أبرز ما ورد في كلمة عبدالملك الحوثي “خطاب مكاشفة وتحذير”

المساء برس – خاص/ ألقى زعيم حركة أنصار الله عبدالملك الحوثي خطاباً اتسم بالجدية والحدة منذ دقائقه الأولى، ينبئ بتأزم الموقف بين حليفي سلطة صنعاء.

وتطرق السيد عبدالملك إلى اجتماع العاشر من شهر رمضان وهدفه الذي قال بأنه كان من أجل الحفاظ على وحدة الصف الداخلي والجبهة الداخلية وتعزيز الموقف، ودعا للجهوزية للتصدي لأي محاولة لتفكيك الجبهة الداخلية، وأكد أن البعض لم يكن يرغب في التفاعل مع هذا الدور من القوى السياسية.

الخطاب اتسم بالحدة منذ الدقائق الأولى والمكاشفة على المستوى السياسي وعلى مستوى إدارة الدولة.

قال الحوثي “أن العدو الباغي المعتدي منذ يومه الأول كان يسعى وكان مقرراً لأن يخل في هذه المعركة على أساس أن يحسمها بكل ما فيها من مخاطر، أن يحتل البلد، أن يستعبد هذا الشعب وأن يذل الجميع بدون استثناء وبدون النظر إلى اعتبارات مذهبية ومناطقية وغير ذلك، وأن يجعل منا كشعب كبير عظيم وكبلد مهم في المنطقة مجرد رصيد يحسبه إلى أرسدته السياسية”.

وأضاف “بالرغم من هذا كله إلا أنه فشل في النهاية من حسم المعركة وكانت نجاحاته تعد جزئية ومحدودة مقابل أهدافه في البداية” مؤكداً أن سبب فشله هو الصمود في وجه العدوان وأن “الشعب اليمني بمختلف فئاته وقفوا ثابتين وواثقين بالله”.

وقال الحوثي إن الصامدون في وجه العدوان يقفون على أعتاب مرحلة مهمة وحساسة وخطيرة جداً، حسب وصفه قائلاً: “قوى العدوان تعبت وأرهقت نتيجة فشلها وما خسرته مادياً وبشرياً، وهناك خطة جديدة تحرص قوى العدوان من خلالها وتؤمن بها على أن تتمكن من حسم المعركة وهذه الخطة لها مسارات متعددة، مسار عسكري، يخططون لتصعيد عسكري في نهم وصرواح وجبهات الساحل وتعز”.

وأضاف “يتزامن مع المسار العسكري مسارات أخرى خطيرة جداً يعولون عليها هي في أن تمكن المسار العسكري من حسم المعركة، لأنهم جربوا في المرحلة الماضية أن المسار العسكري لم يوصلهم إلى حسمها عسكرياً، هذا المسار الموازي للمسار العسكري هو استهداف الجبهة الداخلية والجبهة الوطنية حتى يؤثروا على تماسك المسار العسكري الصامد في وجه العدوان، وحتى يتمكنوا من التأثير على جبهات القتال في إضعافها”.

وأكد الحوثي أن هذا المسار يتمثل بـ”تفكيك الجبهة الداخلية، وإثارة النزاعات الداخلية، العمل على إبراز قضايا هامشية، حزبية وفئوية تطغى على الاهتمام العسكري، حتى ينشغل الجميع بعيداً عن الاهتمام والتصدي للعدوان”، مضيفاً: “يعملون على حشد ما استطاعوا حشده مثل دعوة البعض للحياد، ودعوة البعض الآخر إلى تبني مبادرات وأصحاب وساطات، بهدف محاصرة الفئة الوفية والفئة الصامدة في وجه العدوان”.

دفعوا بالبعض لأن يقول عن المقاومين للعدوان أنهم “أصحاب مشاكل ومشاغبين وأنهم تجار حروب ويستمر النيل منهم إعلامياً وسياسياً ثم تنشط الوسائل الإعلامية على تلميع وتضخيم وتبجيل من يتجهون اتجاهات أخرى”.

“مساعي اختراق الجبهة الداخلية”

فيما يخص مساعي التحالف لاختراق الجبهة الداخلية قال الحوثي “الاختراق الكبير للمكونات السياسية وشراء ذمم شخصيات معينة مهمتهم العمل على النيل من المكونات الأخرى وشق الصف الوطني وإبراز عناوين تطغى على العنوان الرئيسي وهو التصدي للعدوان”، مشيراً إلى أن “هناك تماهي على التركيز على الاهتمامات التي تطغى عليها الطابع الفئوي أو الطابع الحزبي”.

وأضاف “نحن كلنا أصحاب مسؤولية واحدة والشيء الطبيعي أن يكون لكم حضور وملامسة للواقع وتدخل للإشكاليات وأن لا يكون لكم عدم اهتمام بأبرز الأحداث”، مخاطباً الحاضرين “أنه مطلوب منهم تأدية دورهم بفاعلية كبيرة”.

وأكد زعيم أنصار الله على “أن هناك نشاط مكثف على تجميد الجبهات الداخلية على الركود والجمود، حتى يتمكن العدوان من اقتحامها، وهو نفس الدور الذي يؤديه بعض المنتسبين للمكونات السياسية”.

وقال إن المطلوب من الجميع في هذا البلد “أن يكون لدينا الوعي تجاه بعض العناوين التي يسعى الآخرون إلى إبرازها، منها عنوان الحياد هذا العنوان ليس مشرفاً، ماذا يعني أن تكون محايداً يعني أن تكون جباناً أو أن تكون كؤلئك الذين تم شراؤهم، هذا الحياد هو على حساب من قتل من أطفال ونساء وأبرياء، ومظلومية شعب”.

وأضاف “الذين يتحدثون عن الجبهات كل الذين يقاتلون فيها إلى جنب من يقاتلون الذين هم في صف العدوان، من المعلوم ان المسألة هي ليست حرب داخلية بين اليمنيين، وجميعنا نعلم من يدير غرف العمليات في مأرب والجنوب وكلهم ضباط سعوديين وإماراتيين”.

“الشراكة مع المؤتمر في مؤسسات الدولة”

وفيما يخص الشراكة خاطب الحوثي حكماء وعقلاء اليمن بالقول “أنتم اليوم معنيون أن يكون لكم حضور في تقييم أداء مؤسسات الدولة بكلها سواء الحكومة أو المجلس الأعلى أو حتى مجلس النواب يجب أن يكون لكم دور شعبي، أن يكون لديكم اهتمام بتقييم أداء مؤسسات الدولة، والوقوف على طبيعة الاهتمامات والمشاكل والاختلالات وأن تكون الصورة واضحة لديهم”.

وأضاف “أقول لكم، ما من شك بأن هناك عوائق كبيرة جداً في مؤسسات الدولة لأن اليوم معظم موارد هذا البلد التي كانت مفعلة وجاهزة، مثل المنشئات النفطية في مأرب وشبوة وحضرموت هي اليوم تحت سيطرة قوى العدوان وعملائها وهم من ينهبونها اليوم ويستفيدون من عوائدها، والتفاصيل تطول، ولكن أقول لكم بالرغم من كل ذلك نحن غير راضين عن أداء مؤسسات الدولة ولا نرى فيها بأنها تعمل على النحو المطلوب، تحتاج أن يعينها الشعب ورجالات هذا الشعب وأن يكونوا إلى جانب الحكومة وإلى جانب المجلس الأعلى داعمين ومعينين ومصححين”.

واستنكر الحوثي دعوات بعض القوى والأشخاص في المكونات السياسية الشريكة قائلاً “يأتي البعض اليوم ليقدم صورة ملتبسة وكأن الذين هم في موقع المسؤولية كأنهم فقط من أنصار الله وكأن البرلمان برلمان أنصار الله وكأن القضاء قضاء أنصار الله وكأن الأجهزة الرقابية تابعة لأنصار الله، أنا أتحدى بصوت واثق بلغة واثقة بموقف واثق أن يتجاوز أنصار الله ربع القيادة السياسية في الصف الأول وأن يتجاوز أنصار الله واحد في المائة من المنتسبين للجهاز الإداري للدولة من عامة الموظفين”.

وأشار زعيم أنصار الله إلى تمثيل وزرائه في مجلس الوزراء مخاطباً الحاضرين “لدينا القليل من الوزراء ومعروف بإمكانكم أن تعرفوا كم هم أنصار الله في مجلس الوزراء وكم هم في المجلس السياسي وكأن أنصار الله هم وحدهم من يديرون الدولة أنا أتحدى أن يثبت أي شخص أن يتجاوز مكون أنصار الله في الجهاز الإداري للدولة”.

وبشكل غير مباشر شن عبدالملك الحوثي هجوماً حاداً على المؤتمر وتحميله المسؤولية بشأن الاختلالات الإدارية والقضائية في أجهزة الدولة بحكم تمثيله بالأغلبية العظمى في كل مؤسسات الدولة، وأنه لا يجوز أبداً على السكوت على الخلل الموجود داخل الدولة، مؤكداً “ننادي مراراً وتكراراً أنه يجب تفعيل العمل الرقابية لمواجهة الفساد، وتصحيح وضع الأجهزة الرقابية المجمدة والفاشلة والضعيفة، كم نادينا مراراً وتكراراً أن يتم إصلاح الجهاز القضائي، ووجدنا عوائق”.

وأكد أن البعض يريد استغلال الأوضاع لتشويه “أنصار الله”، وتابع للحاضرين “اليوم مطلوب منكم كحكماء في هذا البلد لا أقول لكم أن يتم اتهام طرف أو لا يتم اتهامه، أنا لست مجرد واعظ لكم وملقي خطابات، تحركوا أنتم وأنا سأقف معكم وأنا بإذن الله قول وفعل، حاسبوا كل فاسد اخلسوا جلد أي واحد من أنصار الله يكون فاسد، لن نحمي أي فاسد منا، ولن نحمي أي فساد من المؤتمر”.

وأضاف الحوثي “هناك من يكبل تصحيح وضع القضاء، مع الاعتراف بأن وضع القضاء غير سليم، ويجب أن يصحح وضع القضاء، وفي القضاء اليوم من هو في صف العدوان ضد الشعب اليمني، ويقف مؤيداً لقتل الأطفال والنساء، ويعتبر نفسه قاضي، هناك قضاة يعملون وفق أهداف سياسية ضد البلاد”.

وقال زعيم الحركة “أنا لا أقول لكم هذا الكلام على أساس أنكم تقفون فيه إلى جانب أنصار الله، بالعكس هذه مسؤولية الشعب كل الشعب، من كان فاسد من أنصار الله نحن ضده من كان يؤدي دوراً لصالح العدوان، نحن ضده، وليس كلامي حزبي ولا فئوي ولا اعتبار لاعتبارات تخص فئة ولا جهة معينة، هذه مسؤوليتنا جميعاً”.

كما تطرق السيد عبدالملك إلى أعضاء البرلمان الموالين للتحالف متسائلاً لماذا لا يتم محاسبة “هؤلاء البرلمانيين الخونة ولماذا لا يتخوينهم حتى الآن، بعد أن ذهبوا واجتمعوا مع بن سلمان بدلاً من الاجتماع تحت قبة البرلمان في صنعاء”، مؤكداً على أن الجميع معني قولاً وفعلاً لمعالجة الاختلالات بروح مسؤولة “بعيداً عن الارتزاق السياسي والألعاب السياسية”.

“تشويه أنصار الله.. وطعنات الشركاء”

وأشار السيد عبدالملك إلى نشاط البعض “ممن يحاولون أن يقدموا صورة مختلفة لأنصار الله، في مقابل الدور الذي يقوم به أنصار الله إلى جانب كل الشرفاء ليس أنصار الله وحدهم، ولكن يأتي البعض ليصور أنصار الله على أنهم مشاغبين وتجار حروب وهؤلاء الجماعة لا يريدون السلام ويريدون استمرار الحرب”، متسائلاً في الوقت ذاته بالقول “هذه الجماعة التي معظم أبناءها قتلوا في الجبهات في وجه العدوان هؤلاء اليوم أصبحوا تجار حروب ومستفيدون من الحرب؟!، ومن يملكون الفلل هم من يريدون السلام، هل هذا يعقل؟!”.

وأضاف “نحن نقدم تضحيات كبيرة جداً على كل المستويات الأعزاء منا وهم كثير استشهدوا وآخرين فقدوا أسرهم، نحن نعاني في هذه الحرب نعاني حتى من طعنات نتلقاها حتى من الشركاء، نحن نعاني في مواجهة العدوان على كل المستويات”، لافتاً إلى أن “البعض يقول كلمة واحدة ضد العدوان ومائة ألف كلمة ضد أنصار الله، لمصلحة من هذا العمل؟”.

واستشهد زعيم أنصار الله بـ”مقابر الشهداء تشهد لنا، انظروا أغلب هؤلاء الشهداء من هم؟ إلى من ينتمون؟ وأنتم ستعلمون من يقاتل في وجه العدوان فعلاً”، مضيفاً بأن “البعض وقف مع أنصار الله بإصبع رجله فقط وبقية جسمه خارج القتال، البعض معه رجل في الوطن ورجل مع العدوان”.

“السلام الذي نسعى إليه”

وقبل أن يختم كلمته قال الحوثي إن حركة أنصار الله ورجالها ليسوا وحوضاً ولا يرفضون السلام، مضيفاً “لكننا نرفض الاستسلام، لأننا رجال سلام لا استسلام، نحن مع السلام المشرف الذي يحفظ لنا الحد الأدنى من الكرامة والحرية والاستقلالية وسيادة البلاد، ولا زلنا نمد يدنا للسلام”.

وجدد الحوثي التأكيد على أن “صمود الجبهة الداخلية هو من حقق الانتصارات التي وصل المناهضون للعدوان إليها في مختلف الجبهات، والصمود هو ما جعل العدو ينهزم وينكسر ويفشل في تحقيق أهدافه على مدى عامين ونصف”، مشيراً إلى أن “ما دون الصمود لن يفيد الموقف المناهض للعدوان في شيء، والمراهنون على المبادرات وغيرها والدعوات للحياد هي دعوات للاستسلام”.

وتساءل الحوثي “وبعد ماذا تقدم هذه المبادرات بعد الانتصار الذي تحقق بعد الدماء التي أزهقت بعد أن أرهق العدو وانهار وضعف ويئس من أن يحقق نتيجة على الأرض، يأتي اليوم البعض ليقدم المبادرات التي تحقق للعدو ما فشل في تحقيقه على مدى عامين ونصف؟!”.

“توجيهات”

قدم زعيم أنصار الله لحكماء وعقلاء اليمن عدة توجيهات أبرزها:
– تحركوا على أساس الحفاظ على أساس وحدة الصف الداخلية، من يريد أن يشق الصف الداخلي لا تسمحوا له.
– من يريد أن يساوم على كرامة واستقلال هذا البلد لا تسمحوا أياً كان أنصار الله أو مؤتمر أو غيرهما.
– من يريد أن يبعد الشعب عن مسؤوليته الكبرى عن التصدي للعدوان ويشغله هنا وهنا وفي متاهات لا ترضوا، ونحن إلى جانبكم
– من يريد أن يعيق مؤسسات الدولة أو تشويهها فعليكم به أنصار الله إذا كان منهم دقوا راسه أو مؤتمر أو غيره.
– نحن لا نريد الاستسلام نحن أهل للسلام، سلام الشرف، لن ينفع الرجال إلا الصمود والثبات، وفي ختام الكلام ومع قرب عيد الأضحى أنا أتمنى أن تبذل الحكومة قصارى جهدها لتوفير ما استطاعت من الرواتب للموظفين.

قد يعجبك ايضا