“بعد 40 عاماً على الفاجعة” الحوثيون يفتحون ملف اغتيال الحمدي

المساء برس – تقرير خاص/ ما يزال الشهيد الرئيس المقدم ابراهيم الحمدي محفورا في الذاكرة الشعبية رغم رحيله منذ أربعين عاما بعد في عملية اغتيال هزت الشعب اليمني حينذاك ومثلت انتكاسة حقيقية لليمن ماضيه وحاضره الذي لم يستطع حتى الان القصاص من قاتليه.

اغتيل الشهيد الرئيس ابراهيم الحمدي في الــ11 من اكتوبر 1977م في صنعاء بمشاركة أيادي داخلية وخارجية .. اليوم وبعد مرور 40 عاما من استشهاده ما يزال ذكراه خالدا في قلوب الشعب اليمني لأنه كان الوطن والمشروع فظل وطنا ومشروعا يحاولون استعاده حتى اليوم.

العاصمة اليمنية صنعاء شهدت اليوم الاربعاء فعاليات شعبية وتنظيمية إحياء لذكرى استشهاد الرئيس ابراهيم الحمدي موجهة اتهامات مباشرة للرئيس اليمني السابق والنظام السعودي وعدد من مراكز النفوذ في اليمن.

وخلال الفعالية استحضر سياسيون من مختلف التوجهات مجريات أربعة عقود من الزمن غاب فيها مشروع الدولة الحديثة وتم الغدر والالتفاف على ملف الشهيد الحمدي باعتبار مشروعه رمز لسيادة اليمن وخروجه من الوصايا السعودية والخارجية.

وفي فعالية سياسية وخطابية نظم “تكتل الأحزاب المناهضة للعدوان” الأربعاء بصنعاء فعالية خطابية في الذكرى الـ 40 لاغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي تحت شعار “على خطى الدم الطاهر نرسم طريق الوطن المستقل والشعب العزيز.

الدكتور إبراهيم محمد الحمدي نجل شقيق الرئيس الراحل شارك في هذه الفعالية الخطابية وشكر الشعب اليمني لوفائه مع قائده الشهيد الحمدي، وقال لا نعتبر نحن فقط أسرة الشهيد ابراهيم الحمدي فقط بل اصبح الشعب اليمني كله أسرة للحمدي بوفائه وإخلاصه لهذا القائد العظيم الذي ضحى بنفسه من أجل الشعب والمشروع الوطني إذا هو الوطن والمشروع الذي اغتاله نظام آل سعود وعملائه من الداخل”.

وقال الدكتور الحمدي: “ثلاث سنوات انتقل باليمن إلى انجازات عظيمة في فترة وجيزة فأحبه الشعب، لكن ثمة فئة فقدت نفوذها وارتزاقها فعمدت إلى اغتياله فتكالبت مع النظام السعودي الذي كان يعتبر مشروع الحمدي خطرا يهدد مستقبل المملكة، وعندما انفرد اليمن بقراره السياسي وخروجه عن الوصايا السعودية والخارجية ذهبت هذه القوى لمخطط اغتياله فاغتالوا المشروع والوطن ولن يهدأ لنا بال حتى نقتص من قاتل هذا القائد العظيم وننتصر لهذا الوطن، مضيفا: “ثورة الــ21 من سبتمبر ستنتصر بجيشها ولجانها الشعبية والصمود الشعبي الذي يضرب هذا النظام في عمق أراضيه”.

كما أكد نجل شقيق الرئيس الحمدي “اننا ماضون في استعادة واستكمال مشروع الحمدي مهما كانت التضحيات”.

فيما اعتبر رئيس التكتل عبدالملك الحجري اغتيال الرئيس الحمدي اغتيال المشروع الوطني للشعب اليمني منذ قيام ثورة 26 سبتمبر، مشيدا بمناقب وإسهامات الرئيس الحمدي خلال مسيرة حكمه لليمن في ثلاث سنوات وما حققه من نقلة نوعية في إعادة هيبة الدولة.

وقال الحجري، وهو من أبرز الشخصيات السياسية اليسارية المنتمية لجماعة أنصار الله، قال في كلمته التي ألقاها في الفعالية “مؤامرة حيكت ضد الرئيس الحمدي من قبل مراكز القوى والنفوذ وبإيعاز من نظام العدو السعودي وأجهزة مخابراته في الداخل” مطالباً من المجلس السياسي الأعلى ضرورة فتح ملف اغتيال الحمدي.

وكشف الحجري في تصريح خاص لــ”المساء برس” عن تشكيل لجنة قانونية من كبار المحامين وعقد مؤتمر صحفي للبدء في فتح ملف اغتيال الحمدي الذي غيب طويلاً.

عضو المجلس السياسي الاعلى حزام الاسد أوضح في تصريح لــ”المساء برس” أن مشروع الحمدي لم يكن لفئة الناصرين أو القوميين أو حزب معين ولكنه مشروع وطن ورمز للسيادة والوطنية والخروج من الوصايا السعودية والخارجية، وأضاف “إننا في المكتب السياسي لانصار الله إذ نعاهد هذا القائد العظيم باستعادة الوطن الذي غدر به واستعادة المشروع الذي أسسه الشهيد ابراهيم الحمدي وما ثورة الــ”21 من سبتمبر إلا جاءت لتنتصر لهذا القائد وتعيد مشروعه التنموي وما يقوم به أبطال الجيش واللجان الشعبية في جيزان ونجران وعسير ومختلف الجبهات إلا وفاء لهذا القائد العظيم”.

وكان أمين عام تنظيم التصحيح الشعبي الناصر مصلح أبو شعر قد أكد على المضي على درب الشهيد والوفاء لتضحياته ورفاقه والسير على خطاه حتى نستعيد حلم اليمنيين ومستقبلهم من نظام آل سعود وعملائه.

كما جاءت في كلمات الفعالية اتهامات مباشرة للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح والسعودية.

مسيرة شعبية أخرى احتشدت في صنعاء لتؤكد العلاقة العميقة بتاريخ ومأثر وإنجازات الشهيد ابراهيم الحمدي، مؤكدين خلال احتشادهم أن قائدهم الحمدي محفور في الذاكرة الشعبية مهما حاول المتآمرين طمس تاريخه النضالي والثوري والوطني متهمين الرئيس السابق والسعودية باغتيال الرئيس الحمدي ورفاقهم.

موقع التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري أصدر هو الآخر بياناً اتهم فيه، للمرة الأولى، الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح باغتيال الرئيس الحمدي بمشاركة ودعم الخارج، داعياً المجتمع الدولي إلى تشكيل لجنة محايدة للتحقيق في القضية.

وقال التنظيم، في بيان نشره الموقع الرسمي له “الوحدوي نت”، إنه “في مثل هذا اليوم، الحادي عشر من أكتوبر 1977، ارتكبت الأيدي الآثمة الموتورة دائماً بعمالتها للرجعية العربية والاستعمار والصهيونية العالمية، أشنع جريمة بحق الوطن والعروبة والإنسانية جمعاء، ممثلة باغتيال الشهيد الخالد إبراهيم محمد الحمدي، قائد حركة الثالث عشر من يونيو لتصحيح مسار الثورة اليمنية، وأخيه القائد العظيم، عبد الله محمد الحمدي، بهدف القضاء على المشروع الحضاري العربي”.

وقال البيان إن أصابع الإتهام ستظل تلاحق من تبقى من القتلة وتقض مضاجعهم، إلى أن تتمكن من تقديمهم للعدالة، وفي مقدمتهم المنفذ الرئيسي للجريمة، علي عبد الله صالح، الذي كان شغله الشاغل خلال فترة حكمه الفاسد هو تدمير وطمس المنجزات التنموية التي حققها الشهيد إبراهيم الحمدي في فترة قياسية وجيزة”.

وأوضح البيان أن “المعلومات والتسريبات عن الجريمة إنما تبين حقيقة أن الجريمة كانت مشتركة بين عناصر الداخل الذين انحصر دورهم بمجرد التنفيذ، والخارج الذي كان دوره التخطيط والتمويل، لأن هدفهم المشترك – مهما تداخلت اليوم الخنادق، وتغيرت الإصطفافات – كان وسيظل دوماً هو عرقلة بناء الدولة المدنية الحديثة في جنوب الجزيرة العربية”.

كما طالب التنظيم بتسليم جثامين قيادات حركة 15 أكتوبر 1978م وعلى رأسهم الشهيد عيسى محمد سيف قائد الحركة، والكشف عن مصير المخفيين قسرياً، وعلى رأسهم علي قناف زهرة وعبد الله الشمسي.

يذكر بأن الموقع الرسمي للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري “الوحدوي نت” يعمل اليوم لحساب التحالف بقيادة السعودية وتقف قيادات بارزة من الناصريين إلى جانب السعودية وهي القيادات نفسها التي خرجت في مسيرات شعبية في أحداث 2011 تطالب وتعلن صراحة بأن الرئيس اليمني “صالح” ومن خلفه السعودية هي من اغتالت الحمدي ووأدت مشروعه.

وتحتضن السعودية اليوم هذه القيادات في أراضيها وتنفق عليها نظراً لمشاركتها في السلطة والحكومة الموالية للتحالف وتأييدها للسعودية وحربها ضد اليمن.

قد يعجبك ايضا