في عدن سنظل نسأل: حد جاكم؟

المساء برس – فتحي بن لزرق – وما يسطرون/
امس الخميس خرجت الصباح الى محطة اكسبريس بالمنصورة وكنت اريد اغسل سيارتي هناك ،واول ماوصلت الى هناك رن هاتف جوالي وكان المتحدث شخص يخبرني بوقوع حادثة السطو المسلحة على البنك الاهلي بمديرية المنصورة بعدن .
جلست على الارض بالمحطة وبدأت اتابع الامر واجريت اتصالاتي بمستشفى النقيب لمعرفة عدد الضحايا وتفاصيل ماحدث.
شوية ويتصل بي الضابط من قسم شرطة المنصورة “عبدالرحيم باشراحيل” ليخبرني بما حدث ، قلت له :” عندي خبر ياعبدالرحيم .. هل تحركتم ؟ هل نزلتم؟
قال :” لا البنك يقع في النطاق الاداري لشرطة الدرين؟
قلت له :” معك رقم مديرها قال نعم واعطاني اياه واتصلت به ولكنه كان مغلق.
اتصلت لاحقا الى احد موظفي البنك سألته :” حد جاكم من الامن والشرطة ؟ حد جاكم من الجيش حد جاكم من الكتائب ؟قال لا ، كانت الساعة قد جاوزت التاسعة أي بعد مرور اكثر من ساعة على الواقعة ..
جلست اقلب هاتفي لعلي استطيع ان اعمل شيء .
فجأة وجدت صديقي “وفي العريمي” في طريقه الي ،سلمنا على بعض وجلسنا نتحدث على الارض امام المحطة مقابل الشارع الرئيسي الواصل الى جولة كالتكس .
سألني عن الاخبار : فأجبته بما حدث وجلسنا نتحدث ونتحسّر..!.
بينما كنا جالسين مرت في الطريق ذهابا وايابا اكثر من 60 طقم عسكري وامني وميليشاوي ، ركزوا 60 طقم ومصفحات بعضها رايح ناحية مدينة الشعب وبعضها الى المنصورة وبعضها الخور وكلها تفحط وتنخط “نخيط .
خليط عجيب غريب من المسلحين والبدلات والمصفحات والمواكب ووووو ..
رفعت السماعة واتصلت بموظف البنك سألته مجددا؟
– حد جاكم ؟- قال :” لا؟
في “عدن” اليوم يتكاثر المسلحون بمسميات مختلفة، تزدهر المعسكرات ، تتسابق الاطراف كلها لتخريج دفع عسكرية بمسميات مختلفة ورغم الكثرة الهائلة لهذا الكم من هذه القوى المتصارعة الا ان ابسط جماعة مسلحة يمكن لها ان تنفذ عملية مطولة قد تطول لساعات دون ان يحرك احدا ساكنا.
في “عدن” مدينة تحول نصفها الى معسكرات ونصفها الاخر الى عسكريين وسادت الفوضى للميليشيا المسلحة مختلفة الانتماءات والهويات .
في “عدن” تحتاج الناس ان يتوقف سباق التسلح هذا ان يتوقف كل هذا التحشيد العسكري ،وان يكون هناك امن واحد وجيش واحد ، ان تنتهي مسميات عساكر فلان واصحاب فلان .
في هذه المدينة يتواجد اليوم اكثر من 23 معسكر وميليشيا مسلحة واكثر من 50 الف عسكري ولايوجد قسم شرطة “فاعل”.
يكذب على الناس وعلى نفسه من سيقول انه سيضبط الامن في “عدن” وفيها كل زعيم ميليشيا عامل من نفسه فتوة وقوة ومعسكرات وجيش من المسلحين يسيرون خلفه.
تحتاج “عدن” الى اعادة ترتيب اولوياتها ومن هذه الالويات ان يخرج تجار الحروب وزعماء الميليشيات والمعسكرات من حياتنا لانهم وبكل بساطة احالوها الى “ركام”..
والى ذلك الحين سنظل نرفع سماعات الهاتف ونسأل:” حد جاكم؟

من صفحة الكاتب على الفيس بوك

قد يعجبك ايضا