهة نظر أنصار الله من أداء الإدارة الأمريكية السابقة والحالية”

ترى الجماعة أن “الفارق برأينا أن إدارة ترامب أكثر وضوحاً وأكثر استغلالاً من إدارة أوباما، التي كانت تحرص على أن تغطّي إلى حدٍّ ما على طبيعة الدور الأميركي بغطاء من الدبلوماسية، فأتى ترامب ليكون أكثر صراحةً ووضوحاً، وباعتبار طبيعة الأجندة الأميركية ومراحلها يكون سلوك الإدارة لديهم بما يتناسب مع ذلك”.
وحسب زعمي الجماعة فإن ترامب “تَميَّز في نجاحه في عملية حلب البقرة الحلوب أكثر من إدارة أوباما، وإلا فإدارة أميركا للعدوان كانت منذ بدايته، ولم تكن السلطة السعودية ولا الإماراتية لتدخل في حرب وعدوان بهذا المستوى دون رغبة أميركية وإشراف أميركي وحماية أميركية سياسية وعسكرية، على أن يكون مُحقِّقاً لمصالح أميركية”، في إشارة من الحوثي إلى أن الحركة ترى في أن المتهم الأول فيما لحق بالشعب اليمني من عدوان هي الولايات المتحدة قبل السعودية وقبل الإمارات.

موقف أنصار الله من التقارب الخليجي الإسرائيلي و”صفقة القرن”

وتصف جماعة أنصار الله التقارب الخليجي الإسرائيلي والذي ظهر جلياً بعلاقات وروابط لم تعد خافية على أحد، بأنها لم تكن جديد ولا مفاجئة لهم، وما حدث هو أن ما كان تحت الطاولة بات فوقها وأن “مقتضيات المرحلة باتت حسب الأدوار المرسومة أميركياً تقتضي الظهور إلى العلن، لتنفيذ الخطوات الخطيرة التي وصل بهم مسار العمالة إليها بعد مقدمات وخطوات تمهيدية”.
وترى الحركة أن على الشعوب العربية والإسلامية أن يدركوا أن دول الخليج لم يعد لديها حرج من فعل أي شيء لمصلحة العدو الإسرائيلي وأن هذه الدول تسعى لتطويع شعوب المنطقة لتقبّل ذلك.
كما تعتبر الحركة أن الأنظمة الخليجية، فيما يبدو، باتت “مستعجلة لتقديم هذه الخدمة لأميركا وإسرائيل في تصفية القضية الفلسطينية والتضحية بالقدس والشعب الفلسطيني”.
المطلوب من أحرار وشعوب الأمة: التحرك الفعال المشترك المنسَّق في موقف موحّد، والاستفادة من تجلّي الحقائق وافتضاح قوى الخيانة، ويضيف الحوثي بالقول: “وهناك نقطة مهمة جداً، هي الموقف من أميركا، فالخطوات الخطرة المُسمَّاة «صفقة القرن» تعتمد أساساً على أميركا مع دور مساند لبعض الدول العربية، والدور الأميركي ضد الأمة الإسلامية وضد الشعب الفلسطيني ولمصلحة إسرائيل واضح العداء وبَيِّن في التآمر، فيما لا يزال البعض يرى في أميركا الصديق، وفي مرحلة بات فيها الخطر واضحاً في الموقف الأميركي نفسه في نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وما سيلحق بذلك من خطوات أميركية وإسرائيلية. وعلى الجميع أن يعملوا لتوجيه بوصلة العداء والموقف المسؤول نحو إسرائيل ونحو أميركا باعتبارهما وجهين لعملة واحدة”.

“وجهة نظر أنصار الله من موقف روسيا مما يحدث في اليمن”

يرى ساسة ونُخب حركة أنصار الله وعلى رأسهم قائد الحركة عبدالملك الحوثي أن لروسيا حساباتها واهتماماتها وسياساتها، ولم تكن الحركة مراهنة أو معوّلة على دور روسي، لكنهم واثقون في أن روسيا ستدرك في يوم من الأيام أن تجاهلها للعدوان على اليمن ومساندتها لـ”قوى العدوان” وتسليمها أموال الشعب “إلى المرتزقة” لم يكن موقفاً لصالحها، كما يأمل زعيم الحركة في أن توقظ نيران واشنطن الدب الروسي من سباته الشتوي الذي امتد إلى الصيف، وكنا نتمنى من الروسي في الأحد الأدنى التزام الحياد”.

“أنصار الله وحزب الله ومشاركة اليمن في الحرب ضد إسرائيل”

ويؤكد زعيم أنصار الله على أن موقف الحركة وقبائل اليمن كافة ثابت في إرسال المقاتلين في أي حرب إسرائيلية ضد لبنان أو فلسطين، مشيراً أن هذا الموقف هو الذي يفترض أن تكون عليه كل شعوب الأمة الإسلامية والعربية.
ويضيف: “إذا تورّطت إسرائيل بحرب جديدة، فلن نتردد في إرسال المقاتلين، وهناك أعداد كبيرة من رجال قبائل اليمن يطمحون للقتال ضد إسرائيل، ويتمنّون اليوم الذي يشاركون فيه جنباً إلى جنب مع إخوتهم من أحرار الأمّة الإسلامية في مواجهة العدو الإسرائيلي، وقد سبق إبلاغ سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله – حفظه الله – بذلك. ونودّ الإشارة الى أن موقفنا المبدئي في العداء لإسرائيل ومناهضة الهيمنة الأميركية أبرز أسباب العدوان علينا، ولذلك يطلقون على موقفنا التوصيفات التي يردّدونها ضد كل الأحرار المعادين لإسرائيل والمناهضين للهيمنة الأميركية، فيقولون عنهم إنهم إيرانيون”.

“موقف أنصار الله من القضية الجنوبية وحلها”

يرى زعيم أنصار الله أن القضية الجنوبية لن يكون لها حل عادل ومنصف ومرضي لأبناء المحافظات الجنوبية إلا إذا كان بعيداً عن أي تدخلات خارجية، هذا بالإضافة إلى الجو الملائم، في إشارة إلى أن يكون البحث عن الحل بعيداً عن ظروف الحرب، ويقول بأن الحل يحتاج إلى تفاهم ومعالجة في ظل تعاون وحرص من الجميع، مشيراً إلى أن هناك انقساماً كبيراً بين القوى السياسية في المحافظات الجنوبية وهناك خيارات متباينة وكيانات مختلفة، ولم يعلق زعيم الجماعة عما إذا كان لهم رأي في أن يكون وضع الجنوب بعد الحرب إقليمين أو انفصال أو أي وضع آخر تراه الجماعة مناسباً لحل القضية الجنوبية.

“تبرير أنصار الله لدخولهم الجنوب بداية الحرب وكيف بدأت القصة”

وهنا نسرد إجابة زعيم الحركة عبدالملك الحوثي كما وردت:
“كان ضرورة بعد أن طلبنا من الإخوة في المحافظات الجنوبية منع عبد ربه (منصور هادي) والقاعدة وداعش من استخدام المحافظات الجنوبية في الاعتداء على المعسكرات والأمن والتحرّك العسكري منها إلى بقية المحافظات. فقد سبق عبد ربه والقاعدة وداعش بالتحرّك في المحافظات الجنوبية وقاموا باحتلال المعسكرات وكذلك مقرّات الأمن وذبحوا الجنود بالسكاكين، وبدأوا التحرك عسكرياً صوب تعز وكانت كل ترتيباتهم بإشراف سعودي للتقدّم عسكرياً نحو بقيّة المحافظات. فطلبنا حتى في خطابات متلفزة منعهم من ذلك ومنعهم من استخدام المحافظات الجنوبية في تنفيذ اعتداءات إجرامية كتلك التي استهدفت جامع بدر وجامع الحشحوش والتي استهدفت الجماهير في المسيرات الشعبية، فلم يمنعوهم، ما اضطرّ الجيش إلى التحرّك لمنعهم. وعلى كلٍّ، فنحن على يقين أن الخطوة كانت ضرورية وكان لها هدف واضح، وكنّا نسعى إلى الاتفاق مع أبناء المحافظات الجنوبية للحفاظ على مناطقهم بأنفسهم في ظل الدولة، ولكن نظراً لمشاكل الماضي تمكّنت قوى العدوان من استغلال بعضهم وخداع الكثير منهم، فقرّرنا الانسحاب مع حصول التباس كبير وتأثيرات مشاكل الماضي، وقد أفادت خطوة التقدّم لطرد عبد ربه وداعش والقاعدة إلى فضح قوى العدوان التي كانت ترغب بدايةً في أن يكون طابع العدوان على بلدنا بصورة حرب أهلية ففشلت في ذلك، واضطرّت إلى الدخول رسميّاً في عدوان خارجي واضح ومفضوح وهذه مسألة مهمّة جدّاً بالنسبة إلينا”.

“وضع الشعب خلال 3 سنوات من الحرب والموقف الدولي”

يتحدث زعيم أنصار الله عن وضع الشعب اليمني خلال 3 سنوات من الحرب على اليمن، بالقول إن الحديث “عن العدوان الأمريكي السعودي على دولة عربية مسلمة مستقلة اسمها اليمن” هو حديث ذو شجون على رأس جوانبه مظلومية الشعب اليمني التي لا نظير لها في المرحلة الراهنة.
وترى الحركة، والحديث لزعيمها، أن هذه المظلومية بلغت حداً أصبحت معها المؤسسات الدولية ومنها الأمم المتحدة ومنظمات أخرى، وولاؤها للولايات المتحدة، “صمّاء بكماء عمياء تجاه مظالم أمتنا” رغم اعترافها بعظم مظلومية الشعب اليمني وأنها أكبر كارثة ونكبة على وجه الأرض.
وترى الحركة أيضاً أن “استباحة العدوان الأمريكي السعودي لما ارتكبه في اليمن كان لاطمئنانه من أن الموقف الدولي والإقليمي سيكون مداهناً” ولهذا كان “العدوان” مجرداً من القيم الإنسانية، ومن ناحية أخرى ترى الحركة أن الفشل والإخفاق العسكري في تحقيق أهداف “العدوان” دفعه إلى ارتكاب ممارسات وحشية بشكل متعمد “آملاً أن يساعده ذلك في كسب المعركة وتحقيق هدفه في احتلال اليمن كل اليمن، فلم يتحرّج عن قتل الآلاف من الأطفال والنساء والمدنيين في المدن والقرى بطريقة وحشية تتّصف بالإبادة الجماعية”، ويضيف زعيم الحركة أيضاً: ” استهدف الأسواق المزدحمة بالمتسوقين، واستهدف تجمعات المدنيين في المناسبات الاجتماعية كالأعراس والعزاء وغيرها، واستهدف الأحياء المكتظة بالسكان، واستهدف المدارس والمساجد وغير ذلك. وقد نشرت وسائل الإعلام عندنا في اليمن، والحرّة منها في المنطقة، مشاهد موثقة تعبّر بنفسها عن حجم المأساة وفظاعة الجريمة، ومع ذلك لم يتحرك ضمير البعض حتى ليقول كلمة الحق تجاه مظلومية شعب من شعوب المنطقة، تربطه ببقية هذه الشعوب كل الروابط الإنسانية والدينية والقومية والجغرافية”.

“الحرب الاقتصادية”

وترى حركة أنصار الله أن “العدوان” الاقتصادي لا يقل جرماً عن العدوان العسكري، حيث عدد زعيم الحركة الأساليب التي استخدمها التحالف في حربه الاقتصادية بالقول:
• الحصار الجائر الرامي إلى خنق أبناء شعبنا وتقييد حركتهم، بمن فيهم المرضى الهادفون إلى السفر حتى إلى بلدان أنظمتها متحالفة مع العدوان كمصر والأردن للعلاج.
• فرض القيود على وصول الإمدادات والاحتياجات الضرورية الإنسانية كالغذاء والدواء والوقود.
• المؤامرة على البنك المركزي، وضرب قيمة العملة، والسعي لتجفيف موارد المرتبات التي يعتاش عليها موظفو الدولة.
• كل أشكال الاستهداف الرامية إلى تجويع الشعب اليمني، مع تدمير المصانع والكثير من المحلات التجارية والمنشآت الخدمية.

“وضع أنصار الله بعد 3 سنوات من الحرب”

ضمن هذا التساؤل طرح المحاور تساؤلاً آخر بالقول “ألم تصبح الحركة معزولة يمنياً كما صرح ولي العهد السعودي قبل أيام؟”، فيما كانت إجابة عبدالملك الحوثي بأنه ورغم كل ما لاقاه الشعب اليمني خلال 3 سنوات من الحرب الشاملة لا يزال “شعبنا اليمني بكل أحراره من مختلف المكونات الحرة، وبجماهيره، صامداً وثابتاً بعون الله تعالى وتوفيقه ونصره، وساعياً إلى التصدّي للعدوان في كل أشكاله وجوانبه، بما أدهش قوى العدوان التي كانت واثقة من أن حجم العدوان وما ألحقه بالشعب اليمني كفيل بانهيار الشعب واستسلامه في غضون أسابيع. ونجح شعبنا بالتماسك الداخلي سياسياً، فلم تنهر مؤسسات الدولة ولا البنية السياسية ولا المكوّنات الاجتماعية، وبالصمود عسكرياً في وجه شذّاذ الآفاق الذين أتت بهم قوى العدوان لغزو البلد من عشرات الدول من المرتزقة، جيوشاً وجماعات ومنظمات، وبوجه الآلة العسكرية والتقنيات الحربية الحديثة والإمكانات المتطورة التي أتى بها الأميركيون إلى المنطقة، ويديرون بها المعركة التي تستخدم فيها قوى العدوان الأسلحة المحرّمة دولياً، وبشكل مكشوف، وبشهادة الكثير من المنظمات، بما فيها منظمات غربية”.
وبالنسبة لأنصار الله يقول زعيم الحركة “اليوم وبعد ثلاث سنوات، فإن شعبنا العزيز يقاوم بعنفوان وفاعلية كبيرة، ويتصدّى باستبسال وصمود عظيم لهذا العدوان الغاشم، ويطور قدراته العسكرية لدرجة أذهلت الأعداء الذين كانوا قد أعلنوا في بداية العدوان تدميرهم الكلّي للقدرات العسكرية لبلدنا، وإعلانهم ذاك موثق إعلامياً، فإذا بالنتيجة أنهم كلما استمروا في عدوانهم، ابتنت وتطورت قدرة بلدنا العسكرية، وكلما تآمروا عليه في الداخل، أسهموا بذلك في تصحيح وضعه الداخلي بشكل أفضل، وتنظيفه من بقيّة الخونة والمتربّصين، وإن شاء الله يتوفّق شعبنا لتحويل التهديد إلى فرص، والتحدي إلى إنجاز”.

“وجهة نظر أنصار الله عن وضع السعودية بعد 3 سنوات من الحرب”

ترى الحركة أن السعودية “بحماقتها بهذا العدوان” ورطت نفسها في متاهة أودت بها إلى السقوط الأخلاقي والإنساني أولاً، والأزمات والمشاكل السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية المتفاقمة ثانياً، وبلاشك فإن كل هذه العوامل ستكون مآلاتها وخيمة.
ولدى أنصار الله قناعة تامة أن السعودية وكما فشلت في العراق وسوريا فستفشل في اليمن والبحرين، كما أنها مؤمنة بأن الله سينصر عباده المظلومين فيما الجانب السعودي فهو “في مرحلة الاستنزاف غير المسبوق من قبل من يعمل لأجلهم”، فيما هم يرون السعودية ليس أكثر من “بقرة حلوب” كما عبّر ترامب “يحلبونها حتى يجفّ ضرعها ثم يذبحونها، وهل هناك أسوأ من وضعٍ كهذا ومن مصير رُسمت معالمه ونهايته على هذا النحو؟!”.
ويضيف الحوثي بالقول: “أما أنصار الله، فليست مشكلة العدوان تخصهم، بل هي مع الشعب اليمني بكله، وهم ليسوا منظمة منعزلة، بل هم تيار شعبي كبير مترابط مع بقية أبناء الشعب ضمن توجه واحد وموقف واحد”، ثم يتساءل عبدالملك باستهزاء “ومتى كان الشعب اليمني معزولاً يمنياً كما قال ابن سلمان؟! هذه مقولة فارغة”.

“الملف العسكري”
المحور الأول: الساحل الغربي ومؤشرات تحضيرات التحالف لعملية جديدة

يجيب زعيم الحركة بكل وضوح أن المعركة في الساحل الغربي أتت برغبة أمريكية ويضيف بأنه من المعروف عن الأمريكيين تركيزهم الكبير على البحار والمناطق الساحلية “ومن المعلوم تركيزهم في المنطقة على البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، وهم يدركون الأهمية الجغرافية والاستراتيجية لها، وقد رأوا في العدوان الحالي على بلدنا فرصة ذهبية للسعي إلى السيطرة عليها بقناع سعودي وإماراتي، وقفّازات يمنية من خونة البلد ومرتزقتها”.
ويستشهد الحوثي خلال حديثه بالتصريحات التي صدرت عن القادة العسكريين الأمريكيين والتي تراها الحركة أنها “تكشف طبيعة الدور الأميركي في معركة الساحل”.

“إسرائيل قصفت في الساحل الغربي”

ويكشف زعيم أنصار الله أن هناك تركيزاً إسرائيلياً على باب المندب والبحر الأحمر ويضيف “هذا معروف لدى الكثير من الباحثين والمراقبين للشأن الإسرائيلي، ونحن رصدنا أنشطة ومشاركة للإسرائيليين، منها في القصف الجوي في الساحل، ولهم أيضاً دور أساسي مع الضباط الإماراتيين في التخطيط وغيره من الأنشطة التي يشاركون فيها ضمن دورهم ومساهماتهم في هذا العدوان”.

“ترتيبات أنصار الله لمستجدات الساحل الغربي والمحافظات الجنوبية والشرقية الخاضعة لسيطرة التحالف”

يرى أنصار الله أن الضغط العسكري على الساحل الغربي لم تزدهم “إلا وعياً بحقيقة أطماع الغزاة، وسوء أهدافهم، وقناعةً بالموقف من حتمية مقاومتهم والجهاد ضد المعتدين الغزاة المحتلين”، ويضيف زعيم الحركة أن الشعب اليمني وأنصار الله ماضون في معركة التحرير والاستقلال والدفاع عن حرية وكرامة واستقلال اليمن وكامل أراضيه “في الساحل وفي مختلف الجهات من شرق البلاد إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها”، مؤكداً على أن الحركة وكل فئات الشعب المقاومة ستسعى إلى “تحرير البلاد من المحتل بدعم أبناء المناطق المحتلة ومساندتهم إلى حين طرد المحتل الأجنبي إن شاء الله، ويوماً إثر يوم تتكشّف الحقائق لبعض المغفّلين الذين تورّطوا في الخيانة، أو كانوا حالمين وتائهين وراء السراب، يظنون أن الغزاة الأجانب أتوا فقط لخدمتهم والعناية بهم، واليوم ما هو الواقع لديهم؟ وصل الأمر لدرجة اعتقال بعض الذين يسمّونهم (وزراء)، وكذلك إخضاع عبد ربه للاحتجاز والإذلال، والاحتلال المكشوف والتحكم التام بالمطارات والموانئ والقواعد العسكرية والمنشآت النفطية والاقتصادية وغيرها في المحافظات الجنوبية من قبل الأجانب، وتحوّل أولئك العملاء إلى غرباء في بلدهم خاضعين للأجنبي المحتل بشكل كامل”.

المحور الثاني: الجبهات الحدودية

ويتحدث عبدالملك الحوثي عن الجبهات الحدودية قائلاً إن هناك سيطرة مستمرة لقوات الجيش واللجان الشعبية بهدف “الضغط على السعودية لوقف العدوان”، مضيفاً أن “هناك أيضاً عمليات عسكرية للرد على جرائمه بحق شعبنا، وقد أسهمت العمليات العسكرية في جبهات جازان وعسير ونجران وظهران الجنوب في التصدي للعدوان بشكل كبير وفعّال، ووصلت إلى درجة انهيار تام للجيش السعودي في بعض المحاور، وتكبيده خسائر هائلة في قوته البشرية التي خسر منها الكثير من قادته وضباطه وأفراده قتلى وجرحى وأسرى، ووصل إلى درجة العجز عن المواجهة في أغلب محاور الحدود.

“وضع المقاتل السعودي داخل أراضيه”

ومن ضمن ما كشفه زعيم أنصار الله، “أن كثيراً من منتسبي الجيش السعودي غير مقتنعين بالعدوان على بلدنا، وهذا واحد من أهم أسباب عدم تحمّسهم الكبير للقتال، وأما الأغبياء منهم المتحمّسون للعدوان فكانوا فاشلين في الصمود في المواجهة برغم أحقادهم وتكبّرهم، وقد سخر حتى مسؤولون أميركيون من ضعف القوة البرية السعودية. وتقييمنا نحن للوضع وحقيقة الأسباب هو هذا التصنيف الذي شرحناه. وأخيراً، عمد النظام السعودي إلى جلب مرتزقة من عدة بلدان، بينهم مرتزقة يمنيون وسودانيون وباكستانيون ومن دول متعددة، للتمترس بهم في الجبهات الحدودية بعد وصوله إلى الفشل الحقيقي والعجز التام في الاعتماد على جيشه في المعركة هناك، وهذا يدل على الفاعلية الكبيرة والنجاح المؤكّد لعملياتنا هناك، والله خير الناصرين”.

المحور الثالث: جديد القدرات الصاروخية ومعايير توقيت الضربات الباليستية

تؤكد الجماعة على لسان زعيمها أن تطوير القدرات الصاروخية مستمر “باعتبارها قوة استراتيجية ويداً طولى تطاول الأهداف البعيدة في العمق ولها الصدى وتأثيرها كبير”، مُذكراً أن الصواريخ الباليستية وصلت إلى الرياض ومنطقة أبوظبي، والأهم من وجهة نظر الحركة “أنها نجحت في اختراق منظومة الحماية الأميركية التي كانت محطّ ثقة لديهم، ووصول «بركان 2» إلى قصر اليمامة في الرياض، وينبع بمسافة أبعد، وهو ما اعترف به الأميركيون أنفسهم. وأخيراً، أقاموا ــ غير مشكورين ــ معرضاً لصاروخ «بركان 2» في الولايات المتحدة، ومن الجيد لنا هذا القلق والتأثير ــ عندهم وعند أدواتهم في المنطقة ــ من قدراتنا الدفاعية التي نأمل بعون الله أن تصل يوماً ما في فاعليتها ودقتها وزخمها إلى مستوى الردع”.

“تطوير وامتلاك السلاح الباليستي”

وترى الحركة أنه من المهم العمل بكل ما تستطيع للدفاع عن البلاد وحماية الشعب من قتلة الأطفال والنساء، ولهذا يضيف الحوثي قائلاً: “من المهم بالنسبة إلينا امتلاك القدرة اللازمة لمواجهة كل معتد وطامع بأرضنا ومتكبر على شعبنا، وهذا حق طبيعي لنا، ولا سيما أنه اتضح أن هناك من يسعى وسعى فعلاً إلى تدمير بلدنا واحتلال أرضنا”.
كما يكشف الحوثي عن أن توقيت الضربات الباليستية ليست فقط عسكرية وأنها قد تكون سياسية أيضاً أو “للانتقام للمدنيين إثر جرائم العدوان الكبيرة، والهدف واحد وهو السعي للضغط على المعتدين لوقف عدوانهم على بلدنا”.

“المسار السياسي لملف اليمن”

لا يوجد لدى أنصار الله، وفقاً لما صرح به الحوثي، أي مؤشرات على توجه جادّ من جانب الخارج للحل السياسي، مع وجود احتمال لقيام “بعض التحركات كعملية تجميلية للوجه القبيح للأمم المتحدة، مضيفاً، وهنا الحديث الأهم، أن “أمريكا وبريطانيا هما طرفان مستفيدان من العدوان ويجنيان من خلاله مئات المليارات من الدولارات، إضافة إلى مكاسب سياسية وجيوسياسية وغير ذلك ولا رغبة لهما في وقف العدوان بعدما أصبح مصدراً مغرياً جداً للحصول على تلك المصالح”.

“سلاح أنصار الله الثقيل”

وفيما يتعلق بالسلاح الثقيل فإن المستجدات التي طرأت على الملف اليمني خصوصاً في الجانب العسكري غيّرت من موقف أنصار الله من مسألة تسليم السلاح الثقيل لطرف ثالث حسبما كان التحالف يسعى له ويتلخص موقف الحركة من هذا الجانب بإجابة عبدالملك الحوثي التي قال فيها: “من العجيب أن يُطلَب من الجيش والشعب اليمني المعتدى عليه، والمحتلّة أجزاء واسعة من أراضيه، تسليم أسلحته، هذا مطلب غير منطقي بتاتاً. لقد عرضنا في ما يخص الوضع الداخلي للبلد رؤية منصفة، تقضي بأن تُسلِّم كل الأطراف المحلية سلاحها إلى الدولة، على أن تكون الدولة فعلاً بمؤسسات تمثّل أبناء الشعب اليمني كافة، في ظل سلام واستقرار وتسوية سياسية عادلة ومنصفة”.

“المشكلة الجديدة.. سلاح داعش والقاعدة”

وترى الحركة أن المشكلة اليوم تكمن في أن “قوى العدوان قامت بتسليح «داعش» و«القاعدة» وجماعات تكفيرية وميليشيات أيضاً أطلقوا عليها اسم «المقاومة»، وهي ميليشيات تقاتل مع العدوان وتساعده لاحتلال البلاد، ومكونات أخرى تحت عناوين متعددة وفّرت لها قوى العدوان مختلف أنواع السلاح الحديث مما لا يمتلكه الجيش والقوى الحرّة والمقاتلون الأحرار من القبائل ضد العدوان للتصدي للغزو والاحتلال. وهذا ما ينبغي اعتباره مشكلة كبيرة على أمن البلد واستقراره، وعلى البلدان المجاورة كسلطنة عمان وغيرها. ولذلك، فالتركيز على تجريد الجيش اليمني المدافع عن بلده من سلاحه، وفي نفس الوقت تسليح «داعش» و«القاعدة» وسائر الجماعات التكفيرية والميليشيات الموالية للعدوان مطلب عدواني لا غير”.

“أزمة 2 ديسمبر والعلاقة مع المؤتمر”

من وجهة نظر أنصار الله فإن الدولة قد نجحت في تطبيع الأوضاع إلى حدٍ كبير، وتضيف الحركة على لسان زعيمها أن هناك “أنشطة جيّدة للتصالح الاجتماعي وعلاقتنا بـ(حزب) المؤتمر طبيعية، فموقفهم كان مشرِّفاً، والشاذّون منهم فقد افتضحوا أكثر بعد ذهابهم بشكلٍ واضح إلى جبهة العدوان وارتمائهم في أحضانه. وبالنسبة إلى القبائل، فلم يحدث أيّ انقسامات في داخلها، وهي وقفت إلى جانب الدولة بكلّ قوّة لحسم المعركة سريعاً بعد خيانة الثاني من ديسمبر، والأعداء فشلوا فشلاً واضحاً وذريعاً في ضرب الجبهة الداخلية وإسقاطها”.

“موقف أنصار الله من حزب الإصلاح وتقييم الحركة لخلافات الحزب مع التحالف”

ومن خلال إجابة زعيم الحركة عن وضع حزب الإصلاح بعد خلافاته مع دول التحالف، يتبين أن الحركة تشعر بالأسف والأسى على الحالة التي وصل إليها الحزب من استهداف وصل إلى حالة الطرد “بكل ما تعنيه الكلمة” من أغلب المحافظات الجنوبية، ويضيف الحوثي “إضافةً إلى ذلك إنشاء كيانات بديلة يجري العمل من الإمارات على بنائها وتقويتها في تعز والمناطق الشرقية. كل ذلك يشهد على صحّة تحذيراتنا على أن الهدف الحقيقي لقوى العدوان ليس سوى الاستغلال لأيّ طرف يختار الوقوف مع الغزاة الأجانب ضد بلده”.

“الحوثي يقدم دعوة للإصلاح ويصف مشكلة البعض منهم”

ترى الحركة أن عقيدة البعض في حزب الإصلاح هي عقيدة تكفيرية ضد الشعب اليمني “ولا سيما من ليس على مذهبهم”.
كما يكشف زعيم الحركة عن الحزب لم يكن من الناحية السياسية مضطراً للارتماء في أحضان “قوى العدوان”، مؤكداً على أن “الشراكة متاحة في البلد كما هو حاصل حالياً مع القوى المناهضة للعدوان”، ويضيف: “كان الأفضل لهم أن يكونوا أحراراً شركاء مع بقيّة المكوّنات في البلد بدلاً من أن يكونوا خانعين مُستَغَلّين للأجانب في ما لا يوصلهم إلى نتيجة. وأنا أتعجّب من خذلان الله لهم وسلبهم التوفيق، وحالة الاستغلال لهم في الميدان عجيبة جداً تصل أحياناً لدرجة أن يقتل الطيران أعداداً كبيرة منهم إذا تردّدوا في الزحف، والقصف لمواقعهم في مناطق متعدّدة، ومع ذلك فلم يخسر بقيّة العملاء بقدر خسارتهم في الوقت الذي لا مستقبل لهم في ظلّ العدوان يقدّمون معه وله أكبر التضحيات”.
ونصح زعيم الحركة حزب الإصلاح “أو قل للسليمين منهم من عقدة التكفير” حسب تعبيره، أن يراجعوا حساباتهم، “فلن يعوّضهم عن بلدهم وشعبهم أي شيء آخر، ومصلحتهم الحقيقية هي في العودة إلى حضن الوطن لينعموا بالحريّة وليكونوا شركاء في الدفاع عن وطنهم وبنائه. هذا هو المستقبل الحقيقي، وإذا أصرّوا على الاستمرار في تقديم القرابين غير المقبولة إلى قوى العدوان، فذلك عين الخذلان”.

“موقف الحركة من أداء حكومة الإنقاذ”

يعترف زعيم أنصار الله بوجود قصور وصفه بـ”الواضح” في أداء حكومة الإنقاذ، لافتاً أن هذا القصور يستدعي المراجعة والمعالجة، خصوصاً في الوضع الاقتصادي، آملاً السعي الجاد لتحسين عمل الحكومة “على قاعدة التقييم للأداء من جانب الرئيس، وفي ضوء ذلك تُتَّخَذ الإجراءات اللازمة، حتى لو كان بتغيير وزير مقصّر، ومن أيّ مكوّن كان من أنصار الله أو من المؤتمر أو المكوّنات الأخرى”.

“أنصار الله ترد على اتهامات عدم تسديد الرواتب”

نظراً لأهمية المعلومات الواردة في إجابة زعيم أنصار الله عبدالملك الحوثي فيما يتعلق بمسألة الرواتب وتوقفها نسرد الإجابة كاملة كما وردت:
“الاتهامات من قبل قوى العدوان ومرتزقتها هي في سياق عدوانها على الشعب اليمني. وحربها على اليمن ليست فقط عسكرية، بل اقتصادية وسياسية وإعلامية، حرب شاملة بكلّ ما تعنيه الكلمة، وقد ثبت بكلّ وضوح أن الذي سعى إلى الاستهداف للموظفين في الرواتب هم قوى العدوان ومرتزقتهم. فقد كان البنك المركزي يدفع المرتبات بانتظام من صنعاء إلى كلّ المحافظات، حتّى المحتلة، وكانت المرتبات تصل إلى كل موظفي الدولة والمسجلين في كشف الراتب حتّى في تلك المحافظات إلى عدن وتعز ومأرب وغيرها إلى حين التآمر على البنك ومنع الإيرادات عنه وتجميد أرصدته في الخارج. وتحوّلت كلّ عائدات الغاز والنفط والمنافذ البرّية والبحرية إلى قوى العدوان ومرتزقتها، وإضافةً الى ذلك سلّمت روسيا لهم أموال الشعب اليمني التي جرى التعاقد معها مسبقاً بطباعتها، وفي ظلّ وضع كهذا، المناطق الحرّة التي لم تتمكن قوى العدوان من احتلالها مُحَاصَرَة ويدمّر العدوّ كل المنشآت الخدمية والاقتصادية فيها بشكلٍ ممنهج ومتواصل، فيا تُرى على من يقع اللوم!؟
أمّا المجهود الحربي، فالبلد اليوم أكمل 3 سنوات من التصدّي لأكبر عدوان في أكبر حرب بالمنطقة والمواجهة مع تحالف دولي وإقليمي فيه أغنى دول المنطقة بأقلّ بكثير من عُشر تكاليف حرب عام 1994 التي كانت في الداخل واستمرّت لشهرين فقط… فَمَن اللصوص يا ترى؟ هل أولئك الصامدون الأبطال في جبهات القتال الذين تصل بهم الظروف لدرجة أن يكونوا حفاة في كثير من الأحيان!؟ أم الأسر المضحّية بالشهداء والمعانية من ظروف معيشية صعبة!؟ أم الذين سرقوا أموال الشعب لعقود من الزمن ثم ارتموا في أحضان العدوان يذرفون دموع التماسيح على الشعب الذي ظلموه مرتين! يوم سرقوا أمواله وخيراته، ويوم كانوا في صفّ أعدائه الغزاة الأجانب والله المستعان”.

“قراءة أنصار الله للأصوات الجنوبية الرافضة للاحتلال”

ويمكن القول بأن الحركة لديها ثقة في أن أبناء المحافظات الجنوبية سيصلون إلى قناعة حتمية من التحرر ومقاومة الاحتلال، “خصوصاً بعد افتضاحه من خلال ممارساته الإجرامية”، وعلى لسان زعيم الحركة فإن البعض من أبناء المحافظات الجنوبية كانوا مخدوعين وصدقوا التحالف “نتيجة لحملة كبيرة من التضليل الإعلامي والثقافي أن قوى العدوان أتت لفعل خير وتقديم خدمات، واليوم رأى الجميع هناك بأمّ أعينهم المطارات والموانئ ومنشآت النفط والقواعد العسكرية والسيطرة الفعلية عسكرياً وسياسياً واقتصادياً من قبل الامارات مع ممارسات إجرامية، والنموذج القائم هناك هو احتلال بكلّ ما تعنيه الكلمة”، مشيراً إلى أن هناك الكثير من الأحرار والشرفاء من أبناء المحافظات الجنوبية تسعى الحركة لمساندتهم والتعاون معهم للتصدي للاحتلال وتحرير البلاد “كما تحررت من الاحتلال البريطاني لكن إن شاء الله بأسرع بكثير بكثير”.

“موقف الحركة من التشكيلات التي أنشأتها الإمارات جنوب اليمن”

ترى حركة أنصار الله أن الإمارات سعت لتشكيل كيانات متعددة ومتباينة ودعمتها بهدف الاستفادة من تناقضاتها وأيضاً “لتعمل على إثارة التنافس بينها في من يقدّم خدمة أكبر لدعم سيطرة الاحتلال”، مشيراً إلى أن مسألة قبول الحركة بالشراكة مع الأطراف اليمنية الأخرى خاصة المحافظات الجنوبية، فلا مانع لدى الحركة “بتاتاً”، مضيفاً “بل نحن ندعو إلى ذلك والمشكلة لدى البعض أنهم حالمون وواهمون في تحقيق خياراتهم السياسية من خلال الأجانب، بينما هدف الأجانب هو الاستغلال والاستثمار حتى في مشاكل البلد والاستفادة من الخلافات والتباينات لتوظيفها في الصراع”.
كما يؤكد الحوثي أيضاً على أن البعض من المكونات الجنوبية “ليس لديهم أصلاً أي قضية أو مشروع سياسي وهم مجرد تشكيلات من المرتزقة الذين كل هدفهم هو الحصول على أموال بأي ثمن حتى لو كان الخيانة لوطنهم”.

“موقف أنصار الله من مسألة الحريات”

فيما يتعلق بقمع الحريات التي يتهم خصوم أنصار الله الحركة بها، أكد زعيم الجماعة أنها “مجرد ادعاءات لا أساس لها، وعادةً يكون الإشكال مع من يؤيدون العدوان ولا نعلم بأيّ أحدٍ في العالم تسامح مع خصومه بقدر ما فعلنا”، مستشهداً بكيفية تعامل أنصار الله مع من شاركوا في القتال في صف “فتنة وخيانة الثاني من ديسمبر”، مؤكداً على أن الإفراج عنهم في وقت قياسي أكبر دليل على زيف ادعاءات حلفاء التحالف من وجود قمع للحريات، وفيما يتعلق بعمل اللجنة الثورية قال الحوثي “أمّا اللجنة الثورية فكلّ تحرّكها ونشاطها الحالي شعبي في إطار النشاط ضد العدوان، وهي لا تتدخّل في عمل مؤسسات الدولة ولا نحتاج إلى ذلك أصلاً فمنّا مسؤولون موجودون في المؤسسات الرسميّة”.

قد يعجبك ايضا